بغداد اليوم - بغداد
رجح عضو تحالف الفتح، محمد مهدي البياتي، الاربعاء 8 ايار 2019، ان يكون الهدف من زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الى العراق طلب الوساطة العراقية من اجل تهيئة الاجواء لحوار ايراني - امريكي.
وقال البياتي في حديث خص به (بغداد اليوم)، ان "الازمة بين امريكا وايران، ليست وليدة اليوم وانما مستمرة منذ ما يقارب 35 عاما".
واضاف ان "هذا العداء والتصعيد لا يمكن ان ينتهي الا بجلوس الطرفين على طاولة الحوار"، مبينا ان "زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الى العراق مساء ، الثلاثاء 8 ايار 2019، جاءت لطلب الوساطة العراقية".
واوضح ان "الامريكان غير مستعدين لخوض حرب عسكرية مع ايران، وكذلك الايرانيون لا يرغبون بالحرب".
وكان وزير الخارجية الأميركي، بومبيو، قد كشف الاربعاء (8 ايار 2019)، عن السر وراء زيارته المفاجئة الى بغداد.
وقال بومبيو للصحافيين الذين رافقوه في رحلته عقب مغادرته بغداد “لقد تحدّثنا مع (رئيسي الجمهورية برهم صالح والوزراء عادل عبد المهدي) عن أهميّة أن يضمن العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأمريكيين في بلدهم”، مشيراً إلى أنّ المسؤولين العراقيين “أظهروا لي أنّهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم”.
وأضاف أنّه قام بهذه الزيارة إلى العراق لأنّ ايران “تصعّد نشاطها” على الرغم من رفضه مناقشة المعلومات الاستخبارية بالتفصيل.
وقال بومبيو: “أردنا أن نطلعهم على سيل التهديدات المتزايد الذي رأيناه وإعطاءهم خلفية أكثر قليلاً حول ذلك حتى يتمكّنوا من تأكيد أن يقوموا بكل ما بوسعهم لتأمين الحماية لفريقنا”.
وجاءت الزيارة بعد يومين على تحذير الولايات المتحدة إيران من أنّها ستردّ بـ ”قوة شديدة” على أي هجوم، واعتبارها أن إرسال حاملة الطائرات “يو أس أس أبراهام لينكولن” للشرق الاوسط بأنه يعني بعث “رسالة واضحة لا لبس فيها” الى طهران.
وتزامنت زيارة بومبيو، وهي الثانية منذ بداية العام إلى العراق، مع ازدياد التوتر في المنطقة بين الولايات المتحدة وخصمها إيران، بعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت قبل يومين حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط في مناورة مصحوبة بتحذير “واضح لا لبس فيه” من البيت الأبيض إلى إيران.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان إنّه "أمر الأحد بنشر مجموعة لينكولن البحرية الضاربة المكوّنة من حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” وقطع بحرية مرافقة لها إضافة إلى مجموعة قاذفات “ردّاً على مؤشّرات حول وجود تهديد جدّي من قبل قوات النظام الإيراني”.
وكان بومبيو قال لصحافيين، الإثنين (6 ايار 2019): “كوزير للخارجية، لدي مسؤولية الحفاظ على سلامة الضباط الذين يعملون معي في كل يوم في جميع أنحاء العالم. ويشمل ذلك أربيل وبغداد، وفي منشآتنا في عمّان، في كلّ أنحاء الشرق الأوسط”.
وأضاف: “في أي وقت نتلقى فيه تقارير عن تهديدات، أشياء تثير المخاوف، نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن تلك الهجمات المخطط لها لن تحدث”.
وسارعت طهران إلى التنديد بالخطوة الأمريكية، معتبرة إرسال حاملة طائرات أمريكية إلى الشرق الأوسط خبراً قديماً “فقد أهميته”، وفق الوكالة الرسمية الإيرانية.
وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قرر في الثامن من أيار/مايو 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي لعام 2015 الذي اعتبره متساهلاً للغاية.
ومذاك، وخلافا لرغبات حلفائه الأوروبيين الذين ما زالوا متمسكين بهذا الاتفاق، واصل رئيس الولايات المتحدة تعزيز “حملته لممارسة ضغوط قصوى” على النظام الإيراني.
واتخذت واشنطن قرارا غير مسبوق في نيسان الماضي، بإدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء لـ ”المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
وسارعت إيران الى الرد على القرار الأمريكي “غير الشرعي والطائش”، مع تأكيدها أنها تعتبر منذ الآن “نظام الولايات المتحدة، نظاماً راعياً للإرهاب، والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط مجموعات إرهابية”.
ويشكّل العراق ملتقى استثنائياً لهاتين الدولتين، المتعاديتين في ما بينهما والمتحالفتين مع بغداد.