بغداد اليوم- خاص
علقت عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية، ريحان حنا، الثلاثاء (26 تموز 2019)، على نوايا اوردتها صحف اميركية بوجود رغبة لدى واشنطن باغلاق سفارتها في بغداد، فيما استبعدت أن يكون السبب من اغلاقها المشاكل الاقليمية التي تمر فيها المنطقة.
وقالت حنا لـ(بغداد اليوم)، إن "السفارة قلصت من كادرها ما يقارب الـ1000 موظف الذين يعملون في العراق، لما تواجهه من مشاكل مالية كبيرة بسبب ضعف دعم الادارة الامريكية لها، فضلا عن الاليات المتبعة من قبل الحكومة العراقية بعملية استيراد البضائع التي يحتاجها موظفو السفارة، ما يدفعهم لسلك طريق الاستيراد عبر إقليم كردستان، وهذا بدوره سيؤدي إلى ارتفاع نسبة التكاليف، التي ستزيد العبء على واقع السفارة المالي".
واستبعدت أن "يكون الوضع الإقليمي في المنطقة ومشاكل امريكا وإيران سببا بهكذا خطوة، لأنه من غير المنطقي ولا الدبلوماسي أن تقوم الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في العراق".
بدروه ذكر مصدر نيابي ان " واشنطن في طريقها لتخفيض حجم سفارتها ببغداد عبر نقل اغلب موظفيها ، لكنها لن تغلقها بأي حال من الاحوال حتى لو اقتصر وجودها على عدد محدود جداً من الموظفين" مشيراً الى ان " هذا الاجراء ان تحقق سيعني شبه اغلاق لها لان مهامها ومسؤولياتها ستنخفض بشكل كبير".
وكانت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، ذكرت نقلاً عن مصادر في وزارة الخارجية، أن الوزير مايك بومبيو يسعى إلى جعل الانسحاب من سفارة بلاده في بغداد دائماً.
وأشارت المجلة إلى أن بومبيو أمر، في أيار مايو الماضي، بإجلاء جزئي للدبلوماسيين من السفارة الأميركية في العراق وسط تصاعد التوترات مع إيران.
واضافت أما في الوقت الحالي، فيشير العديد من المسؤولين في وزارة الخارجية إلى أنهم أُبلغوا بأن خفض عدد موظفي السفارة سيصبح دائماً في الواقع، وهي خطوة قد تترك عدداً قليلاً فقط من موظفي السفارة الأميركية لتولّي المهمات المهمة، مثل مواجهة إيران على الجبهة الدبلوماسية، وعلى المدى القصير تكون قد تقطعت السبل بمئات الدبلوماسيين في واشنطن، من دون سفارة يعودون إليها.
ونقلت المجلّة عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن هذا التوصيف للانسحاب «غير دقيق»، موضحاً أنه «لم يُتخذ قرار بشأن مستويات التوظيف الدائمة، لكن مراجعة عدد الموظفين جارية».
وقال مسؤول رفيع المستوى في الوزارة ــــ مطّلع على المداولات الداخلية ــــ للمجلة: «لقد اتخذوا بالفعل سراً القرار السياسي بعدم إعادة هؤلاء الأشخاص».
وأضاف: «لكنهم لا يصفونه في الواقع بأنه انسحاب، هم يقولون فقط إنهم يراجعون أمر المغادرة».
ولمّحت المجلة إلى أنه لا يزال يوجد في السفارة ما يقدر بآلاف الموظفين، لكنّ جزءاً صغيراً فقط من موظفيها يعملون مباشرة في وظائف دبلوماسية أساسية، بمن في ذلك المسؤولون السياسيون والاقتصاديون وموظفو الدبلوماسية العامة، أما الأغلبية فهم من المقاولين أو أفراد الأمن أو مسؤولين من الوكالات الفدرالية الأخرى، بما في ذلك مجتمع الاستخبارات.
وكشف مصدر بالقنصلية الامريكية في أربيل، الجمعة (17 أيار 2019)، عن مغادرة 200 موظفًا أمريكيا يعملون في العراق بصفة مدربين، وذلك منذ قرار الخارجية الامريكية سحب موظفيها غير الضروريين من البلاد.
وقال المصدر لـ (بغداد اليوم)، إن "200 موظفًا غادروا سفارة الولايات المتحدة في بغداد وقنصليتها في اربيل، مهمتهم تدريب أكبر عدد ممكن من الجنود الذين يتواجدون في مناطق الصراع، وزجهم فيها".
واضاف، أن "المغادرة جاءت بإشعار من السفارة الامريكية بشكل مؤقت لحين استقرار الاوضاع وانخفاض حدة التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران".
وأصدرت السفارة الامريكية في بغداد الأربعاء (15 أيار 2019)، توضيحا حول طبيعة قرار واشنطن سحب الموظفين غير الأساسيين من العراق.
وذكرت السفارة في بيان لها، أن "وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت أمراً بسحب موظفي الحكومة الأمريكية غير الأساسيين من العراق، سواء العاملين في السفارة الأمريكية في بغداد أو في القنصلية الأمريكية في أربيل".
وأضافت: "كما وسيتم تعليق الخدمات الاعتيادية لإصدار التأشيرة مؤقتاً في بغداد واربيل"، مبينة أن "لدى الحكومة الأمريكية قدرة محدودة على توفير خدمات الطوارئ للمواطنين الأمريكيين في العراق".
واشارت الى انه "يمكن الحصول على معلومات إضافية على موقع السفارة الأمريكية في قسم خدمات مواطني الولايات المتحدة".
وطالبت وزارة الخارجية الامريكية، الأربعاء (15 أيار 2019) موظفيها "غير الضروريين" المتواجدين في العراق، بمغادرته، وذلك بعد ساعات من اعلان التحالف الدولي رفع حالة التأهب في العراق الى الدرجة القصوى.
ونقلت وسائل اعلام دولية، عن الخارجية الامريكية، أنها "تدعو الموظفين الأميركان غير الأساسيين في العراق، إلى مغادرته".