بغداد اليوم- بغداد
أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، الأربعاء (8 أيار 2019)، رفضها تعزيز حماية سفارة الولايات المتحدة، ومنشآتها العسكرية في العراق بناء على تحركات من البنتاغون.
وقال عضو اللجنة علي الغانمي، في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "السفارة الأمريكية في بغداد لم تدعُ الى رفع مستوى حماية السفارة في أصعب الظروف الأمنية، التي مر بها العراق، خصوصا عند احتلال تنظيم داعش الارهابي بعض الاراضي العراقية".
وأضاف الغانمي: "اما الان وبعد الاستقرار الأمني بعد طرد داعش، نستغرب من الحراك لزيادة الحماية على السفارة الأمريكية، فهذه الدعوة أو الحراك، وراؤها هدف سياسي غير الهدف الأمني وهذا ما نخشاه".
وأضاف، أن "أي توسع في القوات الأمريكية، من خلال شركات الحماية او قوات أمريكية، فيه مخالفة لنص الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن، وبالتالي هذا الامر مرفوض، والقوات الأمريكية يجب ان تبقى في القواعد المخصصة لها، ولا تقوم باي عمل خارج هذه القواعد".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أعلنت (8 أيار 2019)، عزمها مراجعة إجراءات الحماية الأمنية لمقارها (السفارة في بغداد) وقواعدها ومنشآتها العسكرية في العراق.
وقال المتحدث باسم الدفاع الأمريكية كوماندر شون روبرتسون، إن "الوزارة تراجع إجراءات الحماية لبعثتها الدبلوماسية ومنشأتها في العراق لتتناسب مع المرحلة الحالية والمقبلة، على ضوء التهديدات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط".
وكان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أجرى، مساء الثلاثاء (7 ايار 2019)، زيارة مفاجئة الى بغداد لبحث تزايد الانشطة الايرانية في المنطقة، وفقاً لقوله.
وكشف بومبيو عن السر وراء زيارته، وقال للصحافيين الذين رافقوه في رحلته عقب مغادرته بغداد “لقد تحدّثنا مع (رئيسي الجمهورية برهم صالح والوزراء عادل عبد المهدي) عن أهميّة أن يضمن العراق قدرته على توفير الحماية المناسبة للأمريكيين في بلدهم”، مشيراً إلى أنّ المسؤولين العراقيين “أظهروا لي أنّهم يدركون أن هذه مسؤوليتهم”.
وأضاف أنّه قام بهذه الزيارة إلى العراق لأنّ ايران “تصعّد نشاطها” على الرغم من رفضه مناقشة المعلومات الاستخبارية بالتفصيل.
وقال بومبيو: “أردنا أن نطلعهم على سيل التهديدات المتزايد الذي رأيناه وإعطاءهم خلفية أكثر قليلاً حول ذلك حتى يتمكّنوا من تأكيد أن يقوموا بكل ما بوسعهم لتأمين الحماية لفريقنا”.
وجاءت الزيارة بعد يومين على تحذير الولايات المتحدة إيران من أنّها ستردّ بـ ”قوة شديدة” على أي هجوم، واعتبارها أن إرسال حاملة الطائرات “يو أس أس أبراهام لينكولن” للشرق الاوسط بأنه يعني بعث “رسالة واضحة لا لبس فيها” الى طهران.
وتزامنت زيارة بومبيو، وهي الثانية منذ بداية العام إلى العراق، مع ازدياد التوتر في المنطقة بين الولايات المتحدة وخصمها إيران، بعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت قبل يومين حاملة طائرات إلى الشرق الأوسط في مناورة مصحوبة بتحذير “واضح لا لبس فيه” من البيت الأبيض إلى إيران.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان إنّه "أمر الأحد بنشر مجموعة لينكولن البحرية الضاربة المكوّنة من حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” وقطع بحرية مرافقة لها إضافة إلى مجموعة قاذفات “ردّاً على مؤشّرات حول وجود تهديد جدّي من قبل قوات النظام الإيراني”.
وكان بومبيو قال لصحافيين، الإثنين (6 ايار 2019): “كوزير للخارجية، لدي مسؤولية الحفاظ على سلامة الضباط الذين يعملون معي في كل يوم في جميع أنحاء العالم. ويشمل ذلك أربيل وبغداد، وفي منشآتنا في عمّان، في كلّ أنحاء الشرق الأوسط”.
وأضاف: “في أي وقت نتلقى فيه تقارير عن تهديدات، أشياء تثير المخاوف، نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن تلك الهجمات المخطط لها لن تحدث”.
وسارعت طهران إلى التنديد بالخطوة الأمريكية، معتبرة إرسال حاملة طائرات أمريكية إلى الشرق الأوسط خبراً قديماً “فقد أهميته”، وفق الوكالة الرسمية الإيرانية.
وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قرر في الثامن من أيار/مايو 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي لعام 2015 الذي اعتبره متساهلاً للغاية.
ومذاك، وخلافا لرغبات حلفائه الأوروبيين الذين ما زالوا متمسكين بهذا الاتفاق، واصل رئيس الولايات المتحدة تعزيز “حملته لممارسة ضغوط قصوى” على النظام الإيراني.
واتخذت واشنطن قرارا غير مسبوق في نيسان الماضي، بإدراج الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء لـ ”المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
وسارعت إيران الى الرد على القرار الأمريكي “غير الشرعي والطائش”، مع تأكيدها أنها تعتبر منذ الآن “نظام الولايات المتحدة، نظاماً راعياً للإرهاب، والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط مجموعات إرهابية”.
ويشكّل العراق ملتقى استثنائياً لهاتين الدولتين، المتعاديتين في ما بينهما والمتحالفتين مع بغداد.