بغداد اليوم - النجف
تكشف وكالة (بغداد اليوم) الاخبارية، تفاصيل جديدة عن قضية شغلت الرأي العام العراقي، وتنقلت بملفات كثيرة بينها الارهاب والمخدرات وحقوق الانسان، خلال شهر أيار الماضي 2019، فجرها شاب من محافظة النجف يدعى "علوش جرمانة" ظهر بموقع فيسبوك ببث مباشر و "أساء للمقدسات".
اعتقال.. أوله إساءة وآخره الإرهاب
كان "علوش جرمانة" قد ظهر مساء السبت ( 6 نيسان 2019) ببث مباشر على موقع فيسبوك، في وقت صادف وفاة الامام موسى بن جعفر، وبالتزامن مع مراسم إحياء الزيارة، بادر "جرمانة" إلى "الإساءة" للمراسم التي يحيها آلاف من العراقيين.
وعلى خلفية "الإساءة" أعلنت قيادة شرطة النجف، صباح الأحد (7 نيسان 2019) اعتقال "الشاب الذي ظهر بمقطع فيديو أساء فيه للإمام الكاظم وألقي القبض عليه"، مضيفة في بيان لها، أن "الشاب اتضح أنه ينتمي لداعش ضمن خلية تتكون من 3 اشخاص مهمتها الإساءة للرموز الدينية واختراق الشباب فكرياً".
وبعد أنباء عن اعتراف "جرمانة" بالانتماء للإرهاب، وأخرى ضمن صفوف "الجيش الحر" المعارض المسلح للحكومة السورية، أعلنت مديرية شرطة النجف، الأحد (12 أيار 2019) صدور "حكم بحق المدان علي سرور الملقب بـ(علوش جرمانة) من محكمة جنح النجف، بالسجن ثلاث سنوات، عن قضية سب الإمام الكاظم علية السلام".
وعن تهم الارهاب، يقول رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة النجف، جواد الغزالي، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "القضاء اصدر حكما ببراءة (علوش جرمانة) من تهم الإرهاب التي اتهم بها، فيما تمت إدانتهُ بقضايا (سب وتجاوز على الرموز الدينية) وفق للقانون العراقي".
وأضاف الغزالي، أن "اللجنة الأمنية ومديرية الاستخبارات، استبعدت تهمة الإرهاب التي أُثيرَت عن جرمانة، منذ بداية القضية".
انتهاكات منذ البداية.. وليلة في مقبرة النجف!
يؤكد مدير مفوضية حقوق الانسان في النجف، فرزدق الصكبان، أن المفوضية سجلت بقضية "علوش جرمانة" العديد من الانتهاكات منذ بدايتها وحتى إصدار الحكم.
وتحدث الصكبان عن معلومات وصلت المفوضية أكدت "تعرض جرمانة لعمليات تعذيب، إضافة إلى الصور التي انتشرت بعد اعتقاله، والتي تقع ضمن انتهاكات حقوق الانسان".
وتابع مدير مفوضية حقوق الانسان، في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "المفوضية التقت المتهم ونفى تعرضهُ للتعذيب، ورفض وقتها تقديم أي شكوى لدى مكتب المفوضية، على الرغم من أن المعلومات تشير لتعرضه للتعذيب".
وأوضح، أن "صدور حكم من القضاء، أمر يخضع لسلسلة اجراءات قانونية، والآن قضية جرمانة في محكمة التمييز ولقاضي التمييز السلطة في تخفيف الحكم أو في إلغائه".
وكان والد المتهم قد كشف عن تعرض عائلته لتهديدات بعد "التشهير" بصور ابنه المعتقل، فيما دعا رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي للتدخل في القضية.
وقال والد "جرمانة" إن "التهديدات التي وصلته أجبرته على المبيت مع عائلته داخل مقبرة وادي السلام لمدة 4 أيام"، مبيناً أن "زوجته باتت في حالة حرجة بعد تلك الاحداث، ولم أتمكن من نقلها الى المستشفى خوفاً على حياتنا".
وأكد، أن "ابني يتعرض الى تعذيب قاس من قبل الشرطة، وحاولت مرات عدة توكيل محامي له، ولكن منعوني وقالوا (بأمر من بغداد)"، متهماً قوات المكافحة في محافظة النجف بـ "التشهير بصور عائلته في مواقع التواصل الاجتماعي"، موجهاً رسالة إلى عبدالمهدي طالبه من خلالها بـ"التدخل العاجل من أجل الافراج عن نجله المعتقل".
تعرض للتحرش.. واعترف بالانتماء للإرهاب!
بعد ما أثير في الرأي العام حول قضية "جرمانة" التي امتدت لأسابيع، ولكثرة ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بشأن القضية، شكل محافظ النجف لؤي الياسري لجنة لتقصي الحقائق، تكونت من نقابة المحامين، ونقابة الصحفيين، ومنظمتين للمجتمع المدني، فضلاً عن مكتب مفوضية حقوق الانسان، بحسب مصدر حقوقي رفض الكشف عن اسمه.
أضاف المصدر في حديث لـ(بغداد اليوم)، أن "واجب اللجنة كان الاستماع لأطراف الدعوى، والذهاب إلى القضاء، لكن الأخير رفض منح أي وثائق ضمن الدعوى، بدعوى أن منحها يتنافى مع عمله، واتجهنا للقاء المتهم الرئيس في القضية، جرمانة".
تابع، أن "اللقاء بالمتهم كان في مركز مكافحة الاجرام، وفي بداية الأمر كان (علوش جرمانة) متخوفاً جداً، ولا يستطيع الجلوس على الكرسي، بسبب تعرضهُ لعمليات تعذيب، حتى طلبنا أن نكون معه على انفراد".
شرح "جرمانة" ما تعرض له من تعذيب، وتحرش جنسي، وكشف أن رأسه كان يتعرض للسحق من قبل المحققين في جهاز مكافحة الاجرام، حتى أنتهى به الأمر إلى الاعتراف بالانتماء للإرهاب للتخلص من التعذيب، بحسب المصدر.
وأكد، أن "الكثير من علامات التعذيب كانت واضحة على جسده، وأوضح انه كان يعمل حلاقا في سوريا، الأمر الذي مكن الآخرين من انتمائه إلى جماعات ارهابية فكرية تزعزع فكر الشباب في محافظة النجف"، مبيناً أن "جرمانة يعمل في كازينوهات النجف بوصفه عاملا وليس مالكا لأحدها".
وجها لوجه مع الياسري
أكمل المصدر الحقوقي الذي كان حاضراً بلقاء "جرمانة" أن اللجنة أرسلت تقريرها لمحافظ النجف، لؤي الياسري، الذي كما علمنا قد ذهب والتقى بالمتهم، وحينما أراد (جرمانة) الحديث مع المحافظ، رد عليه الأخير (لست مستعداً لسماعك.. القانون سيأخذ مجراه)".
وتابع، أن "جرمانة أحيل للقضاء وأصدر حكما ببراءته من تهمة الإرهاب، وحكم ثلاث سنوات بتهمة الإساءة للرموز الدينية"، مؤكداً أن "الضغط بموقع فيسبوك خلص (علوش جرمانة) من تهمة الإرهاب".