بغداد اليوم - متابعة
كشفت قيادة العمليات المشتركة التي تضم جميع التشكيلات العسكرية والأمنية العراقية، الأربعاء، 04 أيلول، 2019، عن وجود (600) مسلح من تنظيم داعش فقط، في "نينوى،كركوك، الانبار".
وقال المتحدث باسم العمليات العميد يحيى رسول، في مقابلة مع صحيفة القدس العربي تابعتها (بغداد اليوم)، أنه "قبل إعلان النصر النهائي على تنظيم داعش الإرهابي في تموز/ يوليو 2017، كان التنظيم يسيطر على 40٪ من مساحة الأرض العراقية، لكن تمكنا من النصر، أشرنا منذ البداية إلى أنه لا تزال هناك بقايا لفلول داعش نعمل على مكافحتها واستئصالها"، مضيفا: "خضنا عمليات عسكرية ضد أعتى تنظيم إرهابي على وجه الأرض، واستطعنا أن نحرر الإنسان قبل الأرض".
وأضاف: "العمليات الآن (إرادة النصر) ليست عسكرية، بل مطاردة بقايا فلول عصابات داعش"، لافتاً إلى أن التنظيم "لا يمتلك القدرة على مسك الأرض، لكن بقاياه تنتشر في الصحراء والسلاسل الجبلية والوديان والسهول. هذا مؤشر استخباري لدينا".
واعتبر القائد العسكري أن "الهدف من عمليات إرادة النصر (بمراحلها الأربع) يأتي للحفاظ على النصر المتحقق"، منوهاً أن "العملية تختص بالتفتيش والمطاردة لبقايا التنظيم".
وأكمل: «منذ إعلان النصر، كنا ننفذ عمليات هناك وهناك، لكن معركتنا اليوم هي معركة استخبارات"، مبيناً أن "أحد أسباب النصر على داعش هو تعاون المواطن. لدينا قنوات تواصل مباشرة مع المواطنين".
وأشار إلى أن التنظيم "يركز على المناطق الصعبة (جغرافياً) مثل الصحراء التي تشكل 30٪ من مساحة العراق"، موضّحاً أن "عمليات إرادة النصر انطلقت بمراحل في 7 تموز/ يوليو 2019، المرحلة الرابعة منها شملت المناطق الصحراوية التي تشمل قيادتي عمليات الجزيرة والأنبار".
وزاد: "هذه الصحراء التي استهدفتها المرحلة الرابعة من عمليات إرادة النصر، تبلغ مساحتها 140 ألفاً و980كم مربع، أي بمساحة 9.8٪ من مساحة العراق"، لافتاً إلى أن "عصابات داعش المتبقية تعمل على شكل مفارز تتكون من 3-5 عناصر، وفي بعض الأحيان تصل إلى 6، يكون عملها دفاعيا وليس هجوميا، وتختبئ في هذه الصحراء".
وأكد أن "عمل تنظيم داعش حالياً لا مركزي، لكل منطقة هناك قائد يعمل على توجيه عناصره"، مجدداً "تأكيده على أهمية عدم ترك هذه المفارز إلى أن تُنفذ عمليات، في العام الماضي كان يتواجد في هذه المنطقة (الصحراء) نحو 250 إرهابياً، لكن من خلال الضربات الجوية والإنزالات والملاحقة تمكنا من قتل الكثير منهم واعتقال قيادات مهمة في هذه المناطق، يتواجد في المنطقة المستهدفة بالمرحلة الرابعة من إرادة النصر (50-75) عنصرا في أعلى المستويات، وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة".
وكشف القائد العسكري أن "وادي حوران كان يعدّ مركز عمليات للتنظيم، قبل سقوط الموصل، بكونه يمتد لمساحة 160 – 200 كلم مربع (بمحاذاة حدود العراق مع سوريا والأردن والسعودية)"، مؤكداً في الوقت عينه إن "عملية سقوط المدن (في 2014) ودخول داعش إليها كان من خلال وادي حوران، بكونه يرتبط بالحدود العراقية السورية، وكانت الحدود في حينها مُشرعة".
