بغداد اليوم _ متابعة
قال المدير بالاستخبارات الفرنسية، والمسؤول السابق عن مديرية التجسس الاقتصادي، آلان جويي، الثلاثاء (3 أيلول 2019)، ان اميركا غزت العراق عام 2003 لمنع انهيار السعودية.
وقال جويي في مقابلة متلفزة مع البرنامج الفرنسي "رؤية المفكر"، إن "الولايات المتحدة كانت متخوفة من انهيار النظام الملكي السعودي، ووقوع البلاد في فوضى عارمة، وبالتالي ستخسر مصادر النفط، وتحسبا لهذا السيناريو قررت غزو العراق لتعويض النفط السعودي، ولأن العراق كان منهوك القوى لا يستطيع المقاومة جراء آثار الحصار".
وأضاف: أن "الامريكان قاموا باستغلال خطأ رئيس النظام السابق صدام حسين ببيع النفط باليورو وليس الدولار، مع حجج وجود الأسلحة النووية لشن غزوهم"، مبيناً أن "الامريكان لا يتسامحون في القضايا التي تخص النفط".
وبدأت عملية حرب الاطاحة بالنظام العراقي السابق في 20 اذار 2003م، من قبل قوات الائتلاف بقياده الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت عليه تسمية ائتلاف الراغبين وكان هذا الائتلاف يختلف اختلافاً كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية لأنه كان ائتلافاً صعب التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية في العراق من بينها جبهة الاكراد في الشمال بزعامة جلال طالباني ومسعود برزاني.
وشكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة %98 من هذا الائتلاف.
وأفادت دراسة أعدها معهد الاستطلاعات البريطاني في صيف عام 2007 بأن عدد قتلى الغزو من العراقيين بلغ حتى ذلك التاريخ حوالي مليون شخص، من أصل 26 مليونا هم سكان العراق. وكان تقرير للمجلة العلمية البريطانية "ذي لانسيت" صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2006 قدر عددهم بما لا يقل عن 655 ألف قتيل.
أما منظمة الصحة العالمية فتعتقد أن حصيلة القتلى العراقيين تتراوح بين 104 آلاف و230 ألفا، وهو قريب من تقديرات وثائق ويكيليكس المسربة عام 2010 والتي أشارت إلى مقتل 109 آلاف عراقي منذ بداية الغزو. بينما اعترف الجيش الأميركي بمقتل نحو 77 ألف عراقي بين يناير/كانون الثاني 2004 وأغسطس/آب 2008، بينهم نحو 63 ألف مدني، والباقون من العسكريين.
وأفادت صحيفة ذي ديلي تلغراف البريطانية يوم 16 مارس/آذار 2013 -في دراسة لتكاليف الغزو نشرت حصيلتها بمناسبة ذكراه العاشرة- أنه كلف الولايات المتحدة وحدها ما يزيد على 801 مليار دولار، وقالت إن الدراسة لو أضافت الفوائد المرتفعة المترتبة على الديون الأميركية بسبب الحرب فإن فاتورة الغزو قد تزيد على ثلاثة تريليونات دولار.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول 2011، أعلنت الولايات المتحدة أن جيشها أكمل انسحابه من العراق ذلك اليوم، وأن الانسحاب جاء تطبيقا للاتفاقية الأمنية الموقعة مع حكومة بغداد عام 2008، وبعد أن رفضت الأخيرة منح آلاف الجنود الأميركيين حصانة قانونية. وكانت بريطانيا بدأت سحب قواتها من جنوبي العراق مطلع أبريل/نيسان 2009 وأكملته بشكل نهائي يوم 22 مايو/أيار 2011.