بغداد اليوم - متابعة
قال وزير الخارجية الاسبق، القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني هوشيار زيباري، الأربعاء، 21 آب، 2019، إن رئيس مجلس الوزراء القيادي السابق بالمجلس الاعلى الاسلامي عادل عبد المهدي ، ترجاني بعد سقوط نظام صدام حسين، للتوسط لدى الاميركيين، بهدف السماح لرجل الدين زعيم المجلس انذاك محمد باقر الحكيم الدخول مع مرافقيه الشخصيين باسلحتهم الى بغداد.
وذكر زيباري في مقابلة مع صحيفة "اندبندنت عربية"، تابعتها (بغداد اليوم)، أنه "منذ احتلال الاميركان للعراق، كنا ككرد في الريادة، والمبادرة كانت بيدنا، لأننا كُنا الطرف الأقوى، معظم القيادات العراقية، كانت حماياتهم من الجيش الأميركي، وكنت شخصياً أقوم بتوفير هذه الحماية لهم، لذلك موقفنا ووجهة نظرنا كانت قويّة ومسموعة في العراق داخلياً، ومع الولايات المتحدة والسفارات الأخرى، وكان مقرّنا في فندق برج الحياة مقصداً للجميع".
وتابع قائلاً: "الراحل محمد باقر الحكيم مثلاً، كان يرغب في القدوم من إيران إلى العراق بعد غياب دام 30 عاماً، كان قادماً وبرفقته حماية شخصيّة مسلحة، زارني رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي، وقال لي: (أرجو مساعدتك، حبذا لو تتحدث مع الأميركيين، وتشرح لهم بأن هذا الرجل شخصية كبيرة، ورجل دين وصديق لنا وحليفنا، للحصول على موافقة ورخصة لبعض المرافقين الشخصيين)".
وقال: "ذهبت لرؤية القائد العسكري، وقلت إن الرجل موثوق من قبلنا وحليف وداعم للتغيير، فقال لي القائد العسكري: (إمام وقادم من بغداد وبرفقته أسلحة؟ نحن موجودون وسنقوم بحمايته، قلت له: لا، ورجوته أن يتفهم الأمر، لأن المسألة كانت محرجة في أن يقوم جندي بإيقافه على حاجز عسكري، طلب القائد مُهلة للاستفسار، بعد ذلك، سمح له ومنحوه إجازة للأسلحة الصغيرة أي المسدسات".
واستطرد زيباري في وصف تشييد بُنى السُلطة في العراق الجديد بعد صدام حسين، بالذات مجلس الحُكم والانتخابات وتشكيل الحكومة الأولى، "فكرة مجلس الحكم هي فكرة الأمم المتحدة، وليست فكرة الطرف الأميركي".
لكن الوزير زيباري يذكر أن الأمور لم تجرِ بالسلاسة المأمولة، بل كانت ثمة صعوبات جمة "بعد أن استلم بول بريمر الحكم، وأصبح الحاكم الفعلي، وفي أحد الاجتماعات، كنت جالساً بين الرئيسين مسعود بارزاني وجلال الطالباني، وبعد أن رحب بنا، وقال إننا أناس جيدون، لكنه استدرك بشكل مفاجئ وقال: أنا القائد، وأنا من سيقوم بإدارة هذا البلد، وأنتم إذا كان لكم دور فسيكون استشارياً، وأملك قراراً من مجلس الأمن، وسنقوم بالعمل على إدارة سلطة الاحتلال وسنحكم، ومسألتنا شرعية، كان يقصد بمعنى ما "يعطيكم العافية"، لكل أعضاء المعارضة".
وبين أن "مام جلال لم يصدق ما سمعه من حديث، وانصدم بعد أن ترجمت الحديث للرئيس بارزاني، فوراً ردّ على بريمر قائلاً "بما أن دورنا قد انتهى، سنعود إلى أربيل غداً"، "مام جلال" أيضاً قال "كنا نريد أن نكون شركاء، وهذا الموقف محزن للجميع، وإذا كان بإمكانكم إدارة البلد، فنحن سنعود".
وتابع: "بعد عودتنا إلى الفندق، طلب الرئيس بارزاني تحضير السيارات للعودة، فقلت له لا لديك مهمة أخرى، يجب أن يعلم هذا الإنسان أن في هذا البلد قيادات حقيقية، ويجب أن تلتقي مع رجل الدين علي السيستاني في النجف، فقال هل يمكنك ترتيب الموضوع، قلت له اليوم وغداً سأحضّر له، بعد ذلك ذهبنا إلى النجف، وكان برفقتنا صحافيون... في العودة التقينا بريمر، فقال لي "لم تقل إنك ستزور النجف، كانت لدي رسالة أودك أن توصلها إلى السيستاني"، فقلت له نحن ذهبنا إلى هناك لنُعلمك أن هذا البلد يملك قيادات مُهمة، والرسالة وصلت".
وتابع متحدثاً عن ظروف كتابة الدستور العراقي الجديد "كان بريمر يملك خطة، عقد مؤتمرات محلية على الطريقة الأميركية، على مستوى المحافظات وعلى مستوى البلد، لكن مجلس الحكم أصدر قانون إدارة الدولة الانتقالية، وهذا كان مقدمة الدستور، بمعنى كانت ورقة استرشادية، ومجلس الحكم مع سلطة الائتلاف هما من قاما بوضعها، لتكون خريطة طريق للدستور. في البداية اعترضت القوى الشيعية، في ما بعد وافق الجميع على قانون الدولة العراقية".
وبين أن "السيستاني رفض فكرة بريمر، وقال إن الدستور يجب أن يكتب من قبل أناس منتخبين من الشعب، هو في أول لقاء قال للرئيس بارزاني: بالنسبة إليّ أهم شيء هو الدستور، بدورها كانت القوى السُنية رافضة".
وأضاف زيباري، "حتى عندما بدأت تتشكل المؤسسات والجيش والسلطات، رفضت (القوى السنية) المشاركة، حتى إن القيادات السنية حرّمت مشاركة السنة في التشكيلات التي صارت حينها. نحن كنا نؤيد ونشجع السنة، وكانوا ينظمون مؤتمرات في أربيل، وتحدثنا معهم، وقلنا إذا كانت لديهم أحلام بأن يعود العراق كما كان، فهو أمر مستحيل. كان لسوريا دور تخريبي في دفع القوى السُنية إلى ذلك الطريق".