بغداد اليوم- بغداد
كشف قسم الطب العدلي في النجف، نتيجة التشريح التي اجراها على جثة الشاب ماهر راضي عبد الحسين، الذي توفي في سجن الغري، بالنجف.
وأظهرت وثائق حصلت (بغداد اليوم) على نسخة منها، أن "نتيجة التشريح اشارت الى أن سبب وفاة الشاب ماهر هي التعذيب"
ونبهت الى وجود آثار لـ "الفلقة، والتقييد بالإضافة الى رضوض، تؤكد أن الشاب ماهر توفي جراء التعذيب".
وبالتزامن مع ذلك، عبر رئيس المفوضية العليا لحقوق الانسان عقيل الموسوي، عن شديد أسفه لما يرد عن حالة عدم احترام لحقوق الانسان وضروب المعاملة القاسية داخل مواقف الاحتجاز والتوقيف واستخدام التعذيب الجسدي والمعاملة القاسية كطريقة في انتزاع الاعترافات وبطرق بدائية لا تنسجم مع التطور الملحوظ في هذا المجال.
وجاء ذلك في رده على ما ورد من دور للمفوضية العليا لحقوق الانسان في مراقبة السجون ومواقف الاحتجاز والتحقيق الابتدائي داخل المؤسسة الامنية التابعة لوزارة الداخلية واجراءات المفوضية المتخذة في حال ورود شكاوى بذلك.
وأردف الموسوي قائلا ان "المفوضية تتابع وبقلق كل البلاغات والشكاوى الخاصة بذلك وتشكل لجان التقصي وفرق الرصد للتحري والتحقيق الاولي عن ما يرد اليها ودون كلل وسبق وان رفعت تقارير بذلك".
وعن حالة حصول وفاة لموقوف داخل مركز شرطة الغري من جراء التعذيب في مركز شرطة الغري، اوضح الموسوي انه "وعلى الفور وجهنا بتشكيل فريق لتقصي الحقائق من مكتب مفوضية حقوق انسان النجف الاشرف وقام بزيارة الموقف واللقاء بالموقوفين ومن ضمنهم (المتوفي) وبشهادة الذين كانوا معه، وتم توثيق حصول الكدمات على الاجساد بشهادة الطب العدلي ووثقنا ذلك في تقرير رسمي، كما وطالبنا ذوي الموقوفين بتقديم البلاغات في ذلك رغم نفي بعض الموقوفين معه حصول اي تعذيب لهم والسبب غير معلوم".
واضاف الموسوي "اننا ومن واجبنا المكلفين به شددنا على مكتب المفوضية في النجف الاشرف بالاستمرار بمتابعة الإجراءات المتخذة وتحريك الشكاوى إلى محكمة حقوق الانسان".
واشار الموسوي في ختام حديثه إلى أن "المفوضية ستلاحق كل افعال التعذيب وسوء المعاملة القاسية وتحيلها الى القضاء لمعاقبة مرتكبيها بغية انصافهم، كما وندعو كافة المؤسسات المعنية وأفرادها بالالتزام التام ببنود اتفاقية مناهضة التعذيب".
وكانت محكمة تحقيق النجف قد أعلنت، الخميس (25 تموز 2019)، توقيف مدير مكتب مكافحة إجرام الغري وضابط تحقيق وإصدار امر قبض بحق ضابط آخر على خلفية وفاة متهم في مكتب المكافحة.
وذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في بيان تلقته (بغداد اليوم)، أن "محكمة تحقيق النجف كانت قد بدأت بالتحقيق بالقضية بناء على شكوى تقدمت بها والدة وزوجة متهم متوفي، وقد أثبتت التحقيقات بان المتهم قد تعرض للتعذيب"، مبيناً ان "المحكمة لم يتسن لها التأكد من ان الوفاة كانت نتيجة للتعذيب من عدمه لأن ذلك متوقف على نتيجة التقرير التشريحي لدائرة الطب العدلي الذي لم يرد حتى الان، فيما جرى تحويله الى دائرة الطب العدلي في بغداد".
ولفت الى ان "المحكمة وبعد ثبوت تعرض المتهم للتعذيب اتخذت الاجراءات القانونية واصدرت اوامر قبض بحق عدد من الضباط وهم مدير مكتب مكافحة اجرام الغري وضابط تحقيق برتبة رائد وجرى توقيفهم فيما أصدرت امر قبض بحق ضابط تحقيق آخر برتبة نقيب".
واضاف البيان، أن "المحكمة اتخذت كافة الاجراءات القانونية ودونت اقوال المتهمين وفقاً لاحكام المادة 410 من قانون العقوبات".