بغداد اليوم - متابعة
صرح عبد الحسين الهنين، مستشار رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، أن اغلب من يدعون المعارضة فشلوا في الحصول على مناصب كبيرة في الدولة العراقية.
وقال الهنين في مقابلة مع موقع قناة "الجزيرة"، وتابعتها (بغداد اليوم)، إن "المعارضة شيء إيجابي إذا كانت ضمن الدستور بعيداً عن التخريب، لكن الشائع في العراق أن أغلب من يدعون المعارضة فشلوا في الحصول على مواقع كبيرة في الدولة العراقية، ولذلك لجأوا إلى المعارضة".
وأضاف: "لا يوجد سبب جوهري لمعارضة الحكومة لكن بشكل عام هناك ترحيب من قبل رئيس الوزراء بهذه المعارضة، وسوف يوفر لها كافة الحماية في ممارسة دورها".
واستدرك الهنين: "لكن هناك من يمارس الأكاذيب، وأنا شخصياً أعتبر تسويق الأكاذيب أخطر ما يحدث الآن، ولا أعتقد أن تسويق الأكاذيب سيتم السكوت عنه مستقبلاً".
ورداً على سؤال بشأن معارضة كتل نيابية للبرنامج الحكومي، ومحاولة عرقلته بعد التصويت عليه قال الهنين إن "واحد من الأسباب المهمة، أن الكتل السياسية تفاجأت بطريقة عبد المهدي في اختيار الوزراء ورؤساء الهيئات والمديرين العامين والوكلاء".
وأوضح، أن "الرجل (عبد المهدي) لم يعتمد على الحزبية والطائفية، بل صرح أخيراً أنه يعتمد على التقسيم المناطقي، وهذا أمر طبيعي، كل المناطق فيها كفاءات ومن حقها المشاركة في الحكومة المركزية، أو الوظيفة العامة في الدولة".
وأكمل قائلاً: "أعتقد أن هذا هو السبب الجوهري مهما غُلِّفَ بشعارات، فمن لم يحصل على حصة جيدة في الحكومة كمنفذ تنفيذي بدأ اعتراضات كبيرة، ومنها مناصب هناك صراع حقيقي عليها داخل الدولة العراقية".
وبشأن توزيع المناصب، وما إذا كانت الحكومة منحازة لطرف على حساب آخر بين القوى السياسية، قال الهنين "لا أظن أن رئيس الحكومة منحاز إلى تحالف ضد تحالف آخر، وإنما هو منحاز إلى الالتزام الذي قدمه أمام الشعب العراقي، المكتوب والموثق والذي صوّت عليه البرلمان".
وأكمل، أن "المنهاج الحكومي تحول بعد 100 يوم إلى برنامج حكومي، وبعد 6 أشهر تحول إلى تقرير للإنجاز الحكومي. عبد المهدي مخلص لهذه الأرقام والمبادئ والوعود التي قدمها في هذا المنهاج. بعكس هذا، فهو ليس منحازاً إلى جهة على حساب أخرى".
ومضى بالقول: "لا شيء مستغرب في أداء الحكومة، ومن يستغرب فهو لم يقرأ المنهاج الحكومي، وفي تقديري أن الغالبية لم تقرأه، لا على مستوى الإعلاميين، ولا السياسيين".
وحول تعرض رئيس الوزراء لضغوط سياسية للحصول بخصوص توزيع المناصب، قال الهنين: "الضغط أمر طبيعي في السياسة، لكن استجابة رئيس الوزراء لهذه الضغوط من عدمها هو المهم، رئيس الوزراء سياسي محترف، وله القدرة على إقناع حتى المعترضين بالآراء التي يريد تمريرها، وبتقديري أنه نجح بشكل كبير في إحداث انسجام كبير بين المفاهيم التي يعتقد بها مع القوى السياسية".
وأضاف: "لكن بشكل عام توجد ضغوط، وعبد المهدي لا يرضخ لأي منها لكونه ملتزم بقناعاته التي دائماً ما تكون معتمدة على الأرقام، وتستند إلى الحقائق. كما أن عبد المهدي لن يصطدم مع الكتل، وإنما سيتمكن من تمرير رأيه بالحوار وقدرته على الإقناع".