بغداد اليوم- البصرة
يمثل شراب "النومي بصرة" واحد من اهم المشروبات الرمضانية حيث يُقدم بشكل كبير على موائد العوائل العراقية خلال شهر رمضان خصوصا في فصل الصيف لما يحتويه على فوائد صحية عديدة تساعد الصائمين على استعادة نشاطهم، الا ان شباب البصرة العاطلين عن العمل وطلاب المدارس يستغلون اقبال الناس على هذا النوع من الشراب للمساعدة عوائلهم في زيادة دخلهم المالي، من خلال بيعه في الساحات والشوارع العامة.
عربات وبسطات بيع "النومي بصرة" منتشرة على ارصفة وشوارع مناطق البصرة، بصورة كبيرة لوجود اقبال كبير من قبل الصائمين على شراء هذا الشراب المنعش والمحبب لعموم العراقيين، وأهالي البصرة خصوصا، لوجود ارتباط قوي جدا منذ سنوات طويلة حين كان الهنود يستوردونه من الصومال وبعض الدول الأخرى عن طريق موانئ البصرة ليتم تصديره الى بقية المحافظات العراقية الأخرى، حتى عرف بـ "نومي البصرة" فالحقيقة هي لا وجود لأي علاقة بين البصرة وإنتاج هذا المحصول غير انه كان يأتي من موانئها ليصل الى المحافظات أيام.
يقول أحد عطاري البصرة، لـ(بغداد اليوم)، ان "شراب نومي البصرة ليس ببصري بل يزرع في الصومال وكان يستورده الهنود عبر موانئ البصرة ولهذا أطلقت عليه هذه التسمية بانه (نومي بصرة)".
ويضيف ان "النومي هو اهم التوابل التي تضاف للطعام منذ أربعينات القرن الماضي والى الان، والتي كانت من اهم ما يبيعه العطارين في سوق الهنود وسط محافظة البصرة والذي تحول الان الى سوق لبيع الخضار".
ولم تقتصر استعمالات "النومي" كتوابل للأكلات البصرية الشعبية، بل صار يتفنن به البصريون حيث حولوه لعصير منعش هو الاشهر في شهر رمضان.
"النومي بصرة" ساعد شباب محافظة البصرة وطلابها العاطلين عن العمل على ترك "أحلام واردات النفط" التي يحلمون بها منذ سقوط النظام السابق سنة 2003 وحتى اليوم، ليركنوا طموحات الحصول على حصصهم من ورادات محافظتهم النفطية والتي تغني ميزانية الدولة كل سنة بمليارات الدولارات من آبارها النفطية ويتجهوا في أيام رمضان لبيع "النومي بصرة" في شوارع وطرقات المحافظة!.
حسن سالم يستغل شهر رمضان لبيع شراب "النومي بصرة"، في سوق العشار قبل موعد أذان الافطار بساعة حيث يبيع لتر واحد من الشراب المثلج مقابل 500 دينار عراقي.
ويتحدث سالم عن عمله قائلاً "أقوم بتنقطع محصول النومي واحفظه بالماء ليومين كاملين.. وبعدها أقوم بتصفيته واضافة السكر والثلج ووضعه في حافظات زجاجية، ليكون جاهزا للبيع"، مضيفا ان "احد أصحاب المحال التجارية سمح له ببيعه امام محله مؤقتا لكسب قوت يومه".
ويمضي بالقول "الناس هنا لديها اقبال كبير على شراب (نومي بصرة) بسبب الطعم الجيد واللذيذ، فان اصنع منه شرابا منعشا بكميات كبيرة دون اضافة أي منكهات او مواد حافظة".
ويتابع "انا لست الوحيد الذي يعمل هذا العمل خلال شهر رمضان، بل هناك المئات يتخذون هذا الشهر الفضيل مصدر لكسب لقمة العيش.. سيما الطلبة الذين يستغلون العطلة الصيفية لبيع هذا النوع من الشراب خصوصا في السنوات الاخيرة التي يكون فيها شهر رمضان بفصل الصيف ".