بغداد اليوم - متابعة
قال مسؤول أميركي رفيع المستوى إن الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية سعودية السبت الماضي نفذت الارجح عبر الأراضي الإيرانية فيما ابرز معلومات تشير الى ان العراق خارج نطاق الاتهام.
ونقلت قناة الـ "سي إن إن" الأميركية عن المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "من المستبعد أن يكون الهجوم قد نفذ من اليمن نظرا لزاوية الهجوم على المنشأتين النفطيتين ومعلومات أخرى والمعلومات تشير الى احتمالية انطلاقه من ايران او العراق".
وكان وزير الخارجية الأميركي قد وجه أصابع الاتهام إلى إيران بعد الهجوم ودعا العالم إلى إدانة استهداف امدادات الطاقة العالمية، مؤكدا عدم وجود دليل يفيد بأن الطائرات المسيرة انطلقت من اليمن.
وتأتي تصريحات المسؤول الأميركي الكبير داعمةً للاتهامات التي وجهها بومبيو إلى إيران حيث أكد:" من الصعب جدا تصور حدوث هذا من مكان غير إيران والعراق."
وأوضح أنه: "لا يمكن استهداف 19 هدفا بعشر طائرات بدون طيار."
وأكد المسؤول الأميركي: "جميع النقاط المستهدفة كانت في الجانب الشمال غربي وهو أمر يصعب القيام به من اليمن."
وأشار إلى تقارير تحدثت عن اكتشاف الكويت لطائرة مسيرة في مجالها الجوي قبل الهجوم على السعودية موضحا أن "العراقيين كانوا صريحين جدا عندما أكدوا بأن الهجوم لم يحدث من أراضيهم ما يشير إلى أن الهجوم وقع على الأرجح من إيران."
وقال المسؤول الأميركي الكبير:" إذا كان هذا الهجوم العسكري قد نفذ عبر إيران ضد السعودية فهذا أمر خطير للغاية."
ورفض تحديد الخيارات التي تدرسها الإدارة الأميركية للرد على الهجوم لكنه قال " جميع الخيارات مطروحة لدى الرئيس."
من جانبها قالت كيليان كونواي، مستشارة البيت الأبيض إن "وزارة الطاقة الأميركية مستعدة أن تسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي بعد هجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين إذا اقتضت الحاجة، لاستقرار إمدادات الطاقة العالمية"
وفي مقابلة ضمن برنامج تلفزيوني، لم تستبعد كونواي إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنها أضافت أن "هجمات أرامكو لن تساعد في هذا الصدد".
واتهمت الولايات المتحدة إيران، السبت 14 ايلول 2019، بمهاجمة المنشأتين بطائرات مسيّرة، إحداهما أكبر معمل لتكرير الخام في العالم.
وندد دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني بالهجمات على منشأتي النفط.
وكتب على تويتر "كانت محاولة طائشة للإضرار بالأمن الإقليمي وتعطيل إمدادات النفط العالمية. المملكة المتحدة تندد دون تحفظ بمثل هذا السلوك بشدة".
كما استنكر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في اتصال هاتفي بالعاهل السعودي حادث الهجوم على المنشأتين النفطيتين، وأعرب عن وقوف الكويت التام إلى جانب السعودية، وتأييدها في كل ما من شأنه الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، وفق وكالة الأنباء الكويتية "كونا".
في المقابل، نفت طهران اتهامات أميركا لها بتنفيذ هجمات على منشأتين نفطيتين لشركة "أرامكو" السعودية، ما ينذر بتعطيل إمدادات الطاقة العالمية، وحذرتها من أن القواعد وحاملات الطائرات الأميركية في المنطقة تقع في مرمى صواريخها.
وفي تصريح للتلفزيون الحكومي، نفى عباس موسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الاتهامات الأميركية، واصفاً إياها بالـ "فارغة"، في حين قال قائد بارز في الحرس الثوري إن "إيران مستعدة لحرب شاملة".
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية للأنباء عن أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجو - فضائية في الحرس الثوري قوله "على الجميع أن يعلم أن كل القواعد الأميركية وحاملات طائراتهم على بعد يصل إلى 2000 كيلومتر من إيران، تقع في مرمى صواريخنا".
كذلك، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة الأحد 15 ايلول 2019 أن "واشنطن وحلفاءها عالقون في اليمن، وإلقاء اللوم على إيران لن ينهي الكارثة".
وكانت جماعة الحوثي اليمنية ، أعلنت مسؤوليتها عن هجوم السبت، الذي عطّل أكثر من نصف إنتاج السعودية من النفط، أي أكثر من خمسة في المئة من الإمدادات العالمية.
وأفادت شركة "أرامكو" السعودية الحكومية بأن "الضربات خفضت إنتاج النفط بحوالى 5.7 مليون برميل يومياً، أي قرابة نصف إنتاج البلاد"، في الوقت الذي تستعد الشركة لطرح أولي عام لأسهمها في البورصة من المتوقع أن يكون الأكبر في العالم.
وتشحن السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، أكثر من سبعة ملايين برميل يومياً لوجهات مختلفة.
وأكدت الرياض أنها ستعوّض النقص بالسحب من احتياطاتها، التي أشارت بيانات رسمية إلى أنها بلغت حوالى 188 مليون برميل في يونيو (حزيران).