بغداد اليوم- ديالى
من بعيد تلوح منازل مدمرة واخرى مهجورة على طول طريق الوقف الزراعي الممتد بين ناحيتي ابي صيدا والعبارة في محافظة ديالى وهي توثق اضطرابات امنية متكررة حولتها الى مناطق اشباح رغم انها تعد اكبر حوض زراعي في المحافظة والمصدر الرئيسي لمحاصيل متعددة منها الحمضيات والاعناب والتمور لكن لعنة العنف اخذت منها الكثير في السنوات الـ16 الماضية..
فارس احمد من اهالي قرية المخيسة كبرى قرى الوقف قال في حديث لـ(بغداد اليوم) وهو يلوح بيده صوب منازل مدمرة واخرى مهجورة "هذا ما فعله الارهاب بنا كنا قرية تسكنها اكثر من 1500 اسرة والان عدد ما تبقى بالعشرات حول حياتنا الى جحيم ".
واضاف احمد، ان "الوقف عبارة عن ارض خير لا ينتهي وكانت بوابة تسويق مختلف المحاصيل لديالى وبقية المحافظات من التمور والحمضيات ناهيك على انها بيئة اقتصادية متنوعة تتميز بكثرة فرص العمل وامتصاص اعداد كبيرة من العاطلين" لافتا الى ان "الوضع اختلف جدا بسبب الارهاب".
اما كريم الربيعي من اهالي قرية ابو كرمة القريبة من المخيسة فقد اشار الى ان" الاف الاسر في الوقف نزحت خلال السنوات الـ16 الماضية الى مختلف مدن ديالى بعدما تحولت قراهم الى ارض موت ودماء بسبب الجماعات المتطرفة".
واضاف الربيعي،ان "70% من بساتين الوقف محظورة بسبب العبوات والالغام والاف الاسر فقدت مصادر رزقها" لافتا الى ان "احياء الوقف يتطلب دعم حكومي كبير من بغداد".
من جانب اخر اكد مدير ناحية ابي صيدا(30كم شمال شرق بعقوبة) حارث الربيعي في حديث لـ( بغداد اليوم)،ان" قرى حوض الوقف اكثر مناطق ديالى تضررا من الارهاب بمختلف عناوينه والاكثر نزيفا على مدار 16 سنة متتالية اذ كانت هدفا مباشرا لاجندة المتطرفين بدءا من القاعدة وصولا الى داعش الاجرامي".
واضاف الربيعي،ان" الاعمال الارهابية كانت وراء نزوح 5 الاف اسرة من قرى الوقف" مبينا انه وضع خارطة طريق كبيرة لاحياء الوقف من جديد من خلال تطويع 500 من ابناء القرى لمسك الارض ودرء مخاطر الارهاب تمهيدا لاعادة جميع الاسر النازحة واحياء الوقف من جديد".
واشار الربيعي الى ان" بدون تطويع ابناء قرى الوقف في المنظومة الامنية لمسك الارض لايمكن المجازفة في اعادة الاسر النازحة لافتا الى ان خارطة الطريق التي تقدم بها ستعيد الحياة الى اكبر حوض زراعي في ديالى وتنهي ما تبقى من الخلايا المتطرفة".
الى ذلك اكد عضو مجلس ديالى احمد ارزوقي بان الوقف بحاجة الى ما اسماها سفينة نوح لانقاذه من الكم الهائل من المشاكل والتي ابرزها اعادة الاسر النازحة وتامين البساتين باعتبارها مصدر رزق 80% من الاهالي وايجاد حلول منطقية لكل الاشكالات".
واضاف ارزقي بان" تأمين الوقف تعني تامين بوابة بعقوبة الشمالية الشرقية وانهاء مشكلة عمرها 16 سنة تسببت في نزيف كبير" مبينا ان "انهاء الارهاب في الوقف خطوة ستراتيجية يجب عدم التغاضي عنها لانها راس المشاكل في ديالى".
فيما بين منذر التميمي الضابط السابق في الجيش الى ان" مفتاح امن بعقوبة مرتبط بالوقف واذا كانت الاجواء امنة فيه ستنعكس ايجابا على مركز المحافظة بسبب تداخل جغرافية الارض".
واضاف التميمي،ان" مشروع اعادة 5 الاف اسر نازحة بعد تطويع 500 من ابناء القرى يجب دعمه لانه بوابة لانهاء ازمة امنية مستمرة منذ 16 سنة وتسببت في مقتل واصابة المئات وتهجير الاف" مؤكدا بان "الوقف اكبر حوض زراعي في ديالى وحان الوقت لحسم ملفه".