الصفحة الرئيسية / بغرض التصدي لداعش.. أهالي ناحية في ديالى يشترون الأسلحة ’’بالدين’’ منذ 4 سنوات

بغرض التصدي لداعش.. أهالي ناحية في ديالى يشترون الأسلحة ’’بالدين’’ منذ 4 سنوات

بغداد اليوم _ ديالى

دفعت التحديات الأمنية، اهالي ناحية العظيم، احدى النواحي المحررة في محافظة ديالى، للبقاء في حالة استنفار دائم، لاسيما وأنهم على بعد أمتار من حوض المطيبيجة، الذي يمثل أكبر مأوى لخلايا داعش، على الحدود الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين.

الاستنفار الدائم وتكرار هجمات داعش في السنوات الأخيرة، وعدم وجود أي دعم حكومي من ناحية التسليح، كان وراء اعتماد الاهالي على أنفسهم في تأمين متطلبات الصمود والدفاع عن أنفسهم، ومنها شراء الاعتدة والأسلحة، وفق الإمكانيات المحدود، للذود عن مناطقهم والصمود امام أي هجمات، رغم صعوبة الوضع الاقتصادي الذي يعيشوه، ما دفعهم الى الاعتماد على مبدأ شراء الأعتدة بالدين، كحل لا مفر منه، وانتظار مستحقات الحنطة وباقي المحاصيل لتسديد الديون فيما بعد.

رئيس مجلس ناحية العظيم، (60كم شمال بعقوبة)، محمد ضيفان العبيدي قال في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "أهالي ناحية العظيم (60 كم شمال بعقوبة)، وبسبب التحديات الأمنية اضطروا الى شراء اعتدة بالدين، وخاصة القرى التي تقع في مواجهة مباشرة مع تنظيم داعش".

وبين العبيدي، أنه "قام بنفسه بشراء اعتدة بقيمة مليونين و500 ألف دينار بالدين، من اجل توزيعها على ابناء قريته والحشد العشائري، للدفاع عن القرية في مواجهة هجمات داعش"، مشيرا الى أن "الشراء بالدين فرضته الظروف، لأننا بدون اي دعم بالتسليح من قبل الحكومة".

واضاف رئيس مجلس ناحية العظيم أن "الأهالي بانتظار تسديد الحكومة لمبالغ تسويق الحنطة، من اجل الايفاء بديونهم"، مؤكدا أن "الدفاع عن النفس في مواجهة داعش يتطلب منا ان نتقاسم جميع الموارد المادية، لشراء الاعتدة وتأمين الطعام، وهذا حقيقة المشهد حاليا في العظيم".

أما عمر العزاوي، وهو أحد مقاتلي الحشد العشائري في العظيم، فقد قال لـ(بغداد اليوم)، إننا "نقاتل منذ 4 سنوات متواصلة، دون أي دعم لكن ما باليد حيلة، فعلينا واجب الدفاع عن قرانا وعوائلها امام داعش مهما كانت التضحيات".

ولفت العزاوي، الى أنه "اشترى قبل أشهر اعتدة بقيمة 300 ألف دينار بالدين، وهو ينتظر تسديدها بعد استلام مستحقات محصول الحنطة"، مبيناً أن "90% من اهالي العظيم يشترون الاعتدة بالدين، من اجل الدفاع عن أنفسهم في مواجهة داعش".

أما عبد الله العبيدي، وهو من اهالي قرى العظيم قال إنني" لا أعرف سر اهمال دعم قرى العظيم، وهي تمثل حائط صد في مواجهة داعش، ومنعه من الاقتراب الى طريق كركوك- بغداد، الذي يمثل شريان اقتصادي كبير بين اقليم كردستان وبغداد".

واضاف العبيدي، أن "شراء الاعتدة بالدين حقيقة مرة، لأنها تجبرنا على تقاسم لقمة الخبز"، لافتا الى ضرورة ان "يكون للحكومة دور في دعم الحشد العشائري، في العظيم بالسلاح والاعتدة على اقل تقدير".

بدوره، أكد مدير ناحية العظيم، عبد الجبار العبيدي، ان "الحشد العشائري يقاتل داعش منذ 4 سنوات، دون أي دعم"، مشيرا الى ان "الحشد يعتمد على نفسه في تأمين قدراته القتالية من اسلحة واعتدة، والبقاء بالاستنفار في مواجهة التنظيم".

واشار العبيدي الى أن "اهالي العظيم من الحشد العشائري، والفلاحين، يتقاسمون لقمة العيش لتأمين عوامل الدفاع عن انفسهم، وتأمين قوت اطفالهم"، منوها الى أن "دعواته للحكومة بدعم الحشد مستمرة، منذ 4 سنوات، والأهالي بانتظار ان يكون لها موقف داعم في نهاية المطاف".

وتتعرض ناحية العظيم وقراها، بين فترة وأخرى، الى هجمات من قبل داعش كان اخرها قبل أيام، عندما أحبط الحشد العشائري تسلل لداعش، في محيط قرية ام الكرامي جنوب غرب الناحية.

30-08-2019, 08:06
العودة للخلف