ومضى قائلاً: "وادي حوران أثير حوله لغط كبير، أنه يحتوي على (3 – 5 آلاف) عنصر من داعش، فضلاً العتاد وأرتال العجلات المسلحة والانتحاريين، ومعسكرات تدريب وغيرها، لكن هذا الكلام غير دقيق. الوادي تحت سيطرتنا الآن".
وطبقاً للمتحدث باسم العمليات المشتركة، فإن "هناك تواجد لمفارز تنظيم داعش الإرهابي في مناطق غرب نينوى وسلسلة جبال بادوش والعطشانة، وأيضاً في صحراء الأنبار، وفي بعض مناطق كركوك - خصوصاً الجنوبية منها، لكن ليست بالأعداد الكبيرة، هناك نحو 500 – 600 إرهابي يتواجدون في كل هذه المناطق"، منوهاً أن "هؤلاء الإرهابيين هم محليون. كان هناك أجانب في السابق أما الآن فإن أغلبهم عراقيون".
وعن توجه الحكومة نحو الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة لحماية الحدود العراقية، قال: "كان العراق في حرب طوال الفترة الماضية، ولم تُعطى لنا الفرصة في السابق كان الجيش داخل المدن، وتُركت المناطق الصحراوية والحدودية، لكن الآن قلبنا المعادلة بإخراج الجيش من المدن ومسكنا الحدود وأمّنا هذه المناطق، فضلاً إيكال مهمة حفظ الأمن في داخل المدن إلى القوات الأمنية"، مبيناً: "بدأنا نحكم التحصينات الأمنية للحدود، ونريد دعم هذه التحصينات من خلال التكنولوجيا والكاميرات الحرارية لتشمل جميع الشريط الحدودي".
وأضاف: "الشريط الحدود ممسوك ومحصّن بالسواتر وأبراج المراقبة والأسلحة الساندة والأسيجة، نحن نريد الآن ندعم هذه الجهود، لكن الأمر يحتاج إلى أموال، وهذا ما دفع القائد العام للقوات المسلحة للإيعاز للجهات المختصة لاستكمال المنظومة التكنولوجية الخاصة لكل الشريط الحدودي، والعمل بمراحل لحين استكمالها بالكامل"، مشيراً إلى أن "الحدود العراقية السورية تمتد لنحو 605 كم، وهي ممسوكة بثلاث قطعات (الجيش، والحشد الشعبي، وحرس الحدود)، المناطق المهمة بالنسبة لنا هي تلك التي تقع شمال نهر الفرات داخل الأراضي السورية ما يزال داعش يتواجد فيها، وباستطاعته التحرك بحرية، لهذا نحن نركز على هذه المنطقة بشكل كبير".
وشدد على أهمية "تأمين الحدود العراقية ـ السورية"، مبيناً إن "الشر أتى للعراق من خلال الأراضي السورية".
وتابع حديثه قائلاً: "أغلب المتواجدين في هذه المناطق (الحدودية والصحراوية) هم رعاة أغنام، وفي بعض الأحيان يتسلل داعش عليهم ليأخذ منهم الأرزاق والماء وبعض الأمور اللوجستية هناك تعاون بالمعلومات بين الرعاة وقطعاتنا"، كاشفاً عن "وضع خطة لحماية الرعاة من خلال حصرهم في منطقة قريبة وتحت سيطرة قطعاتنا، فيما ستكون أي حركة في المناطق البقية سيتم اعتبارها هدفاً والتعامل معها على هذا الأساس".
وأعتبر أن هذه الخطة تأتي "لمعرفة من هم رعاة الأغنام المسجلون لدينا أيضاً، وتأمينهم، وأيضاً في حال رصد أي تحركات في المنطقة الأخرى (غير المحددة) سيعتبر عدو"، موضّحاً أن "هذه الخطة تم الشروع بتنفيذها في العديد من المناطق".