بغداد اليوم- متابعة
قالت صحيفة محلية في تقرير نشرته الاثنين (1 تموز 2019)، إن نحو 10 آلاف من مقاتلي الحشد العشائري مازالوا بلا حقوق منذ نحو 5 سنوات، رغم استمرارهم بأداء واجباتهم.
وذكرت صحيفة "المدى" في تقريرها، إن "آلاف المقاتلين المحليّين يقومون منذ 5 سنوات بحماية مناطق تصنَّف بأنها خطرة أمنياً في المدن المحررة بدون رواتب او حقوق وبعضهم بدون سلاح".
وأوضحت، أن "هؤلاء المتطوعين الذين يتجاوز عديدهم الـ 10 آلاف، يطلق عليهم اسم الحشد العشائري نوع (ب)، فهم يقومون بكل أعمال المقاتلين المنتمين الى هيأة الحشد الشعبي لكن بصفة غير رسمية".
وتابعت الصحيفة: "ولا يعرف بالضبط ما هي الأسباب التي تمنع تنظيم أوضاع تلك المجاميع المقاتلة، سوى التحجج بمشاكل إدارية ومالية تعيق تحقيق ذلك. وكما لا يخفى، فإن هناك ازدواجية في التعامل، بحسب بعض قيادات الحشد، بين المقاتلين في المناطق الغربية والجنوبية".
وأشارت إلى أن "الحشد العشائري هو النسخة السُنية عن الحشد الشعبي (الشيعي)، ينتمي كلاهما الى هيأة الحشد التي نظمت بقانون في عام 2016، ومازال هناك جدل حول شرعيتها ومدى التزامها بأوامر الحكومة".
ولفتت إلى أن "تشكيل الحشد العشائري جاء كحاجة أمنية ضرورية لمساندة القوات الأمنية في فترة الحرب على داعش وتثبيت الأمن بعد التحرير. وتجادلت القوى الشيعية لفترات طويلة في القبول بظهور نسخة معدلة من الصحوات السُنية التي اتهمت بأنها سلّمت أسلحتها الى داعش".
ومضت الصحيفة بالقول: "رغم أن الحشد العشائري كان رأس حربة في بعض المعارك ضد التنظيم المتطرف، إلا أنه جرى تقييده وتحديد مستوى حركته وأسلحته لطمأنة المتخوفين من الأطراف الشيعية. وطالما اشتكت العشائر، في المناطق التي كانت محتلة من داعش، من قلّة التسليح مقابل امتلاك الحشد الشعبي صواريخ وطائرات مسيّرة".
قتال بـ "الفزعة"
ونقلت الصحيفة المحلية عن وميض فصّال، أحد قياديي الحشد العشائري في غربي الأنبار، أن "أكثر الذين ينتسبون في الفوج الذي يشرف عليه يعملون بطريقة (الفزعة)، وتعني وجود متطوعين مجانيين".
وذكرت، أن "فوج فصّال يمسك منطقة قرب هيت بمسافة 60 كم، مفتوحة على الصحراء وعلى بحيرة الثرثار، التي تعد من أخطر المناطق في العراق".
ويضيف القيادي في الحشد: "لدينا عجلتان فقط في الفوج، إحداهما من أموالنا الخاصة، بينما تسلمنا أسلحة كلاشينكوف فقط من هيأة الحشد" ومعروف بالمقابل أن فصائل في الحشد الشعبي، مثل فرقة العباس القتالية تملك طائرات مسيرة وأعلنت مؤخراً عن تصنيع دبابة.
ويتقاسم فوج فصّال، بحسب ما تذكر الصحيفة، "السلاح والراتب والإجازات وحتى الطعام بين المقاتلين الرسميين والمتطوعين الآخرين (الفزعة)".
ويقول قائد الفوج: هناك نحو 100 مقاتل بدون أوامر رسمية في هذا الفوج فقط"، وهو نحو ضعف عدد المقاتلين المسجّلين في هيأة الحشد. وينتظر هؤلاء، ومثلهم نحو 15 ألفاً في ديالى وصلاح الدين وكركوك والموصل، الحصول على الأوامر الإدارية في التعيين، خصوصاً مع انحسار فرص العمل بعد سنوات من سيطرة داعش على مدنهم والمعارك التي عطلت الكثير من المصالح.
كما نقلت الصحيفة عن نعيم الكعود، رئيس اللّجنة الأمنية في الأنبار، أن "نحو 5 آلاف من الحشد العشائري فئة (ب) موجودون في الأنبار".
شهداء بلا حقوق
ويشير الكعود الى أن البعض "استشهدوا في المعارك وأصيب آخرون ولم يحصل ذووهم على أية حقوق". ولا يعرف المسؤول المحلي أسباب عدم ترتيب أوضاعهم بشكل أولي حتى الآن، لكنه كان يحصل دوماً على وعود من الحكومة بتعيينهم.
وتمنع وصمة "داعش"، التي تلاحق بعض سكان المناطق التي كانت محتلة من التنظيم، من زجِّهم في هيأة الحشد، بل حتى في الوزارات الأمنية، بحسب الصحيفة.
وقبل أيام، نقلت الصحيفة عن مسؤول في بغداد، أن "قضاء الطارمية، شمالي العاصمة، وبعد تعرضه لعدة هجمات، تمتنع الحكومة عن تشكيل حشد عشائري من أبناء المنطقة بسبب نظرة بعض الجهات للسكان بأنهم دواعش".
وتفسِّر بعض العشائر في الموصل منع تسليح 50 قرية في أطراف المدينة، كما وعد قائد العمليات السابق نجم الجبوري القبائل هناك قبل شهرين لمواجهة فلول "داعش"، بأنه عدم الاطمئنان للسكان في تلك المناطق، وفق ما تذكر "المدى".
ويقول محمد المرعيد، وهو قيادي في الحشد العشائري في جنوب الموصل تحدث خلال التقرير، إن "الحكومة وزعت كلاشينكوف واحد لكل مقاتلَين اثنين منذ 5 سنوات".
محاصصة سياسية
وقالت الصحيفة، إن "هناك 43 فصيلاً سُنياً تنتمي الى هيأة الحشد الشعبي، لكن بأعداد متفاوتة"، بينما يقول الكعود إن "أعداد المقاتلين لكل فصيل تحدد بطريقة مزاجية ومحسوبية تبعاً للسياسي الذي يشرف على المجموعة".
ويقول وميض فصّال، وهو نجل محافظ الأنبار الأسبق فصال الكعود النمراوي، أحد مؤسسي الصحوات قبل 12 عاماً (قُتل بتفجير انتحاري بفندق المنصور في بغداد عام 2007)، إن "داعش" قدمت الى المحافظة للثأر من عشيرته.
وبحسب القيادي في الحشد العشائري فإن "البو نمر" خسرت 1800 رجل في القتال ضد التنظيم ونحو ألفي مصاب، فيما لا يتجاوز عدد حشد العشيرة عن الـ180 مقاتلاً. وأعدم داعش قرابة الـ500 من أبناء العشيرة في أيام قليلة بعد محاصرتهم في بحيرة الثرثار عام 2014.
ويشير فصّال الى أن رواتب المقاتلين من أبناء العشيرة تأتي بشكل غير منتظم، ودائماً ما تضيع أشهر من الرواتب على المنتسبين ولا يتم تعويضهم.