بغداد اليوم _ متابعة
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأربعاء، أن إيران تجاوزت "حد النقاء" المسموح به عند 3.67 في المئة، فيما بينت إن إيران خصبت اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5 في المئة.
اتفاق دول 5+1 التاريخي
وقعت إيران ومجموعة دول 5+1 (الدول النووية الخمس المعترف بها وهي الأعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الأمن وألمانيا) والاتحاد الأوروبي، اتفاقية في 2015، وصفت بالتاريخية وبأنها نجاح كبير للدبلوماسية الدولية أمكن من خلالها تجنب شن الحرب.
واتفقت الأطراف بموجب هذا الاتفاقية على أن تشرف وكالة الطاقة الذرية على الأنشطة النووية الإيرانية، وقبل توقيع الاتفاق وتحديدا في حزيران 2014، قالت الوكالة في تقرير لها إن مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب بلغ 7537 كيلوغراماً، وبموجب الاتفاق النهائي، فإن إيران مطالبة بتقليل هذه المخزون إلى 300 كيلوغرام بنقاء 3.67 في المئة خلال السنوات الـ 15 المقبلة.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، والتي تراقب تنفيذ الاتفاق النووي، قالت الأربعاء، إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يبلغ حاليا 213.5 كلغ، أي أنه يفوق الحد المسموح به في الاتفاق وهو 202.8 كلغ، وكذلك يزيد عن الحد الذي تحققت منه الوكالة في الأول من يوليو، وكان 205 كلغ.
ويسمح الاتفاق النووي لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تركيز بحد أقصى قدره 3.67 في المئة، (حد النقاء)على ألا تحتفظ بأكثر من 300 كيلوغرام منه، وألا تشغل أكثر من 5060 جهاز طرد مركزي.
الانسحاب الأمريكي والرد الإيراني
وأعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في أيار 2018، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات، ووصف ترامب الاتفاق بأنه معيب، وأنه يريد إجبار الحكومة الإيرانية على إعادة التفاوض على بنود الاتفاق، ورفضت إيران الحديث عن إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي.
وقررت إيران التخلي عن بعض التزاماتها في الاتفاق النووي ردا على هذه العقوبات، واعتراضا على عدم التدخل الأوروبي لوقف العقوبات الأميركية، وقالت وكالة الطاقة الذرية الدولية، في 1 تموز إن طهران تجاوز مخزونها من اليورانيوم المخصب الحد المسموح به.
وأعلنت إيران في 7 تموز أنها استأنفت تخصيب اليورانيوم بما تتجاوز نسبة تركيزه 3.67%، (حد النقاء) وكذلك قال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية في إيران، إن بلاده ستخصب مبدئيا اليورانيوم بنسبة 5 في المئة حتى تستطيع توفير الوقود لمفاعل بوشهر للطاقة.
وأكد على أن بلاده ليست بحاجة "في الوقت الراهن" إلى إنتاج يورانيوم بنسبة تركيز 20 في المئة لتوفير الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران.
يشير جزء آخر من الاتفاق إلى أن إيران لا تستطيع الاحتفاظ بأكثر من 130 طنا من الماء الثقيل، الذي يحتوي على نسبة هيدروجين أكثر من الماء العادي، وأن عليها أن تعيد تصميم مفاعل أراك للماء الثقيل لديها. ويحتوي الوقود الناتج عن مفاعل الماء الثقيل على البلوتونيوم، الذي يمكن استخدامه في القنابل النووية.
إنتاج اليورانيوم
وينتج اليورانيوم المخصب بواسطة تغذية أجهزة الطرد المركزي بغاز فلورايد اليورانيوم السداسي لعزل النظائر الأكثر تناسبا في الانشطار النووي، فيما يعرف بـ(يو-235).
ويمكن استخدام اليورانيوم المنخفض التخصيب، الذي يتصف بنسبة تركيز تتراوح ما بين 3 إلى 5 في المئة من مادة (يو-235)، في إنتاج الوقود المستخدم في مفاعلات الطاقة النووية التجارية.
أما اليورانيوم المرتفع التخصيب فتصل نسبة التركيز فيه إلى 20 في المئة، أو أكثر، ويستخدم في مفاعلات الأبحاث. لكن اليورانيوم المستخدم في الأسلحة فتبلغ درجة تخصيبه 90 في المئة أو أكثر.
من جانبها، قالت إيران إنها "لن تتراجع" عن قرارها زيادة تخصيب اليورانيوم بما يفوق ما نص عليه الاتفاق النووي، مؤكده على أنها تريد الحصول على "حقوقها الكاملة" بموجب الاتفاق.
خطورة ما يحدث
وقال خبراء في جمعية "الحد من الأسلحة"، وهي جمعية تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، إن تجاوز حد الـ"300" كيلوغرام من مخزون اليورانيوم لا يبلغ حد نشر أي خطر.
ولاحظ الخبراء، في حديثهم لشبكة "بي بي سي" أن إيران قد تحتاج إلى ما يقارب 1050 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تركيز 3.67 في المئة حتى تنتج يوارنيوم كافيا يمكن استخدامه في قنبلة واحدة.
وحذروا من أن إيران إذا استأنفت التخصيب بنسبة تركيز عالية، فقد يكون في ذلك خطر حقيقي.
وذلك لأن زيادة نسبة تركيز الـ (يو-235) من 0.7 في المئة إلى 20 في المئة يستغرق نحو 90 في المئة من الجهود المطلوبة لإنتاج يورانيوم يمكن استخدامه في الأسلحة.
المصدر: سبوتنيك