بغداد اليوم - كردستان
كشف مسؤول محلي في إقليم كردستان، اليوم الخميس، عن مقرات وأماكن حزب العمال في العراق، في حين أشار الاتحاد الوطني الكردستاني الى وجود أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل في الحشد الشعبي يتبعونه "فكريا".
وقال المسؤول، في حديث لـ(بغداد اليوم)، إن "أكبر تجمع لحزب العمال يقع ضمن مرتفعات جبل قنديل في المثلث الحدودي الرابط بين العراق وإيران وتركيا وهي منطقة يتخذها حزب العمال مقرا له منذ تسعينات القرن الماضي وهي محصنة تحصينا تاماً وتتوفر له جميع المستلزمات من مستشفى خاص وأسواق وغيرها"، مبيناً أن "القيادة الرئيسية من الجناحين العسكري والسياسي للحزب تتواجد في هذا المكان".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المكان الثاني للحزب يقع في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، أما المقر الثالث لحزب العمال يقع ضمن الحدود الجغرافية لقضاء مخمور شرقي الموصل حيث يتواجد أكثر من 1500 عائلة قرب جبل قراجوغ ضمن مخيم تم انشائه في نهاية تسعينات القرن الماضي على انه للاجئين الأتراك، لكن هؤلاء معظمهم من مقاتلي حزب العمال وعوائلهم يسكنون بهذه المنطقة".
وأوضح المصدر، أن "هناك انتشار أخر لكنه غير منظم ضمن حدود جبل كورك في مناطق ممتدة بين محافظتي أربيل ودهوك خاصة بالقرب من قضاء العمادية وقضاء سوران".
وأشار المصدر، الى "وجود تواجد آخر لحزب العمال الكردستاني ولكن بصورة غير رسمية وهم عبارة عن مجموعات تحت غطاء منظمات المجتمع المدني مثل منظمة حرية المجتمع الكردستاني ومنظمات أخرى تنتشر في محافظتي السليمانية وحلبجة"، لافتاً الى أن "مشاكل عديدة حدثت في العام الماضي عندما أصدر نائب رئيس اقليم كردستان قوباد طالباني قرارا يقضي بإغلاق مقرات هذه المنظمات بعد الضغوط التركية على الاتحاد الوطني لكن سرعان ما عادت تلك المنظمات لفتح مقراتها مجددا".
من جانبه، قال عضو الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي، في تصريح لـ(بغداد اليوم)، إن "حزب العمال الكردستاني قام بتدريب أكثر من 3 آلاف مقاتل من الإيزيديين ممن يعرفون بقوات حماية سنجار وانضمت هذه القوات للحشد الشعبي، وهي تتبع فكريا وايدلوجيا حزب العمال وهي من تدير الملف الأمني والإداري لقضاء سنجار بالوقت الحالي".
وكان محما خليل قائممقام سنجار بـمحافظة نينوى قد دعا في (13 آب 2019) إلى إنشاء منطقة آمنة تشرف عليها الولايات المتحدة وحكومتا بغداد وأربيل، للتخلص من سيطرة "حزب العمال الكردستاني" على سنجار.
وأكد خليل، أنّ "إنشاء مثل هذه المنطقة شمالي البلاد "سيشجع الأيزيديين على العودة إلى مناطقهم، وسيبعث الثقة في نفوسهم"، مشدداً على ضرورة وجود دور للسلطات العراقية في إدارة أمن بعض المناطق.
وأوضح خليل، وهو قيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، أنّ مدينة سنجار "تحوّلت إلى ملاذ آمن لـ(العمال الكردستاني) الذي لا يحترم القوانين العراقية، ويمارس الخطف، ويفرض الأتاوات، ويحاسب المخطوفين لديه بصورة تعسفية دون أية محاكمات أمام مرأى ومسمع قوات الجيش العراقي، وفصائل (الحشد الشعبي)".
وتابع أنّ المدينة "تحولت إلى مصدر لتمويلهم وأسلحتهم، في الوقت الذي تحول فيه سكانها إلى غرباء بعد أن فرض (العمال الكردستاني) إرادته، وتحول إلى أمر واقع".
واتهم خليل "العمال الكردستاني بتقديم المساعدة لبعض العشائر التي كانت داعمة لتنظيم داعش"، مبيناً أنّ "بعض" أبناء هذه العشائر تحولوا إلى مقاتلين في صفوف الحزب إذ تراهم في النهار مدنيين، وفي الليل يمارسون القتل والرعب ضد أهالي المنطقة"، حسب قوله.
وناشد خليل "المجتمع الدولي والضمير العالمي والحكومة العراقية باستغلال أجواء العيد من أجل منع سنجار من أن تكون ضحية للمرة الثانية"، داعياً إلى "طرد الأجسام الغريبة التي تستغل ظروف سنجار للقيام بممارسات ما أنزل الله بها من سلطان".
ودخل عناصر حزب العمال الكردستاني، إلى مدينة سنجار لأول مرة، في العاشر من آب 2014، تحت غطاء قتال تنظيم "داعش"، وتحرير المختطفين الأيزيديين، قادمين من معاقلهم التقليدية في مرتفعات الحسكة السورية وجبال قنديل العراقية، وسط صمت حكومي فُهم حينها على أنّه ترحيب بجهودهم في قتال تنظيم "داعش"، إلا أنّ الحزب اتخذ في ما بعد المدينة وقرى تابعة لها معقلاً جديداً لها.