بغداد اليوم _ بغداد
أكد رئيس تيار الإصلاح الوطني، إبراهيم الجعفري، الجمعة (12 تموز 2019)، أن الأخطار تستدعي تناسي الاختلافات، ، فيما أشار الى أن "الكبير" يقاس بحجم تجاوزه الأخطاء.
وقال الجعفري في كلمة خلال المؤتمر الذي عقده حزب الدعوة في كربلاء، إن "ركب الدعوة الإسلاميَّة له تميز خاصّ عن باقي الأركُب الإسلاميَّة؛ بما تميَّز به من توافره على نظريّة التغيير التي تتجه نحو إقامة الدولة عبر مرحلة انتقاليّة نابعة من التغيير الجوهري في البنية الاجتماعيَّة، والتي تتولى توفير القاعدة التي يُشاد عليها كيان الدولة في المدى النهائيّ".
وأضاف أن "الدعوة وفر خطاً فكريّاً مُستوحى من الإسلام عقيدةً ونظاماً ونظريّة عمل؛ ممّا صنع دُعاة كان لهم شرف المُواجَهة حتى الموت لأعتى طاغوت عرفته الأمة"، مبيناً أنه "ما كان لها أن تقطع هذا الطريق لولا صدقها بالإيمان، ومصداقيتها بالتجسيد، لذا لا غرابة أن يكون لها مثل هذا الفكر الذي خطه يراعُ السيِّد الشهيد الصدر، وظلَّ حتى أيَّامه الأخيرة يعقد عليه آمالاً عريضة، ويصف الدعوة كما نقله لي السيِّد الشهيد محمد باقر الحكيم (رض): "الدعوة أمل الامة".
وتابع: أن "حزب الدعوة صب جُهُوده على وحدة صفه، وتماسك أبنائه، وتغلغل جُذُوره في الأوساط الاجتماعيَّة المختلفة مُتجاوز كلَّ الحواجز القوميَّة، والإقليميَّة، والطائفيَّة، والمناطقيَّة؛ لتعيش الإسلام هدفً، ومرضاة الله غاية في كلِّ عمل".
وبين أنه "باستثناء مُجتمَع الأنبياء ومُجتمَع الملائكة فإنَّ المُجتمَعات البشريَّة كلّها تعرَّضت إلى سُنَّة الاختلاف، ولم يكن حيال هذه الحقيقة إلا إجادة دور التعامل من موقع الاختلاف، وأنَّ الركب الواحد قد ينطوي على آراء مُتعدِّدة، كما يبقى الانشداد إلى فكر الإسلام قبل نظريَّة العمل من جانب، والاندماج به قبل الانتماء التنظيميِّ له يحملان أسراراً معنويَّة تتخطى كلَّ قدرات الإنسان الاعتياديِّ في العطاء، والتضحية".
واكمل قائلا: "ولئن تولّت النشرة المركزيَّة للحزب (صوت الدعوة) مَهمَّة تقديم الفكر الدعويِّ الأصيل عبر ما قدَّمته من تنظير خلّاق يُجيب عن تساؤلات الدُعاة، ويُجذّر فيهم الوعي الذاتيَّ؛ لمُواكَبة كلِّ جديد، ومُواجَهة أيِّ تحدّ، لذا حملت الدعوة أسرار الابتعاد عن المصالح الخاصة، وتقديم المصلحة الإسلاميَّة العامَّة؛ ممَّا جعلها تتجاوز كلَّ الصُعُوبات مُتمتـِّعة بحيويَّة مُتجدِّدة، وتضحية بلا حُدُود".
واردف قائلا: "لقد أطلّت الدعوة من علياء التوازن بتقديم نموذج الداعية المُتصدِّي بفكره، وسُلوكه، وتفانيه في تجربة الحكم بعيداً عن عُقدة الاستئثار؛ ممّا جعلها تُجِيد فنَّ التعامل مع الآخر الدينيِّ، والمذهبيِّ، والقوميِّ مثلما برز رجالها في الأندية الدوليَّة يحملون ألوية إنسانيَّة، وشهدت لهم تلك الأروقة بكلِّ إعجاب، وثناء".
ولفت الى أن "خطاب الدعوة لم يحتسب في الأطر الخاصَّة بعيداً عن هُمُومها الستراتيجيَّة، فتفاعلت بعمق مع قضاياها الأساسيَّة، وفي الصدارة قضيَّة فلسطين، ومع فصائل المقاومة في الساحات الوطنيَّة، والإقليميَّة، والعالميَّة"، مؤكداً أن "الأخطار المُحدقة بأمتنا تستدعي تناسي كلِّ الاختلافات الجزئيَّة، والتعالي عليها؛ خدمة للصالح العامِّ.. فالكبير يُقاس بحجم تجاوزه عن أخطاء الآخرين".
وأوضح أن "ما طرحته الدعوة من سُلوك سياسيّ مُتميِّز راعى المصالح الثابتة، والأخطار الثابتة، ونأى بنفسه عن الكثير من الاختلافات الجزئيَّة الاستهلاكيَّة كان مثار احترام الأصدقاء رغم إثارات الأعداء، وهو يُسجَّل لها في تاريخ التعامل الستراتيجيِّ الحركيّ، حيث أن انطلاقة الدعوة من مُرتكَز المرجعيَّة ابتداءً واستمراراً ميَّزها بالهُويَّة، وبالبناء، وأنواع العطاء كافة"
ونوه الى أن "صُمُود أبنائها الدُعاة في زنازين السُجُون لقّن الطغاة دُرُوساً بالثبات، والتضحية، وأيقن أبناؤها بأنّهم مُنتصِرون لا محالة ما نصروا الله، وهم بذلك يتأسّون برسول الله (ص)، والأئمة الأطهار (ع)".
وتابع الجعفري، "لمَّا كان العراق ولَم يزل يمرُّ بأخطر ظرف، وكذلك الوضع الإسلاميّ، وهو ما يستلزم العمل بأقصى درجات الجديَّة، وعدم التوقف عند الجزئيَّات مهما كانت عناوينها، ومُسوِّغاتها"، لافتاً الى أن "اشتداد المخاض يُؤذِن بقرب حُصُول الولادة الجديدة".
وختم رئيس تيار الإصلاح كلامه بالقول: "النجاح الكلي قد تتخلله نقاط فشل".