بغداد اليوم - متابعة
نشرت محطة CBS الاخبارية الاميركية مقابلة مع الرئيس العراقي برهم صالح، تناولت الموقف العراقي من الصراع الايراني – الاميركي واحتمالات ومديات تأثيره على العراق.
وقال الرئيس صالح في المقابلة إن، "العراق عاش جحيم الحرب في العقود الاربعة الماضية، ولا يرغب باي صراع جديد على اراضيه وبأي شكل بما فيه الحرب بالوكالة".
وعبر عن قلقه من، "تحول التوترات الحالية الى حرب في العراق"، مؤكداً أنه، "من الواضح اننا قلقون للغاية، هذه التوترات تبعث على القلق الشديد في العراق وفي دول الجوار".
وتحدث رئيس الجمهورية عن اجتماعه بقيادات عراقية ،الاحد 19 ايار 2019، قائلاً إنه، "بحث التطورات الجارية والتأثيرات الاقليمية".
ورأى صالح في رد على سؤال تحدث عن احتمالات استفزاز القوات الاميركية في العراق أن، "هناك عناصر تخطط للاستفزاز والحكومة عازمة على ردعهم".
وفي ما يتعلق بالحوار العراقي مع اطراف النزاع أكد صالح "قلنا للجميع الوضع يجب ان يسير الى هدوء العراق ليس المكان المناسب لاي نزاع".
وبشأن مخاوف واشنطن من تهديد بعثتها في العراق عبر صالح عن اعتقاده بأن، "الحكومة العراقية تفعل الكثير من أجل توفير الحماية اللازمة، ولم نكن سعداء بقرارها اخلاء جزء من موظفيها بسفارتها في بغداد ونعتقد ان الامر لم يكن مبرراً".
وحذر صالح من احتمالية أن، "يوفر الصراع ارضية لتمكين داعش وقال: "في الوقت الذي تندلع فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، يجب ألا نفقد التركيز على الأولوية الحقيقية الا وهي مكافحة الإرهاب، وان داعش هزم اقليمياً".
وتحدث رئيس الجمهورية عن الهجوم الصاروخي الاخير على المنطقة الخضراء وكشف عن تحقيق السلطات العراقية تقدماً في تحديد من يقف وراء الهجوم الصاروخي الذي وقع مساء الاحد".
وكانت خلية الإعلام الأمني في العراق قد أعلنت، الاثنين 20 ايار 2019 ، سقوط صاروخ "كاتيوشا" على المنطقة الخضراء وسط بغداد فيما اتهم مسؤولون اميركيون ايران بتدبير الهجوم لمهاجمة السفارة الاميركية.
وعلقت وزارة الخارجية الاميركية ، الاحد 19 ايار 2019، على قصف المنطقة الخضراء في بغداد بصاروخ كاتيوشا فيما حددت مكان سقوطه وأكدت انها سترد بقوة في حال ثبت ان الهجوم مدبر من قبل ايران.
ونقلت محطة سكاي نيوز عن مسؤول في الخارجية الاميركية قوله إن " صاروخاً بدائي الصنع سقط بالفعل في المنطقة الخضراء وسط بغداد"، مبيناً ان " مكان وقوعه كان بالقرب من السفارة الاميركية".
وتابع ان " واشنطن تتواصل مع المسؤولين العراقيين وتحقق في تفاصيل الحادث وفي حال ثبت ان ايران ورائه فسترد بقوة".
وفي اعقاب الهجوم حذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاحد 19 ايار 2019، ايران من بدء القتال مع الولايات المتحدة مبيناً ان ذلك سيعني نهايتها.
وقال ترامب، في تغريدة نشرها، مساء الاحد 19 ايار 2019، على حسابه الرسمي في موقع "تويتر": "إذا أرادت إيران القتال فسيمثل ذلك نهايتها رسميا. لا تهددوا الولايات المتحدة مرة أخرى!".
وتشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران توترا حادا مستمرا منذ تولي ترامب زمام السلطة في بلاده، في كانون الثاني 2017، حيث اتهم سيد البيت الأبيض مرارا ايران بأنها أكبر داعم للإرهاب وأبرز قوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
وأعلن الرئيس الأمريكي، في 8 ايار 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق حول برنامج إيران النووي وفرضه لاحقا مجموعة عقوبات قاسية على ايران، بالإضافة إلى تصنيف الحرس الثوري الإيراني تنظيما إرهابيا، الخطوة التي ردت عليها طهران بإدراج القوات الأمريكية في الشرق الأوسط على قائمة الإرهاب الإيرانية.
وفي تصعيد كبير للتوتر، وجه البنتاغون، في وقت سابق من ايار، إلى منطقة الخليج مجموعة سفن حربية بقيادة حاملة الطائرات "Abraham Lincoln"، رفقة عدة قاذفات تكتيكية من نوع "B-52"، وذلك نظرا لوجود "معلومات مؤكدة" عن وجود تهديدات من قبل إيران تجاه العسكريين الأمريكيين وحلفائهم في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من استمرار التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، تدل مؤشرات عدة صادرة عن البيت الأبيض في الأيام الماضية على أن ترامب لا يرغب في خوض نزاع عسكري مباشر مع ايران، وسط أنباء عن خلاف كبير يدور في إدارة الرئيس حول طريقة التعامل مع هذه القضية، خاصة في ظل إصرار مستشار الأمن القومي، جون بولتون، على اتباع نهج أكثر تشددا.