بغداد اليوم - بغداد
أكدت هيأة النزاهة، الاثنين (27 أيار 2019)، متابعتها التهديدات التي تعرضت لها وكالة (بغداد اليوم) بعد نشرها تقارير استقصائية فضحت المتورطين باكبر عملية تهريب اموال بتاريخ العراق وصلت قيمتها الى 1.8 مليار دولار.
وقال مصدر مطلع في الهيأة، لـ(بغداد اليوم)، إن "النزاهة تتابع جميع ملفات الفساد، التي نشرتها (الوكالة) طيلة الفترة الماضية، وتعمل على الاستفادة منها والتحقيق بها".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "هيأة النزاهة تابعت أيضا ورصدت التهديدات التي تعرض لها رئيس تحرير وكالة بغداد اليوم الدكتور نبيل جاسم وكادر الوكالة، بسبب كشفهم لهذه الملفات، التي ستكون من اولويات عمل الهيأة".
وكان تحالف سائرون المدعوم من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد أعلن، الإثنين، 27 أيار، 2019، رفضه للتهديدات التي تلقتها وكالة (بغداد اليوم) ورئيس تحريرها د. نبيل جاسم بالتصفية الجسدية، بعد كشفها لأخطر ملفات الفساد المتعلق بتهريب العملة.
وقال القيادي في التحالف النائب رائد فهمي، لـ"بغداد اليوم"، إن "كل عملية تهديد مرفوضة ومدانة، وتعد مخالفة للقانون والدستور"، داعياً، "كل الجهات الحريصة الى دعم حرية التعبير وعملية الاصلاح ومحاربة الفاسدين ومساندة وكالة بغداد اليوم، ضد التهديدات التي تلقتها".
وبين أن، "نشر مثل ملفات تفضح تهريب اموال العراق أمر جيد ويساعد في دعم عملية الاصلاح والتغيير وتأشير مواطن الخلل والفساد، وهذا الامر يصب بصالح الدولة العراقية، فنحن داعمون الى الصحافة التي تكشف الفساد والفاسدين وتؤشر الخلل".
وطالب القيادي في تحالف سائرون "الجهات الرقابية المختصة ايضا، بمتابعة الملفات التي نشرتها (بغداد اليوم)، وكشف الجهات التي تقف خلف عمليات الفساد وتهريب العملة وغسيل الاموال".
وكانت النقابة الوطنية للصحفيين، قد عبرت عن رفضها للتهديدات التي تلقاها رئيس تحرير وكالة (بغداد اليوم) الاعلامي د. نبيل جاسم وكادر الوكالة على خلفية نشرها تقارير استقصائية كشفت أكبر فضيحة تهريب اموال بتاريخ العراق.
وقالت النقابة في بيان إنها، "تعبر عن قلقها البالغ على حياة الإعلامي المعروف د. نبيل جاسم، بعد تعرضه للتهديد بسبب نشر وكالة (بغداد اليوم) التي يترأس تحريرها، تقارير استقصائية عن ملف فساد يخص مصرفا اهليا يملكه سياسي عراقي".
وبينت أن، "د. نبيل جاسم ابلغ النقابة الوطنية للصحفيين، بأنه تلقى اتصالا مساء الأحد (26 ايار 2019) من شخص مجهول عبر رقم (كورك)، وأن المتصل هدده بالتصفية الجسدية في حال مواصلة وكالة انباء (بغداد اليوم) نشر التقارير الاستقصائية التي تخص ملف عملية تهريب اموال ضخمة خارج البلاد، قام بها مصرف اهلي تابع لسياسي عراقي، من مزاد العملة الاجنبية"".
وأبدت النقابة، "قلقها من التهديدات التي تلقاها د. نبيل جاسم"، مطالبة، "وزارة الداخلية بالتعامل بجدية مع هذه التهديدات والكشف عن من قام بها ويقف ورائها".
وحملت، "الاجهزة الامنية مسؤولية سلامة د. نبيل جاسم وكادر وكالة انباء (بغداد اليوم)"، داعية، "جميع المنظمات المعنية بحرية العمل الصحفي وحرية التعبير عموما الى التحرك والضغط على السلطات التنفيذية والتشريعية للتصدي الى التضييق الذي يتعرض له الصحفيون ووسائل الإعلام بسبب نشرهم تغطيات خبرية تخص قضايا فساد وانتهاكات".
وكشفت (بغداد اليوم)، الاحد 26 ايار 2019، عن تلقيها اتصالات هاتفية مجهولة ، حاول المتصلون عبرها نقل تهديدات لثني الوكالة عن واجبها الصحفي في الكشف عن أكبر ملف فساد وتهريب للعملة الصعبة.
وأكدت الوكالة عزمها على نشر كل ما تتحصل عليه من وثائق تدين وتكشف حيتان الفساد الذين تحولوا الى مجرد ثعابين ليس لها إلا فحيح مسموم".
وقالت (بغداد اليوم) في بيان لها، "لقد حافظت وكالتنا منذ انطلاقها على شروط المهنية والمصداقية في عملها وأمام جمهورها وأمام القانون قبل كل شيء. ولو كانت قد(ظلمت) بعض الجهات التي ورد ذكرها في ملفات تهريب العملة، والمصارف الأهلية والحكومية، فإنها قد كفلت لهم حق الرد، فضلاً عن تأكدنا من صحة الوثائق التي بحوزتنا والتي سنواصل نشرها".
وتابعت أنه، "لو كان هناك من متضرر فالأولى إن يلجأ الى القضاء والمحاكم لبيان ضرره، أما اللجوء الى أساليب التهديد الرخيصة والوضيعة فهي مضيعة للوقت، وهو فعل جدير فقط بأرباب الجريمة المنظمة ومافيات تهريب العملة التي يبدو أن تقاريرنا الصحافية قد استفزتها".
وأضافت: "لقد بات ظهر الفاسدين مكشوفاً، وقاربت ساعة إدانتهم شعبياً وقانونياً، أمام الله والشعب والعراقي وأمام القضاء العراقي. ولا شرف أعلى من أن تكون الصحافة الحرة المستقلة المهنية هي التي أطلقت شرارة هذا الفعل الكبير".
وشددت بغداد اليوم في بيانها بالقول، "اننا مصرون على الاستمرار في كشف الفاسدين، أينما ظفرنا بهم وبالوثائق التي تدينهم وفق القانون، ووفق ما تقتضيه المهنية، وسنعد هذا البيان بلاغاً للأمن الوطني والسلطات المعنية بأن تلاحق هؤلاء الفاسدين، الذين كسرت الوثائق والحقائق التي سبق أن نشرتها بغداد اليوم صورتهم الزجاجية ، وكشفت فيها كيف أن مصرفا أهلياً من دكاكين السحت الحرام تمكن من تهريب 1.8 مليار دولار عبر مزاد العملة في البنك المركزي العراقي، في الوقت الذي كان شعبنا يقدم فيه أفواجاً من الدماء الزكية للحفاظ على وجود العراق، العراق الذي لا يرغب فيه الفاسدون".
وختمت قائلة إن، "أخر ما نؤكد ونقول: لن تثنونا يا صغار عن زعزعة ممالك الفساد التي أقمتموها، والتي ستنهار قريباً جداً".