بغداد اليوم - بغداد
كشف عضو اللجنة الامنية في محافظة بغداد، سعد المطلبي، الاثنين (01 تموز 2019)، عن سبب امتناع الحكومة عن اعادة تجربة الصحوات شمال بغداد وخاصة في قضاء الطارمية التي تشهد تطورات امنية مقلقة بين فترة واخرى بفعل هجمات خلايا تنظيم داعش النائمة.
وقال المطلبي لـ(بغداد اليوم)، إن "تجربة الصحوات لا يمكن تكرارها من خلال الحشد العشائري في مناطق حزام بغداد وشمالها، خصوصا وان بعض الصحوات تحولت الى مساندة الإرهاب لا محاربته وهذا امر خطير، الامر الذي يدفع الحكومة الى استبعاد خيار الحشد العشائري في منطقة الطارمية والمناطق التي تشهد وضعا امنيا مرتبكا بين الحين والاخر".
واضاف أن "فشل تجربة الصحوات امر كاف لأقناع الحكومة بعدم تكراراها، وهذا ما يجعل تشكيل افواجا من الحشد العشائري لحماية الطارمية امرا مستبعدا"، لافتا الى أن "تعزيز الامن في هذه المناطق يمكن تحقيقه من خلال خلق الثقة بين المواطن والقوات الامنية وتفعيل الجهد الاستخباراتي للقضاء على خلايا داعش ".
وكانت خلية الإعلام الامني اعلنت ، في 4 حزيران الماضي ، مقتل 4 عناصر من القوات الأمنية وإصابة 4 آخرين جراء انفجار عبوة ناسفة أعقبها إطلاق نار استهدفهم في قضاء الطارمية شمالي بغداد أثناء عمليات تفتيش بحثا عن عناصر إرهابية، فيما قتلت القوات الأمنية 3 من المهاجمين.
وحذر الخبير الأمني هشام الهاشمي، الثلاثاء (4 حزيران 2019)، من قدرة تنظيم داعش على استهداف احياء في مركز العاصمة بغداد بعد الكمين الذي تعرضت له القوات الأمنية في الطارمية شمالي العاصمة.
وقال الخبير الأمني: "بهذا الكمين المحكم ( هجوم الطارمية ) يمكن الحديث عن احتلال بالقوة لتلك المناطق، نعم داعش لا تستطيع ان تصمد طويلا في احتلال فعلي لتلك المناطق، لكن احتلالها بالقوة من اجل الاستنزاف يعني ان العدو متقدم بخطوتين على عمليات بغداد في حزام بغداد، الأولى، التحكم المبادرة الزمانية والمكانية، والثانية، أصبح لديه بيئة متخادمة فيها مضافة ومخزن ومعسكر ومقر للتحكم والسيطرة، وكل ذلك لم ترصده استخبارات تلك المنطقة".
وأضاف: "فقد سبق أن اتخذت القيادة المشتركة قرارا بملاحقة فلول داعش في عمليات متواصلة لا تنتهي الا باجتثاث فلول داعش منها، إلا أن تلك الحملات غير المستدامة فشلت في انفاذ وعدها ووعيدها، القيادة المشتركة العراقية لجأت لخيار آخر لعرقلة الغزوات الانتقامية العشوائية الداعشية عبر تنشيط عمل الاستخبارات وذلك بتزويدها بالأموال والتقنيات الكافية لاختراق صفوف العدو".
واردف "ويبدو أن عمليات الاستخبارات وبالتعاون مع القوات الضاربة التكتيكية التابعة لقوات جهاز مكافحة الإرهاب، جاءت بديلا لقيام الحملات العسكرية المستدامة بملاحقة فلول داعش، طالما أنها لم تحصل على الاقتصاد الكبير الذي تكلفه هكذا حملات، وأيضا داعش تخشى وغير مستعدة لحرب تقليدية قادمة والتحصن في جغرافيا ثابتة ومعلومة، رغم تهديدها وتلويحها بالعودة الى ارض التمكين، بل أنها أضعف من الصمود أمام حرب تقليدية قادمة".