الصفحة الرئيسية / تقرير فرنسي يتوقع رداً عراقياً - ايرانياً على ضربات اسرائيل ويكشف السيناريو المحتمل

تقرير فرنسي يتوقع رداً عراقياً - ايرانياً على ضربات اسرائيل ويكشف السيناريو المحتمل

بغداد اليوم - متابعة

قالت مجلة فرنسية في تقرير لها نشرته، الثلاثاء، 27 آب، 2019، إن الاستهداف الاسرائيلي للحشد الشعبي يحمل دلالات معينة واهدافاً لتقويض جهود ايران لنقل الصواريخ بعيدة المدى لفصائل المقاومة فيما كشف عن سيناريو محتمل للرد على هذا الاستهداف.
وقالت مجلة "لوبوا الفرنسية"، إن "اللغز المحيط بالهجوم على قوات الحشد على وشك أن يزال عنه الغموض، ففي 19 تموز الفائت، قصفت طائرة بدون طيار مجهولة الهوية قاعدة الشهداء في وسط العراق والتي تضم قوات الحشد الشعبي، ما أسفر عن مقتل مقاتل عراقي وإصابة مهندسين عسكريين إيرانيين آخرين - وفقا للقيادة العسكرية ومسؤول في الحشد الشعبي".
وتابعت أن "الولايات المتحدة التي ما زال لديها 5200 جندي في العراق كجزء من التحالف ضد داعش، قالت إنها ليست على صلة بالهجوم"، موضحة أن "منفذ هذه الضربة لن يكون سوى سلاح الجو الإسرائيلي".
وبينت أنه "كالعادة، فان إسرائيل التي نادرا ما تعلق على عملياتها خارج حدودها، لم تؤكد أو تنفي هذه المعلومات الحساسة للغاية"، مشيرة إلى أن "أول غارة لها في العراق حدثت منذ 38 عاما لتدمير مفاعل تموز النووي في حزيران عام 1981، ولكن وفي مقابلة أجريت مع عاموس يادلين، اللواء السابق في سلاح الجو الإسرائيلي قال إن إسرائيل ربما كانت وراء الهجومين الأخيرين في العراق".
كما قال: "يبدو أن إسرائيل تعمل فعلا في العراق".

وأضاف قائلا: "من المهم بالنسبة لإسرائيل ألا تعلن مسؤوليتها عن مثل هذا الهجوم، لأن هذا قد يعقد الأمور بالنسبة للولايات المتحدة، ودون الإشارة إلى هذه الحالة بالذات، يمكن القول بأن الطائرة المثالية لتنفيذ هذا الهجوم هي F -35".
المجلة اردفت أنه "حتى الآن، حصرت إسرائيل ضرباتها ضد القوات الإيرانية أو القوات المنتمية لها في سوريا المجاورة"، مشيرة إلى أنه "منذ كانون الثاني في عام 2013، استهدفت الطائرات الإسرائيلية عشرات من أهداف حزب الله أو الحرس الثوري الإيراني في الأراضي السورية، ما أسفر عن مقتل العشرات من الضحايا المدنيين".
وأوضحت أن "هدف تل أبيب من ذلك مزدوج: منع إيران (المنتصرة) في القتال إلى جانب بشار الأسد من تأسيس قوة عسكرية على أبواب إسرائيل لفتح جبهة جديدة في حالة الصراع في المستقبل، ولمنع نقل الصواريخ الإيرانية عالية الدقة عبر الأراضي السورية إلى حزب الله اللبناني".
وأشارت إلى أنه "عندما بدأت إسرائيل باستهداف المواقع الإيرانية في سوريا، اقترح البعض عدم مهاجمتهم حسب الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب (راز زمت)، ولكن ضرب الإسرائيليون هذه الأهداف وفي الغالب لم يكن هنالك رد إيراني".
وذكرت المجلة الفرنسية، أنه "كما في سوريا، فان الحرس الثوري الايراني موجود أيضا في العراق حيث شارك بشكل واسع في الانتصار على تنظيم داعش الذي اعلن عنه في كانون الاول عام 2017. اما على ارض الواقع، فقد قام بدعم مقاتلي الحشد الشعبي ووحدات أخرى، وفي نهاية الحرب تم دمج هذه الفصائل في الجيش النظامي ووضعها تحت سلطة الحكومة العراقية، في حين انخرط بعضهم – على المستوى السياسي – في تحالف انتخابي جاء في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية لعام 2018".
وقال ايلي كرمون، الباحث في القضايا الستراتيجية ومكافحة الارهاب في مركز متعدد الاختصاصات في هرتسليا/ اسرائيل: "المشكلة هي ان الغالبية العظمى من هذه الفصائل مؤيدة لايران ويتم تدريبها وتمويلها من قبل ايران".
وأوضحت المجلة انه "في خضم الازمة بين واشنطن وطهران التي بدأت مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني اتهمت الفصائل الشيعية بأنها الجناح المسلح للجمهورية الاسلامية وتخدم مصالحها في العراق، ويعتقد ان هذه الجماعات كانت وراء العديد من الهجمات الاخيرة على القواعد العسكرية والمجمعات النفطية الامريكية وكذلك هجوم أيار على خط انابيب النفط السعودي بالقرب من الرياض" حسب قول المجلة.
في آب الماضي، ذكرت وكالة رويترز ان ايران كانت ستنقل الى هذه الفصائل العراقية الصواريخ البالستية التي يتراوح مداها ما بين 200 الى 700 كيلو متر لاعطاء نفسها الوسائل للرد على الهجوم ضد خصومها في المنطقة .
وحذر مصدر اسرائيلي مطلع من ان العراق يمكن ان يكون بمثابة قاعدة خلفية لايران لتخزين الصواريخ لنقلها الى سوريا ومهاجمة اسرائيل في حالة الحرب والرد على ضرباتها الاخيرة. ومن خلال سيناريو ينص على تحسين مدى ودقة هذه الصواريخ، لتمكين ايران من اطلاقها ضد اسرائيل من شمال شرق العراق.

وفي ايلول الماضي وخلال خطاب القاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالفعل ان اسرائيل لن تتردد في ضرب ايران في العراق اذا كانت الجمهورية الاسلامية تهدد فيه مصالح الدولة اليهودية.

وتضيف المجلة انه اذا كانت اسرائيل هي التي ضربت حقا فسيكون الهدف تقويض بناء البنية التحتية اللوجستية والتشغيلية للمشروع. ولكن ايضا ايصال رسالة مفادها ان اسرائيل لا تتردد في التحرك في العراق ضد هذا المشروع لذا من الافضل التخلي عنه – كما يرى المصدر.
 

27-08-2019, 03:25
العودة للخلف