بغداد اليوم- متابعة
تحاول الحكومة العراقية البحث عن منفذ يخلصها من مأزق العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، التي تهدد واشنطن بفرضها على من يخرق هذه العقوبات ايضاً، بالتزامن مع سعي بغداد لزيارة استيرادها من الغاز الطبيعي الإيراني الذي تعتمد عليه بملف الكهرباء.
وبحسب تقرير نشرته وكالة أنباء "بلاتس" الأميركية، فإن "العراق لا يستورد النفط الخام من إيران، ولكنه يستورد الغاز الطبيعي لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، لكن من الممكن ان يشكل عائقاً للحصول على استثناء إضافي من العقوبات المفروضة على إيران لاستيراد الغاز بعد ان تنتهي مدة الاستثناء في حزيران القادم".
وأوضحت الوكالة، أن "ذلك سيعتمد على حالتين، فيما إذا تدرك واشنطن المشاكل القاسية التي يمكن أن تسببها انقطاعات التيار الكهربائي في العراق جراء انقطاع الغاز المستورد من إيران لتشغيل محطات التوليد، وأن ترى بغداد وهي تجري خطوات تجاه تقليل اعتمادها على إيران".
ونقلت الوكالة عن مصعب المدرس، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، هامش مؤتمر الطاقة في بغداد، أنه: "بالنسبة لنا في العراق، ليس لدينا أي خيار ثانٍ في الوقت الحاضر".
وقال المدرس، إن "معدل الطلب على الطاقة الكهربائية في العراق خلال موسم الصيف يصل الى 24,000 ميغاواط حتى لو صاحب ذلك خططاً حكومية بإغلاق مصانع تديرها الدولة ومحاولات أخرى لتقليص الاختناق الحاصل على معدل الاستهلاك"، مشيرا الى أن "الطلب على الكهرباء يزداد بنسبة 7% سنويا".
وغالباً ما تندلع احتجاجات على نقص تجهيزات الطاقة الكهربائية وغياب خدمات أساسية أخرى في فصل الصيف. في السابق، تم إعفاء وزراء للكهرباء رداً على تلك الاحتجاجات. وفي العام 2018 تحشد متظاهرون أمام بنايات حكومية وحقول نفطية. ولهذا فانه من المحتمل جدا ان يكون الوضع هذه المرة أكثر سوءا في بلد مثل العراق ما يزال هشاً سياسياً في حال قطع تجهيزات الغاز الإيرانية للعراق.
وقال المدرس في تصريحاته: "نحن نستورد حالياً من إيران بحدود 28 مليون متر مكعب من الغاز يوميا وهو يكفي لتوليد 2800 ميغاواط، هذا بالإضافة الى استيرادنا 1500 ميغاواط اخرى عبر الحدود من خلال خطوط نقل الطاقة، لهذا فإنها ستكون مجتمعة اكثر من 4,000 ميغاواط من الغاز والطاقة الكهربائية المستوردة".
واضاف المدرس، أن "استيرادات الغاز ستزداد مؤقتا خلال الصيف لتبلغ 35 مليون متر مكعب باليوم حيث ستضيف 700 ميغاواط أخرى من الطاقة الكهربائية المولدة عبر الدعم الايراني في هذا المجال".
وتابعت الوكالة في تقريرها، أنه "مع ذلك، فان العراق يتحرك قدما ضمن استراتيجيات لتهدئة واشنطن وتجنب العقوبات الاميركية. فهو يتفاوض بشأن خطة مع إيران تفضي بان يتم التسديد بالدينار العراقي بدلا من الدولار مع ضمان صرف المبلغ عبر مصرف عراقي داخل العراق"، مشيرةً إلى أن "هذه تعتبر اجراءات مهمة فنياً لتحاشي انتهاك العقوبات الاميركية المفروضة على ايران".
وتابعت الوكالة الامريكية، أن "العراق يسعى لمصدر بديل لاستيراد الطاقة. فالاسبوع الماضي وعبر سلسلة اجتماعات قيادية واقتصادية في الرياض، وقع العراق مع السعودية مذكرة تفاهم لنصب خطوط نقل طاقة محتملة يتم خلالها استيراد الكهرباء من السعودية".
وقال المدرس، إن "مذكرة التفاهم هي تمهيد لإعداد دراسة جدوى لإنشاء خطوط نقل تربط منظومة الكهرباء العراقية بالمنظومة السعودية. واضاف بأن الوقت المستغرق لإعداد الدراسة لن يكون طويلاً حيث ستكتمل خلال شهر او شهر ونصف، ولكن ربط خطوط النقل ما بين منظومة البلدين قد تستغرق عشرة أشهر الى سنة، حيث سيكون بمقدورها نقل أكثر من 1000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية للعراق".
وأكد المدرس بان "الخيار الوحيد الآخر هو ان يصبح العراق مكتفياً ذاتياً بإنتاج الغاز لتطوير طاقة إنتاج كافية من الكهرباء التي تحتاج لوقت أطول".
واضاف قائلا: "يجب ان يكون لدينا اكتفاء ذاتي بكمية الغاز المنتج لاستخدامه في قطاع محطات توليد الطاقة وذلك في غضون أربعة أعوام عندما نكمل تطوير حقولنا الغازية".