الصفحة الرئيسية / “وادي السلام“.. رحلة العيد الثابتة لملايين العراقيين

“وادي السلام“.. رحلة العيد الثابتة لملايين العراقيين

بغداد اليوم - النجف

في ليلة العيد وأيامه، تصطف طوابير من عجلات "الكيا"، كل عام، أمام أبواب مرآبات السيارات في محافظات الوسط والجنوب، وقربها يقف السائقين وهم ينادون: "نجف.. نجف"، فهذه المدينة هي وجهة يقصدها ملايين العراقيين في عيدي الفطر والأضحى، حيث يرقد أحباء لهم من الأهل والأقارب والأصدقاء في مقبرة وادي السلام إلى الجوار من مرقد الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

علي جاسم، وهو من محافظة الديوانية وسط البلاد، يفضل القيام برحتله السنوية إلى المقبرة، ذات القطاعات التسعة، عند الفجر، فرغم مجاورة الديوانية للنجف إلا أن "أي تأخير قد يحرمك من الوصول إليها بسبب الزخم الهائل بأعداد الزائرين".

 "منذ صغري كنت أرافق والدتي إلى زيارة قبر أبي في وادي السلام في كل عيد"، يقول جاسم لـ(بغداد اليوم) قبل أن يستدرك: "لكنها توفيت حديثا، فصرت أقوم بهذه الرحلة السنوية وحدي لزيارة قبريهما".

ويضيف: "أشعر أن زيارتي لقبريهما، وخاصة والدتي، تقترب كثيرا من كونها تحية وسلام العيد حين كانا على قيد الحياة".

في أعياد سابقة، وقعت حوادث بسبب الزخم على مقبرة وادي السلام، منها كسر إحدى بواباتها، فضلا عن تسور الزائرين لجدرانها العالية أو قبورها بغية الوصول إلى القبور التي يقصدونها، وهو ما دفع المحافظ لؤي الياسري، هذا العام، إلى توجيه قيادة شرطة النجف والمسؤولين عن تنفيذ الخطة الأمنية والخدمية الخاصة بعيد الفطر بـ"فتح جميع أبواب مقبرة وادي السلام، وتقديم كافة الدعم والخدمات للزائرين الوافدين للمدينة المقدسة".

"خطط متعبة!"

لكن عبد الله البيضاني، وهو مواطن من محافظة بابل، يشير إلى التعب الذي يلحق به بسبب صعوبة الوصول إلى المقبرة جراء إغلاق الطرق المؤدية إليها، ما يضطره إلى السير على قدميه لمسافات بعيدة وسط آلاف الزائرين، وفيهم نساء وكبار في السن.

ويقول البيضاني لـ(بغداد اليوم)، إن "الخطط الأمنية المتضمنة قطع الطرق المؤدية للمدينة القديمة في النجف، حيث مرقد الإمام علي ومقبرة وادي السلام، متعبة وتلحق الضرر بالزائرين والوافدين"، آملا بـ"إيجاد خطط أخرى بديلة".

"سهولة التحرك في النجف أمر صعب"

من جانبه، يقول مصدر في اللجنة الأمنية بمجلس محافظة النجف، إن "الأجهزة الأمنية عملت هذا العام على فتح جميع البوابات المؤدية إلى المقبرة، لكن عدد من الشوارع المؤدية إليها وإلى مرقد الإمام علي يتم غلقها بسبب الزخم المروري، فالملايين يقصدون هذين المكانين خلال فترة العيد".

وأضاف، أن "النجف تشهد أيضا إقامة صلاة العيد وزيارة المراقد والمراجع الدينية، لذلك فأن الحركة فيها، هذه الأيام، ليست سهلة، وهذا ما يحدث في أغلب مدن العام التي تشهد مثل هذه المناسبات".

 

5-06-2019, 11:08
العودة للخلف