بغداد اليوم - متابعة
قالت وكالة اميركية إن العراق قد يكون هو ساحة المواجهة المقبلة بين الولايات المتحدة وإيران، بعد تصاعد التوترات بين البلدين في الخليج العربي فيما اشارت الى ان هناك قلقاً في الكونغرس من نشاط جماعات مرتبطة بايران ضد المصالح الاميركية.
وذكرت وكالة بلومبيرغ في تقرير لها انه يوجد نحو 5200 جندي أمريكي في العراق، كما يوجد الآلاف من عناصر الفصائل الشيعية ، والتي يسيطر عليها قيادات عراقية متعاطفة مع طهران.
واضافت ان هذا الواقع المعقد يترك المسؤولين العراقيين في وضع صعب بسبب علاقاتهم الأمنية مع الولايات المتحدة وعلاقاتهم السياسية والدينية مع إيران، حيث لا يمكن للحكومة العراقية الابتعاد عن أي منهما، وفقا لما قاله علي فايز، مدير مشروع إيران في المجموعة الدولية للأزمات.
وتابعت انه ورغم تجنب النزاع المباشر بين الجانبين حتى الآن فإن فترة الهدوء هذه تتسم بالتوتر، الولايات المتحدة سحبت عددا من موظفيها من سفارتها في بغداد، التي تضم أكبر بعثة دبلوماسية أمريكية في العالم، وأغلقت قنصليتها في البصرة منذ أواخر العام الماضي مع قلق المسؤولين الأمريكيين من تأثير إيران على الحكومة المركزية العراقية.
واضافت الوكالة ان شركة إكسون موبيل أجلت موظفيها الأجانب مؤقتا من معسكر قريب من حقل غرب القرنة 1 النفطي في البصرة جنوب العراق بعد وقوع هجوم صاروخي بالقرب من الحقل ـ وفي يونيو / حزيران، أصابت صواريخ مجمعا رسميا في مدينة الموصل شمال العراق ومعسكر التاجي العسكري بالقرب من بغداد، وكلاهما يضم مستشارين عسكريين أمريكيين، وفقا لتقارير صحفية محلية.
ونقلت بلومبيرغ عن جوان بولاشيك، القائمة بأعمال نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالإنابة، ما قالته في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي إن بعض الميليشيات "المارقة" المدعومة من إيران "تتآمر ضد المصالح الأمريكية وتخطط لعمليات يمكن أن تقتل أمريكيين وشركاء في التحالف وعراقيين"، مضيفة أن هذه الجماعات تراقب المنشآت الدبلوماسية الأمريكية و"تواصل القيام بهجمات بنيران غير مباشرة".
في الجلسة نفسها، قال نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط ، مايكل مولروي، إن التدخل الإيراني يقوض المصالح العراقية ويعرّض استقرار العراق للخطر.
وفي أحدث التطورات قالت إيران إنها ستعدم مجموعة من الجواسيس المزعومين المدربين على يد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، بينما تستمر الأزمة بين طهران ولندن بشأن ناقلتي نفط أوقفتهما طهران في الخليج وفقاً لبلومبيرغ.
ويتابع مولروي: "شاغلنا الأساسي هو مدى تقويض الميليشيات غير الملتزمة - الموالية لطهران أكثر من بغداد - للسلطة الشرعية لرئيس الوزراء العراقي، وتهجمها على المواطنين العراقيين العاديين، وزعزعة استقرار المجتمعات الهشة التي تحررت مؤخرا من سيطرة داعش".
ويضيف: "عناصر المليشيات "قاتلت بشجاعة ضد تنظيم داعش وحصلت على احترام الجمهور، لكن في السنوات الأخيرة دأبت الميليشيات، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي مدعومة من إيران، على انتهاك سلطة الحكومة وتحولت إلى الإجرام المحلي لإثراء الذات".
وتقول الوكالة انه برز النفوذ الإيراني في العراق بعد لقاء رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في طهران ، الاثنين 22 تموز الجاري ، حيث ناقشا سبل نزع فتيل الأزمة المستمرة في المنطقة.
وتضيف ان المسؤولين الإيرانيين يتمتعون عادة بإمكانية وصولهم إلى كبار المسؤولين العراقيين وقدرتهم على السفر إلى العراق بشكل علني، في حين يكون الدبلوماسيون الأمريكيون ومسؤولو الإدارة الأمريكية عادة محاصرين أثناء زياراتهم للعراق.
وتختتم بالقول انه عندما زار روحاني العراق في مارس/آذار التقى مع المرجع الديني الشيعي علي السيستاني، في حين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عندما زار القوات الأمريكية شمال غرب بغداد في ديسمبر/كانون الأول فإنه لم يلتق بأي منذ المسؤولين العراقيين الكبار.