بغداد
تأويلٌ كثيرٌ، وقراءات متصارعة، رافقت تداول صورٍ لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في مجلس عزاء حسيني أقامه المرشد الإيراني، علي خامنئي في طهران، بحضور قائد فيلق القدس، بالحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني.
ونشر سليماني الثلاثاء (10 أيلول 2019) عبر حسابه على موقع "تويتر" صورة تجمعه بالصدر وخامنئي، وأشار إلى أنها في مجلس عزاء حسيني، بعد أن وصل زعيم التيار الصدري، يوم الجمعة الماضي، إلى مدينة قم في زيارة مفاجئة وغير معلنة، عقب تغريدة بعنوان "وداعا يا وطني".
الصدر يتوسط خامنئي وسليماني
تبدأ لعبة التأويل من الموضع الذي يجلس فيه الصدر، متوسطا خامنئي وسليماني، حيث يرى أحد المعلقين على الصور، أن جلوس الصدر دون خامنئي، لا يقع ضمن الخانة الرمادية في السياسة، فيما يرى آخر أن جلوس "الصدر بين سليماني وخامنئي وتسريب الصورة بحد ذاته قد لا يكون له تأثير بالقدر الكبير"، مستدركا: "لكن ايران تعتمد سياسة التأثير البطيء بإفقاد الصدر لشعبيته، وهذه الصورة من بين أمور عديدة تعتمدها ايران، لم يحسبها زعيم التيار بالطريقة الصحيحة، إذ كان يفترض به أن يحضر متأخرا دون أن يُجالس سليماني".
نهرٌ يجري ويتفرع
بالمقابل، يرى آخرون أن هذا تأويل مفرط، ومغرض، فـ"كلهم نهر يجري ويتفرع، لكن المنبع هو الاسلام العقائدي السياسي"، على حد تعبير أحد المدونين، مضيفا أنهم "لا يختلفون إلا بالجزئيات و غالبا هذه جزئيات بسيطة لا تغير واقع الناس"، ويردف آخر: "لا لقاء الصدر مع محمد بن سلمان يعني ان السيد أصبح سعوديا ولا لقاؤه مع خامنئي يعني أنه أصبح إيرانيا"، آخر يرى أن الصورة تعني أن "المذهب هو أهم شيء".
مراهنون ومشككون
وذكر الكاتب والصحفي، سرمد الطائي، معلقا على الصورة: أنها "تمثل القوى الوطنية العراقية في وكر الذئاب"، مؤكداً انها "رسالة في وكر الذئب بابعاد الحناتيش والعطاطير عن الفخر الوطني العراقي".
ما قاله الطائي علق عليه الكاتب والصحفي، أحمد عبد الحسين، قائلا إن "إيران تريد استبدال عبيدها بشركاء، فهذا ينفعهم وينفعنا وينفع أمة محمد" فيما توقع معلق آخر أن الصدر ذهب "لإلقاء آخر حجة أمام رئيس وزراء العراق الفعلي، لكن لا أعلم إلى أي مدى ستنجح".
غير أن هناك من رأى أن "المشهد ضبابي بشكل كبير، والرهان عليه مخاطرة، وأن الشارع العراقي، وحتى المقربين والمناصرين أصبحوا في حيرة". ومنهم من جاهر بعدم ثقته بخطوات الصدر: "بصراحة ليست لدي ثقة به، ليس لديه منهاج سياسي واضح، تناقضاته كثيرة ومواقفة السياسية غير مفهومة" قال أحد المعلقين.
رسالة لأميركا وإسرائيل
بعض المعلقين رأوا في الصور رسالة الى الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل، يقول أحدهم "هذه الجلسة تجمع القواسم المشتركة في مواجهة الصهيو-امريكية، فالسيد القائد الصدر يوجه رسالة قوية من خلالها لأمريكا وإسرائيل"، يُضيف آخر: أن "الامور تتطور بشكل سريع واسرائيل دخلت بشكل علني للعراق لا أحد يعلم ما يخطط له السيد مقتدى، من المؤكد أن تفكيره لصالح العراق".
تبادل الشماتة
واللافت أن الصورة، كانت فرصة كبيرة لتشمت الأطراف المتصارعة في قراءة الصورة، في ما بينها، من بين التعليقات المتكررة "ايران بره بره"، في إشارة إلى الشعار الذي رفعه الصدريون في وقت سابق، وتعليقات ساخرة اشارت الى شعور أنصار زعيم التيار الصدري بالصدمة بعد تداول صوره مع خامنئي وسليماني.
بالمقابل رأى آخرون أن الصور "شوكة في عيون من يريدون من الصدر أن يكون مناهضا للسياسة الإيرانية"، يقول أحدهم: "خالص العزاء للأخوة أبناء الرفيقات (البعثيون) في هذا المصاب الجلل". ويكتب آخر: "جماعه السفارات وأهل البخور وأنور الحمداني خبئوا رؤوسكم".
ويصر الكثير من الصدريين، على أن الصورة لا تستدعي هذا الكم من التحليل، وأن حضور زعيمهم، ليس أكثر من حضور مجلس عزاء، الجامع الأوحد للشيعة، يقول أحدهم: "الصور طبيعية جدا، والدعوة رسمية والعزاء للإمام الحسين".