بغداد اليوم - متابعة
كشفت مصادر أمنية تركية عن تفاصيل اعتقال منفذي الهجوم على الدبلوماسيين الأتراك في أربيل، فيما ذكر مصدر كردي بأن كردستان اتخذت إجراءات أمنية ستستمر خلال الفترة المقبلة بحق «الغرباء» الذين يدخلون الإقليم.
وقالت المصادر، وفقا لصحيفة القدس العربي، إن "تفاصيل اعتقال منفذي الهجوم على الدبلوماسيين الأتراك في أربيل، تمت بعد تحديد تسعة مواقع في كردستان ومداهمتها بوقت متزامن"، مشيرة إلى أنها "أسفرت عن اعتقال شخصين".
وأضافت: "بعد التحقيق معهما واعترافهما، تم تحديد مكان المنفذ الرئيسي للعملية مظلوم داغ"، مبينة أن "الأخير اعتقل أثناء محاولة فراره من أربيل إلى مخمور".
وتابعت أن "الاعتقال جاء بعد جهود بين الاستخبارات التركية وقوى الأمن الكردية"، موضحة أن "المتهم الرئيس وجد صعوبة في الخروج من أربيل بعد تنفيذ الهجوم بسبب الإجراءات الأمنية المشددة".
وذكر مصدر كردي بأن "قوى الأمن في محافظات إقليم كردستان استنفرت، منذ الأربعاء الماضي، لا سيما في محافظات الإقليم الثلاث (أربيل والسليمانية ودهوك)، بحثاً عن الجهة والأشخاص المشتبه في تورطهم بجريمة اغتيال الدبلوماسي التركي"، مبيناً أنّ "التحريات تمت بالتنسيق مع الجانب التركي".
ولفت المصدر ذاته إلى أنّ "عمليات البحث والتفتيش شملت مناطق فيها مقاتلون في حزب العمال الكردستاني، كما شملت منازل أسر بعضهم"، مشيراً إلى "الاستعانة بكاميرات المراقبة والمعلومات الاستخباراتية التي سهلت عملية البحث عن الجناة".
وتابع: "تم اتخاذ إجراءات أمنية في كردستان ستستمر خلال الفترة المقبلة بحق الغرباء الذين يدخلون المدن الرئيسية في الإقليم، إلى جانب تعزيز أمن المواقع الحساسة وفي مقدمتها القنصلية التركية".
وكانت وسائل إعلام تركية، قد نشرت تفاصيلَ عن قاتل نائب القنصل التركي في أربيل.
ومظلوم داغ (وُلد 1992) وهو كردي الأصل من ديار بكر في تركيا، وهو شقيق النائب في البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطية يرسيم داغ. وله علاقات منذ عام 2014 مع حزب "العمال الكردستاني".
وحسب مصادر تركية، فإن داغ أقام في أربيل منذ عام 2014، وعمل خلالها مع مطاعم تركية شهيرة في المدينة، وعمل أخيراً في شركة تركية لعامين ولديه إقامة عمل.
وأوضحت أن داغ طرد من عمله في المطاعم التركية ثلاث مرات، بسبب استماعه للزبائن في المطعم، وكان خلال إجازاته دائم القدوم لتركيا.
وتابعت أن داغ كان على علاقة مع أشخاص في مخيم مخمور، الذي تقع فيه قواعد لـ«العمال الكردستاني»، وأجرى خلال الأسبوع الأخير أربعة اتصالات مع قيادات في الحزب، وكان مكلفاً بمراقبة الأتراك والدبلوماسيين.
المصادر أكدت كذلك: "داغ وخلال تنفيذه عملية قتل نائب القنصل التركي في أربيل، رافقه رجل وامرأة، وهما من الجنسية التركية أيضاً".
وبينت أن "السلطات التركية تحقق حالياً مع الأشخاص الذين التقاهم خلال زيارته الأخيرة، والتدقيق بخط الهاتف الذي استخدمه، والمكالمات التي أجراها قبل تنفيذ الهجوم".
وأصدرت قوات الأمن الكردية بياناً بشأن اعتقال قاتل نائب القنصل التركي، وقالت: "بعد حملة واسعة النطاق لقوات أسايش (قوات أمنية كردسة خاصة) إقليم كردستان، تم إلقاء القبض على (مظلوم داغ) المسؤول والقاتل الرئيس في حادث إطلاق النار بأحد مطاعم مدينة أربيل، من قبل قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان".
لكن موقعاً أمريكياً كشف، أن المسؤول التركي الذي اغتيل الأسبوع الماضي في مطعم في أربيل، لم يكن دبلوماسياً، وإنما كان عضواً في جهاز الاستخبارات التركي في خبر فاجأ كثيرين.
وذكر تقرير لموقع «المونيتور الأمريكي»، عن مصدر مطلع، بأن "عثمان كوسة، الذي اغتيل في هجوم مسلح في مطعم في مدينة أربيل في إقليم كردستان، يوم الأربعاء الماضي، عضو في جهاز الاستخبارات الخارجية التركي ومسؤول عن شؤون إيران، ويؤدي مهمة لمدة 6 أشهر في القنصلية التركية في أربيل".
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن "عنصر الاستخبارات التركي كان يتناول طعام الغداء مع عدد من مساعديه الذين لم يكن أي منهم يعمل في القنصلية التركية بأربيل".
وأوضح أن "المسؤول الاستخباري التركي لم يكن يحمل أي مسؤولية في وزارة الخارجية أو الدوائر التابعة لها، بعكس ما أشير إليه في وسائل الإعلام واعتباره نائباً لرئيس القنصل التركي في أربيل".