بغداد اليوم - متابعة
أفادت وكالة أنباء أمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء (28 أيار 2019)، بأن وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، قدما عرضين متشابهين إلى إيران، للعب دور الوسيط بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية.
وقالت وكالة "اسوشييتد برس"، في تقريرها، إنه "وسط تصاعد توترات الشرق الأوسط، عرض العراق جهوده للتوسط في الأزمة المحتدمة بين حليفيه الرئيسيين الولايات المتحدة وإيران، في وقت بدأت فيه اتفاقية طهران النووية مع العالم بالتفكك على نحو مضطرد".
وأضافت، أن "وزير الخارجية العراقي محمد على الحكيم قدم هذا العرض، الأحد26 ايار 2019، خلال مؤتمر صحفي مشترك في بغداد مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف".
ونقلت عن الحكيم قوله: "نحن نحاول تقديم المساعدة وأن نكون وسطاء لحل الأزمة. بغداد ستعمل للتوصل الى حل مرضٍ." بينما أكد من جانب آخر أن "العراق يقف ضد الخطوات الانفرادية التي اتخذتها واشنطن".
وازدادت التوترات حدة خلال الأسابيع الأخيرة بين واشنطن وطهران حول قيام أميركا بنشر حاملة طائرات وقاصفات B- 52 في مياه الخليج استجابة لتهديد غير معروف لقواتها في المنطقة تقول إنه قادم من طهران.
وبحسب الوكالة، فإن "الولايات المتحدة تخطط ايضا لإرسال 900 جندي إضافيين الى القوة الموجودة أصلاً في الشرق الأوسط والبالغ عديدها 600 جندي وتعمل على تمديد بقائها".
وأشارت الى ان "جذور الأزمة ترجع الى قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، العام الماضي، بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الدولية عام 2015 لكبح قدرة إيران على تصنيع أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات عنها".
ويقول ترامب إنه "انسحب من الاتفاقية لأنه يعتقد أنها فشلت في كبح قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية او إيقاف دعمها للمليشيات عبر منطقة الشرق الأوسط، التي تقول الولايات المتحدة إنها تزعزع الاستقرار في المنطقة، وكذلك للوقوف على قضية صواريخ طهران التي بإمكانها أن تصل الى كل من قواعد الولايات المتحدة الإقليمية وإسرائيل".
ومن جانبه، "يصر ظريف على أن إيران لم تخرق الاتفاق النووي"، وذلك فيما قال إنه يحث الدول الأوروبية لبذل الجهود للحفاظ على الاتفاقية عقب الانسحاب الأميركي.
وفي حديثه عن تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، قال ظريف إن "إيران ستواجه الحرب فيما إذا كانت اقتصادية او عسكرية عبر صمودها وقواتها أيضاً".
وحثّ أيضاً على "إبرام اتفاقية عدم اعتداء بين إيران والبلدان العربية في الخليج".
وأشارت الوكالة إلى أن "العراق دائماً كان يسعى للحفاظ على خط متوازن في علاقاته بين حليفيه طهران وواشنطن. وبحكم موقعه الجغرافي يقع العراق أيضاً بين إيران وبقية دول الخليج الأخرى التي تتصدرها السعودية في تنافسها مع إيران حول النفوذ في المنطقة".
وقالت ايضاً، إن "عرض الوساطة الذي تقدم به وزير الخارجية الحكيم هو صدى لعرض مشابه تقدم به رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي. وأعرب الحكيم أيضاً عن القلق إزاء اقتصاد إيران المتدهور".
ووفق التقرير، فإن "الإيرانيين يشكلون القسم الأكبر من ملايين الزوار الشيعة الذين يقصدون العراق سنوياً لزيارة العتبات المقدسة فيه، لكن قدرتهم الشرائية قد ضعفت كثيراً بعد تجديد ترامب للعقوبات المفروضة على بلدهم".
وقال الحكيم: "العقوبات ضد الشقيقة إيران غير مجدية ونحن نقف بالضد منها".
في هذه الأثناء، اقترح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تُجري الجمهورية الإسلامية استفتاء حول برنامجها النووي. وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن "روحاني تقدم بهذا المقترح خلال لقائه بإعلاميين إيرانيين السبت الماضي".
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي له الكلام الفصل في كل أمور البلاد، بحسب الوكالة الامريكية، "لم يعلق مباشرة على مقترح روحاني".
يذكر أن جمهورية إيران الإسلامية شهدت استفتاءات قليلة جداً منذ تأسيسها عام 1979، كان أحدها حول تغيير النظام من ملكي الى جمهوري إسلامي، واستفتاءان آخران حول دستورها والتعديلات التي طرأت عليه.
من جانب آخر، يرى نائب قائد قوات الحرس الثوري، الجنرال علي فدوي، أن "أية مفاوضات مع الولايات المتحدة ستكون غير مثمرة".
وقال إنها ستكون "كما لو أنك تتفاوض مع شيطان".