بغداد اليوم - ديالى
منذ ايام عدة، دخل مزارعو قرى ناحية العظيم احدى النواحي المحررة في محافظة ديالى حالة الاستنفار القصوى، مع قرب بداية موسم حصاد محصولي الحنطة والشعير الذي يمثل شريان مهم لديمومة مهنة الزراعة، والتي تستقطب نحو 70% من الاهالي وتعد مصدر رزقهم الاساسي على مدار السنة.
الاستنفار تحول الى تشكيل نقاط مرابطة جوالة عن بعد لمراقبة حقول الحنطة والشعير لتفادي اي محاولات من قبل خلايا داعش لإضرام النيران فيها، كما حدث في المواسم السابقة بهدف الاضرار بالمزارعين وعوائلهم وشن ما يسميه الكثيرين "حرب اقتصادية" ضد القرى المحررة التي ترفض مبادى وافكار التنظيم المتطرفة.
ويقول راسم العبيدي، مزارع من اهالي قرى ناحية العظيم، لـ(بغداد اليوم)، إن "محصولي الحنطة والشعير يعتبر العمود الاساسي لقطاع الزراعة في اغلب قرى العظيم ونعتمد عليه بقوة في تأمين قوت اطفالنا على مدار السنة بعد تسويقه للدولة".
ويضيف العبيدي، أن "جميع قرى العظيم دخلت في حالة استنفار منذ ايام لحماية حقول الحنطة والشعير من اي محاولات اثمة لخلايا داعش في احراقها كما حدث في المواسم السابقة".
وكان تنظيم داعش قد أقدم خلال السنوات الماضية على إضرام النيران في محاصيل الحنطة والشعير لبعض القرى في أطراف ناحية العظيم في خطوة انتقامية من الاهالي بسبب رفضهم لأفكار التنظيم.
ويوضح اركان عبد الله، أحد المزارعين يبلغ من العمر (64 سنة)، وهو يحمل سلاح "البرنو" القديمة، "اننا نقاتل مع اجل عوائل ودفاعنا عن حقول الحنطة والشعير هو دفاع عن مصادر رزقنا الاساسية"، مبيناً أن "خطر خلايا داعش النائمة لم ينتهي في العظيم وقراها، ولكننا نؤمن بقدرتنا على الخلاص من التنظيم المتطرف ولا نستبعد قيامه بأي شيء للانتقام منا".
من جانبه، اشار مدير ناحية العظيم (60كم شمال بعقوبة) عبد الجبار العبيدي، الى ان "مساحة الاراضي المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير تزيد عن 60 الف دونم وهي تمثل المحصول الاساسي لأغلب مزارعي الناحية".
واكد العبيدي، في حديثه لـ(بغداد اليوم)، أن "الاهالي اتخذوا سلسلة اجراءات وقائية لتأمين محاصيلهم لحين بدء عمليات الحصاد وانتهائها لتفادي اي اعمال تخريبية من قبل خلايا داعش".
وتتميز ناحية العظيم احدى النواحي المحررة من سيطرة تنظيم داعي في محافظة ديالى، بغزارة انتاجها من محصولي الحنطة والشعير سنويا.