الصفحة الرئيسية / بعد سنوات على الإبادة.. الأيزيديون وسط البيوت المفخخة والشوارع المدمرة بسنجار

بعد سنوات على الإبادة.. الأيزيديون وسط البيوت المفخخة والشوارع المدمرة بسنجار

بغداد اليوم _ متابعة 

في مطلع شهر آب المقبل، تمر الذكرى السنوية الخامسة لاختطاف فتيات عراقيات، من المكون الايزيدي، بعد ذبح ذويهن ودفنهم أحياء، في إبادة على يد تنظيم داعش الإرهابي، الذي مازالت آثاره المريعة عالقة في البيوت، والأزقة الشاهدة على الجرم.

قليلة هي العائلات الايزيدية التي هربت من الإبادة حينها، من العودة إلى بيوت غير بيوتها التي مازالت مفخخة، وآثار الدماء، وبقايا النيران الموحشة مطبعة فيها، إلى هذه اللحظة، من بين مئات الآلاف من النازحين الذين يواجهون الألم والجوع في مخيمات النزوح.

بدت الطريق إلى قضاء سنجار، شاحبة تحدها أعمدة الكهرباء المقتطفة، والأبنية المدمرة كأنها كعك تصارعت عليها الحشرات، والمحلات المحترقة المنهوبة، على يد داعش الإرهابي.

كان هناك عدد قليل من المحلات التجارية التي افتتحت في مركز قضاء سنجار، وناحية سنوني، وكذلك مستشفى القضاء، ويكاد عدد الأفراد العائدين من النزوح والإبادة يعد على الأصابع في الشوارع الساكنة حزنا.

وكشف قائممقام قضاء سنجار وكالة، فهد حامد، في تصريح لـ موقع "سبوتنيك" عودة عدد قليل من العائلات الايزيدية النازحة، إلى مركز القضاء، وبعض المناطق والنواحي، بعد خمسة أعوام من تعرض المكون للإبادة على يد داعش، قائلاً إن "بحدود 3 آلاف و200 عائلة ايزيدية، نازحة، عادت إلى مركز قضاء سنجار (غربي الموصل، مركز نينوى)".

وأضاف: "أما القرى المجاورة للقضاء في جنوب جبل سنجار، فقد عادت بحدود 1300 عائلة، وتوجد في المخيم بقمة الجبل، 2300 عائلة نازحة حتى الآن".

وتابع حامد: "في ناحية الشمال، أي في شمال جبل سنجار تحديدا، ناحية سنوني والقرى والمجمعات التابعة لها، عادت إليها 14 ألف عائلة نازحة".

وأشار إلى أن "أكثر هؤلاء النازحين العائدين، رجعوا إلى بيوت ليست بيوتهم، وإنما لأشخاص آخرين من نفس المكون، لأن قراهم الواقعة في جنوب قضاء سنجار، مثل مناطق: ناحية القحطانية، والجزيرة، ومجمع العدنانية، وتل قصب، وأكثر من 20 قرية، مدمرة ولازالت المنازل، والطرق فيها مفخخة، وغير مطره من العبوات والمخلفات الحربية التي خلفها داعش الإرهابي".

وأكد قائممقام قضاء سنجار وكالة، أن "الايزيديين النازحين من سنجار، والقرى والمناطق التابعة له، والمتواجدة في مخيمات النازحين بإقليم كردستان، منذ آب عام 2014، وحتى اللحظة، يبلغ عددهم أكثر من 200 ألف نسمة، إضافة إلى نحو 100 ألف نسمة هاجروا البلاد، نحو أوروبا ودول أخرى".

وتابع، أن "القضاء لا يشهد أي إعمار حتى الآن، والخدمات قليلة جداً، ويعتبروننا أناس من الدرجتين الثالثة، والرابعة، وليس من الأولى، والثانية".

وكان مسؤول إعلام مكتب إنقاذ المختطفات والمختطفين الإيزيديين في إقليم كردستان، الاثنين 20 أيار الماضي، أن "عدد الناجين، والناجيات حتى التاريخ المذكور، قد بلغ 3451 ناجية وناجيا، من قبضة داعش، أما الباقين فعددهم 2966 شخصا، منوها إلى أن عدد المختطفين والمخطوفات الكلي منذ يوم الإبادة هو: 6417 شخصا بينهم أغلبية من النساء والأطفال".

يذكر أنه في الثالث من آب عام 2014، اجتاح تنظيم داعش الإرهابي، قضاء سنجار، والنواحي والقرى التابعة له ونفذ إبادة وجرائم شنيعة بحق المكون الإيزيدي، بقتله الآباء والأبناء والنساء، من كبار السن، والشباب، والأطفال بعمليات إعدام جماعية ما بين الذبح، والرمي بالرصاص، ودفنهم في مقابر جماعية ما زالت تكتشف حتى الآن، واقتاد النساء والفتيات سبايا وجاريات لعناصره الذين استخدموا شتى أنواع العنف والتعذيب في اغتصابهن دون استثناء حتى للصغيرات بأعمار الثامنة والتاسعة وحتى السابعة والسادسة.    

10-07-2019, 12:11
العودة للخلف