الصفحة الرئيسية / الكشف عن رسالة ’’ تصعيدية’’ بعثها ظريف لواشنطن خلال زيارته الاخيرة للعراق

الكشف عن رسالة ’’ تصعيدية’’ بعثها ظريف لواشنطن خلال زيارته الاخيرة للعراق

بغداد اليوم - متابعة

ذكرت محطة بريطانية ، ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ، بعث خلال زيارته الاخيرة الى العراق برسالة تصعيدية الى الادارة الاميركية.
وقال محطة بي بي سي في تقرير لها نشرته ، الثلاثاء 28 ايار 2019، نقلاً عن دبلوماسي عراقي وصفته بالمطلع ان " ظريف لم يحمل خلال زيارته الى العراق اية رسائل تهدئة لانهاء الازمة مع الولايات المتحدة بل حمل رسالة تصعيدية".
ويضيف بحسب المحطة إن "إيران لا تفرّق بين الحرب الاقتصادية والحرب العسكرية، ولن تسمح للولايات المتحدة بطهوها على نار هادئة حتى تفقد وعيها وتموت" ولهذا فهي أبلغت العراق، كما أرسلت إلى قطر وعمان والكويت رسائل مشابهة عبر نائب وزير الخارجية عباس عراقتشي ان الاستسلام لن يكون خيارا بالنسبة لها وأن الضغط سيؤدي إلى خلق مواجهة قد لا يرغب بها أحد في الولايات المتحدة وإيران".
ويقول التقرير انه بالنسبة للعراق فأنه يسعى بين الطرفين لسحب فتيل التوتر، كما قال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في لقائه الأسبوعي مع الصحفيين، وهو عينه الكلام الذي ردده وزير خارجيته محمد الحكيم لدى استقباله ظريف في بغدادـ ورغم ذلك فإن مستوى التوتر لا يشي بأن بيد الحكومة الحفاظ على التوازن بين الحليفين في حال وقوع المواجهة.
وتنقل المحطة عن ابو ولاء الولائي أمين عام كتائب سيد الشهداء المنضوية في الحشد الشعبي إن " تنظيمه يريد للعراق ألا يتورط في مثل هكذا صراع"، لكنه يشير إلى أن الحرب إن وقعت فهو ينظر إلى أميركا كعدو "أنت تضعني أمام سؤال مع من سأكون، مع الحسين أم يزيد، طبعا سأكون مع الحسين، أنت تسألني إلى جانب من ستكون، سأكون مع الخير ضد الشر."
وبدا الولائي صريحا جدا في تعبيره عن أرائه وفقاً لبي بي سي، وأكد "من ناحية أن مصلحة العراق تأتي أولا ومن ثم كل العلاقات الأخرى، ومن ناحية أخرى أكد أنه وأعضاء منظمته يقلدون المرشد الإيراني آية الله خامنئي وهم سيفعلون ما أمكن لكي يطبقوا تعليماته" وفقاً للتقرير.
وتابع هو حث على "أن نفعل ما أمكن لكي لا تبقى الولايات المتحدة في المنطقة، وهذا سيكون تكليفنا، انا أريد من أميركا أن لا تتدخل في الشأن العراقي نهائيا وأي وجود عسكري أميركي غير مقبول، أما إيران فهي تقوم بما نطلبه منه، نحن نريد عراق مستقل وحر، وهذا موجود والإيرانيون لم يطلبوا منا يوما أي شيء".
وتنقل المحطة عن السياسي حيدر الملا الذي وصفته بالمعارض للنفوذ الايراني في العراق قوله ان " بلاده  ترغب بأفضل علاقات مع إيران، الدولة وليس الثورة".
ويضيف الملا الذي ينحدر بدوره من أسرة شيعية وفقاً للتقرير "قبل داعش كانت إيران دولة إقليمية تتدخل في الشأن العراقي، بعد داعش إيران أصبحت حزبا سياسيا فاعلا في العراق". 
وبالنسبة للولايات المتحدة ودورها يقول الملا إن "الأمر معقد بعض الشيء، العراق لا يستطيع عزل نفسه عن المنظومة الدولية أو علاقته الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية لكن في إطار تصحيح المسار، ومساعد العراقيين في مواجهة تحدي الإرهاب أو تداعياته".
ويشير التقرير الى انه بعد عام 2003 تغيرت معادلات القوة في العراق، تحولت واشنطن وطهران إلى ما يشبه الرعاة الرئيسيين للطبقة السياسية العراقية ،الطرفان وإن تصارعا وبشكل كبير كانا في ذات الوقت متفقين على دعم العملية السياسية التي بنت سلطة ما بعد الاحتلال الأميركي، وبينما استثمرت إيران في علاقات منوعة لها في العراق الجديد إن على مستوى مذهبي أو مع معارضين عراقيين سابقين أمنت لهم ملاذا آمنا في زمن حكم حزب البعث، بنت الولايات المتحدة على كونها قوة الاحتلال والدولة التي قادت التحالف الذي أطاح بالنظام السابق وهو ما أعطاها سطوة نخبوية جعلتها لها حضورا في مستويات الدولة".
ورغم الاصطفاف الواضح اليوم في العراق، إما مع أميركا أو إيران، أو ضدهما معا، يبدو العراقيون كمن يريدون أن تذهب رياح الحرب عنهم، لأنها إذا ما مرت فلن تذر ولن تبقي يختم التقرير.
 

28-05-2019, 01:30
العودة للخلف