بغداد اليوم _ بغداد
أعلنت مؤسسة مسارات، اليوم الثلاثاء، تأسيس معهد لدراسة التنوع في العراق، لمواجهة التطرف والتمييز الديني، بمشاركة أكاديمية وممثلي المكونات الدينية في البلاد.
وذكرت مؤسسة مسارات، في بيان تلقت (بغداد اليوم) نسخة منه، أنها "تعمل منذ عام 2014 على الاعداد لتأسيس معهد لدراسة التنوع في العراق، من أجل توفير الكتب والمناهج الدراسية وتدريب الأكاديميين ورجال الدين القادرين على تثقيف المجتمع حول التنوع الديني والتسامح والتعايش"، مبينة أن "المجموعات المستهدفة هي طلاب الجامعات وطلاب العلوم الدينية في المؤسسات الدينية التقليدية والصحفيين والإعلاميين".
وأضافت مسارات، أنها "تفاعلت خلال سنوات من الأبحاث والدراسات والتقارير الميدانية، مع الأسباب الرئيسية للتطرف والتمييز الديني، وفي مقدمتها الجهل بالأخر في مناهج المدارس والجامعات، والتي خلقت أرضية خصبة للقوالب النمطية الشائعة، عن الكيانات الدينية، معتقداتهم، طقوسهم وحياتهم الاجتماعية"، مشيرة إلى أن "هذا الأمر يخلق بيئة لنشر التطرف والكراهية والتمييز الديني الذي يعزز العنف والإبادة الجماعية بين المجتمع".
وأشارت إلى أن "الأهداف الرئيسية للمعهد تتمثل، بتوفير المواد التعليمية حول التنوع الديني الغني في العراق تحت شعار (الوحدة في التنوع)، وتدريب الأكاديميين ورجال الدين على دراسة/تدريس هذه المواد في مؤسساتهم التعليمية والدينية".
وتابعت أن "تأسيس المعهد اطلق اليوم، وتم اختيار اعضاء المجلس العلمي الذي يضم خبراء في التنوع الديني فضلا عن ممثلي المؤسسات الدينية والاكاديمية المعنية"، لافتة إلى "مساهمة مؤسسات عديدة في اطلاق تأسيس المعهد، وهي كلية العلوم الاسلامية في جامعة بغداد، وكرسي اليونسكو لحوار الأديان في جامعة الكوفة واكاديمية البلاغي لحوار الاديان في النجف الاشرف والمجمع الفقهي لعلماء العراق وجبهة اعتدال علماء العراق، ومركز دراسات فلسفة الدين في بغداد، ومؤسسة اديان في لبنان واكاديمية هاني فحص للحوار وكلية العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، وكل من رئاسة طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم والبطريركية الكلدانية يضاف الى ذلك ممثلي المكونات الدينية المختلفة من الايزيديين والبهائيين".
وقال المنسق العام لمؤسسة مسارات، سعد سلوم ، أن "اجتماعنا التأسيسي اليوم مناسبة تاريخية لإطلاق معهد لتدريس الأديان في العراق، وهي خطوة طال انتظارها سنوات لتغيير التوازن في صالح نشر المعرفة والتنوير بالتنوع الديني، ويسعدنا ان يتم تدريس الدين المندائي ولأول مرة في تاريخ الصابئة المندائيين الممتد لعشرات القرون من خلال هذا المعهد، ولهذا وصفت هذه اللحظة بالتاريخية".
من جانبه أكد بطريرك بابل على الكلدان والكاردينال في الفاتيكان، لويس ساكو، أن "المعهد سيكون مظلة لمواجهة خطابات الكراهية، ومن شأنه ان يحتوي الطائفية ويعزز الوحدة في مقابل الانقسام"، مبيناً أن المعهد علامة مضيئة في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها العراق والمنطقة".
بدوره أكد رئيس الطائفة المندائية في العراق والعالم، الريش أمة ستار جبار حلو، أن "تأسيس معهد دراسة التنوع سيمهد الطريق للتخلص من الصور النمطية السلبية للأديان المختلفة والنجاح في إعادة رسم صورة لها أكثر توازنا وإنسانية".
وأضاف الحلو: "اننا كايزيديين نراهن على عمل هذا المعهد من خلال مؤسسيه الذين يمثلون كل اطياف المجتمع ومؤسساته، وبإرادتهم المخلصة الممزوجة بالصمود وبسياسة رشيدة، نتوقع ان نشهد بعد سنوات قليلة جيلا جديدا مختلفا تماما يكون نواة لبناء مجتمع ثري، تنوعي قوي قادر على مواجهة التحديات والنهوض به إلى أعلى المستويات لخدمة بلدنا".