بغداد اليوم - بغداد
علق عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية عباس صروط، الاحد 15 ايلول 2019، على الانباء التي اشارت الى ان عملية قصف منشأت نفطية تابعة لشركة ارامكو السعودية ، السبت نفذت انطلاقاً من الاراضي العراقية.
وقال صروط في حديث لـ ( بغداد اليوم ) ان "الحديث عن انطلاق الطائرات التي قصفت السعودية من العراق، هو مجرد كلام اعلامي، ويوم أمس سألت مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، عن هذه الاحاديث، وأكد انه لا توجد اية معلومات تؤكد هذا الشيء، وهذه فقط احاديث يتداولها الاعلام".
وبين ان هذا "الاتهام محاولة لجر العراق الى صراع اقليمي، وكل الاطراف المتصارعة تريد تحويله لداخل اراضينا".
وأكد عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية ان "أمر قصف السعودية من قبل طيران مسير انطلق من العراق، قضية مستبعدة جداً، لكن هناك دوافع دولية في ان توجه الانظار الى العراق ليتم اتهام الحشد الشعبي بالوقوف وراء العملية الاخيرة".
ونفى المكتب الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، الأحد، 15 أيلول، 2019، استخدام الاراضي العراقية لمهاجمة منشآت نفطية سعودية.
وقال المكتب في بيان تلقته (بغداد اليوم)، إن "العراق ينفي ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام اراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة، ويؤكد التزامه الدستوري بمنع استخدام أراضيه للعدوان على جواره وأشقائه وأصدقائه".
وبين أن "الحكومة العراقية ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول انتهاك الدستور، وقد شكلت لجنة من الاطراف العراقية ذات العلاقة لمتابعة المعلومات والمستجدات".
ودعا العراق "جميع الأطراف الى التوقف عن الهجمات المُتبادَلة، والتسبب بوقوع خسائر عظيمة في الأرواح والمنشآت".
وأكدت الحكومة العراقية، بحسب البيان بأنها "تتابع باهتمام بالغ هذه التطوُّرات، وتتضامن مع أشقائها وتعرب عن قلقها من ان التصعيد والحلول العسكرية تعقد الأوضاع الإنسانيّة والسياسية، وتهدّد امننا المشترك والأمن الإقليميّ والدوليّ".
وجدد العراق "دعوته الى التوجّه لحلِّ سلميّ في اليمن، وحماية أرواح المدنيّين، وحفظ أمن البلدان الشقيقة"، داعياً "دول العالم، ولاسيّما دول المنطقة، إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية والاضطلاع بمُبادرات تضع حدّاً لهذه الحرب التي لا رابح فيها، والتي لا تسفر سوى عن خسائر بشرية عظيمة، وتدمير البنى التحتية، والحيويّة".
وكانت، شبكة "سي إن إن" الأمريكية الإخبارية، افادت بأن الاعتداء الذي استهدف، السبت 14 ايلول 2019، معملين كبيرين تابعين لشركة "أرامكو" في السعودية وتبنته جماعة الحوثيين اليمنية نفذ من العراق.
ونقلت الشبكة عن مصدر وصفته بالمطلع على مجريات التحقيق في الهجوم الذي أسفر عن توقف 50% من إنتاج الشركة الحكومية السعودية قوله إن المعلومات الأولية تؤكد أن القصف نفذ بواسطة طائرات مسيرة لم تقلع من اليمن بل من العراق.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، الاحد 15 ايلول 2019، عن مسؤولين في الخليج قولهم إن الخبراء يدرسون احتمال استخدام المهاجمين على منشآت النفط السعودية صواريخ كروز أطلقت من العراق أو إيران، من دون استبعاد فرضية الطائرات المسيرة.
ووصفت الصحيفة الهجوم على منشآت النفط السعودية بأنه قد يمثل نكسة أخرى للمحاولات الأميركية لفتح محادثات مباشرة مع الحوثيين.
وكشفت اليومية أن زعماء الحوثيين رفضوا مساعٍ أميركية لبدء محادثات في وقت سابق من هذا الشهر بعد مقتل العشرات في غارات للتحالف على مركز اعتقال في اليمن.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال إنه "لا دليل على أن الهجمات التي استهدفت السعودية ، فجر السبت 14 ايلول 2019، قد انطلقت من اليمن"، مضيفا أن "طهران تقف وراء نحو مئة اعتداء على السعودية، وأن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفائها على إخضاعها للمساءلة عن عدوانها".
وسبق أن أشارت "الصحيفة ووكالة بلومبيرغ إلى أن السعودية أوقفت نحو نصف إنتاجها من النفط بعد الهجمات"، وأضافت الوكالة أن "شركة أرامكو تتوقع استئناف معظم إنتاج النفط خلال أيام".
وجاء ذلك بعد أن صرحت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأن إنتاج النفط السعودي وصادرات المملكة منه تعطلت بعد هجمات بالطائرات المسيرة على منشأتين لشركة أرامكو، إحداهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم السبت.
وذكر أحد المصادر أن الهجمات ستؤثر على إنتاج خمسة ملايين برميل من النفط يوميا، أي قرابة نصف الإنتاج الحالي للمملكة.
من جانبه، قال الأمير عبد العزيز بن سلمان آل سعود وزير الطاقة السعودي إن الهجمات على معملي بقيق وخريص أسفرت عن توقف مؤقت في عمليات الإنتاج.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الوزير في تغريدة على تويتر قوله إنه سيجري تعويض الانخفاض للعملاء من المخزونات النفطية السعودية.
ويوجد في محافظة بقيق -الواقعة على بعد 150 كيلومترا شرق العاصمة الرياض- أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، ويوجد في منطقة خريص -على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران- ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خُرَيص شرقي البلاد بطائرات مسيرة، في حين كشف الحوثيون في بيان لهم عن مسؤوليتهم عما وصفوها بـ"أكبر عملية في العمق السعودي للطيران المسير".
وتبنى الحوثيون على لسان المتحدث العسكري باسمهم العميد يحيى سريع الهجوم -الذي وقع في وقت مبكر من مساء أمس- على منشأتي أرامكو، وقال إن الهجوم نفذ بواسطة عشر طائرات مسيرة، وإن الاستهداف كان مباشرا ودقيقا، وجاء بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبق وتعاون ممن وصفهم بالشرفاء.
وقالت الداخلية السعودية -في بيان أوردته قناة الإخبارية السعودية- إن فرق الأمن الصناعي في أرامكو تمكنت من السيطرة على حريقين اندلعا بالمعملين التابعين للشركة إثر استهدافهما بطائرات دون طيار، وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق في الاستهداف.
وقد سمى الحوثيون هجوم اليوم على منشأتي أرامكو بـ "عملية توازن الرعب الثانية"، وأضافوا أن بنك أهدافهم في السعودية يتسع يوما بعد يوم وأن لا حل أمام الرياض إلا وقف "العدوان والحصار".