بغداد اليوم _ متابعة
ليس كل مَن لا تنسجم معه شخصاً مؤذياً بالضرورة، وليس كل من تنفصل عنه شخصاً بشعاً، ولا كل من لا يرغب في الارتباط بك هو حتماً شخصٌ سيئ، فثمة فارقٌ بين الأشخاص الذين يرفضونك والأشخاص المؤذين حقاً، سيساعدك تفهُّم هذا المعنى على تجاوز الشعور بالألم.
وبحسب موقع Thought Catalog الأمريكي؛ فأن الشخص المؤذي هو شخصٌ غير مسؤول عن أفعاله لدرجة أنَّ خياراته، وسلوكياته، وما يتفوَّه به من كلمات تُلحق الضرر بك وتدمر حياتك بطريقة ملموسة".
يتعلَّق الأمر بالتبعية
وبين الموقع: يبدو أنَّك من يسمح لأذى شخص بعينه بالتأثير عليك إلى حدٍّ ما، ففي معظم الحالات، يتعلَّق الأمر بالتبعية أكثر من كونه مجرد شخص يُلقي بوابلٍ من الترهات عليك، عادة ما يُصبح الأشخاص المؤذيون هكذا لأن هناك من سمح لهم بانتهاج هذا السلوك، وعلى استعدادٍ لتقبُّل المزيد.
ثمة مفهوم ناضج عليك إدراكه للنجاح في هذا العالم: ليس بالضرورة كل من يرفضك هو شخصٌ سيئ
وتابع: هذا الأمر صحيحٌ رُغم كون البعض منهم قد يكونون أشخاصاً سيئين حقاً، وقد يكونون مؤذين بالنسبة لك فعلياً. وهذا صحيحٌ حتى لو كنت تملك تاريخاً سيئاً من الارتباط بالأشخاص المختلين، ولكن إذا كان كل من ترتبط به يرفضك، ومن ثمَّ تنعته بالشخص السيئ، فعليك حينها رؤية القاسم المشترك.
هل تختار حقاً أن تكون في علاقةٍ مع أشخاص مؤذين فقط؟ أم أنَّك تستخدم هذه الحيلة كمبرر لتجعل الأمر يبدو وكأنك لا تبالي إن انكسر قلبك بكل الأحوال؟
وأضاف: أنه من المحتملٌ أن يكون الأمر هو مجرد آلية دفاع نفسي، لكنها تؤلمك في النهاية أكثر من أي شخصٍ آخر، حين يرفضك شخصٌ ترغبه، فمن الأسهل افتراض أن الأمر مستعصٍ كلياً، وإن كان افتراضاً غير ناضج.
ولكن ليس هكذا يحدث الحب.
وأشار الى أن العلاقات الرومانسية ليست رياضة تنافسية تكون فيها شريكاً لأولئك الأشخاص الأكثر جاذبية في المقام الأول، وبعدهم يأتي الأشخاص الآخرون، لا تسير الأمور على هذا المنوال، انظر إلى الأشخاص الذين عثروا على الحب من حولك، إذ ليس المقياس هو مدى مثاليتهم، بل التوافق فيما بينهم. مقياس الحب هو أن تعثر على من يتوافق معك، فالذين يرفضونك يوضحون لك أنَّك لا تناسبهم، وغير متوافق معهم ببساطة، ولا يعني هذا أن فرداً أفضل من الآخر، ولا يعني أن طرفاً واحداً هو الشخص السيئ تماماً.
وأكد أن الحكم على الأشخاص من منظور واحد ليس أمراً مُجدياً، وبالأخص بالنسبة لك. حين تختزل فرداً له هويته الكاملة في مدى استعداده لخوض علاقة معك، فأنت بذلك تنغلق على نفسك، متناسياً الضعف والتعقيد والتفكير الذي يقتضيه الحب، فليس ثمة شيء يحميك من رفض أحدهم لك، لكنَّ الإقرار بكونه شخصاً سيئاً تماماً سيؤدي بك في النهاية إلى الامتناع عن المحاولة مُجدداً.
واكمل الموقع، ان الرفض هو جزءٌ من العملية، يحدث حين تكون في حالة حب، يومياً، وفي أبسط الأمور، وقد يحدث في العمل، أو مع الأصدقاء، ويحدث بالفعل حين تكون في أقصى حالات ضعفك، حين تكون في حالة حب.
لكن الرفض لن يستمر للأبد
ولفت الى ان كل الناس ينكسر قلبهم في مرحلةٍ أو أخرى، وقد يتكرر الأمر مع معظم الناس طوال حياتهم، كل الناس تخيب آمالهم، ويُخذلون، وهذا هو الجزء المؤسف من العملية، فإذا استطعت إدراك كون الشخص الصالح قد لا يرغب في الدخول في علاقة معك مثل الشخص السيئ، فيمكنك حينها البدء في فهم أنَّ الأمر لا يتعلق بهم كأشخاص في الأساس، وربما حتى لا يتعلق بما أنت عليه بصورة جوهرية، وربما كان مجرد الشخص الخطأ في الوقت الخطأ، أو ربما لم تكن أفضل علاقة ممكنة كان بإمكانك أن تجدها، ربما كنتَ طرفاً غير متوافق في العلاقة بطرقٍ لم تلحظها بعد، لكنك بالطبع شعرت بها، وربما كنت تتشبَّث بعلاقة حبٍّ فاترةٍ، لأنك تخشى إعادة الكرَّة مُجدداً.