بغداد اليوم - متابعة
قالت صحيفة بريطانية في تقرير لها نشرته، الخميس 18 نيسان، 2019، إن زعماء فصائل مسلحة عرضوا على السعودية شراكة اقتصادية في جنوب العراق.
وذكرت صحيفة الاندبيندنت بنسختها العربية، أن "معطيات كثيرة تشير إلى أن إيران تتقبل الأمر الواقع في شأن تبدل وضع العراق من بلد يخضع لنفوذ أحادي، إلى بلد متعدّد الصلات الإقليمية، في ظل الضغط الذي تتعرض لها جراء العقوبات الأميركية، وقرار واشنطن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية".
وتابعت أنه، "قبل نحو عام من الآن، كان في وسع مجموعات شبه مسلحة موالية لإيران، تنظيم تظاهرات في بغداد، تناوئ أي تواصل عراقي مع السعودية، لكن مثل هذه المحاولات ربما تثير السخرية الشعبية حالياً، في ظل التطور اللافت في العلاقات بين بغداد والرياض".
وبينت أن، "تطور العلاقات العراقية السعودية وفّر لبغداد مساحة مناورة مهمة إزاء النفوذ الإيراني المتجذر في هذا البلد، ما يمنح ساسته ومسؤوليه فرصة، لم تكن متوافرة قبل أعوام قليلة، لدراسة إمكان تنويع التعاون مع القوى الإقليمية المؤثرة".
وأردفت بأنه، "حتى الساعة، لا توجد مؤشرات واضحة إلى نية العراق تلبية الرغبة الأميركية في الانقلاب على إيران، لكن بغداد لم تلمح إلى نيتها اتخاذ صف طهران، في مواجهة واشنطن"، موضحة أن، "استفهامات متعددة تطرح في بغداد بشأن الصيغة المُثلى للتعاطي مع احتمال انزلاق الصراع بين الولايات المتحدة وإيران إلى اشتباك على الأراضي العراقية، وسط تشجيع لحكومة عادل عبدالمهدي بالتزام الحياد الإيجابي".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي لم تسمه قوله أن، "أطراف تحالف الاصلاح والاعمار واثقة من نوايا الولايات المتحدة وإيران على حد سواء، بتجنيب العراق تداعيات صراعهما في المنطقة".
وبين المسؤول العراقي أن، "العراق يأمل في أن تنجح مساعيه في تهدئة التوتر بين طهران وواشنطن".
في هذا السياق، أعلن رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي أن بغداد ستستضيف قريباً قمة تضم رؤساء برلمانات ست دول في المنطقة، من بينها السعودية وإيران، وفي الـ 20 من أبريل (نيسان) الحالي، ستُعقد في العاصمة العراقية "قمة بغداد على مستوى برلمانات دول الجوار (6+1)" تحت شعار (العراق... استقرار وتنمية)".
وبحسب نواب في البرلمان العراقي فإن "السعودية وإيران وسوريا وتركيا والأردن والكويت ستشارك في القمة، بدعوة من رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي". وسيحاول رئيس البرلمان العراقي عرض الرؤية العراقية بشأن إمكان التعاون بين دول المنطقة، وفقاً لمنظومة المصالح، في مسعى إلى نزع فتيل التوتر.
وتابعت الصحيفة أنه، "من المنتظر أن ينعكس التوتر الأميركي والإيراني على حظوظ أطراف سياسية عراقية تنشط في الوسط الشيعي"، موضحة أن "العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران تسببت في الحد من قدرة الجمهورية الإسلامية على مد حلفائها السياسيين في العراق بالدعم اللازم لبقائهم في الواجهة، ثم جاء قرار تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية ليضيف المزيد من الشكوك في شأن تحمّل طهران مشقّة تمويل مشاريع سياسية خارجية.
وبينت الصحيفة أن "بعض الأطراف السياسية العراقية ذات الصلة الوثيقة بإيران، ربما تحاول الاستفادة من الانفتاح السعودي على العراق، لتوفير دعم يكفي استمرار حضورها في الساحة".
وقالت إن، "زعماء في مجموعات مسلحة عُرفت بولائها لإيران، عرضت على السعودية مقترحات شراكة اقتصادية في مناطق شيعية جنوب العراق، ما يمكن أن يؤدي للإضرار بالنفوذ الإيراني فيها"، مبينة أن "أطرافا سياسية شيعية في العراق تعتقد أن التعاون مع السعودية سيوفر بديلاً مثالياً من المال الإيراني الذي شحّ بسبب العقوبات الأميركية، لكنها بحاجة إلى إعادة صوغ شكل علاقتها بإيران".
وختمت بأن، "قاسم الأعرجي القيادي البارز في منظمة بدر التي تأسست ثمانينيات القرن الماضي في إيران، لا يخفي إعجابه بالانفتاح السعودي على العراق"، داعياً إلى استثماره بالشكل الأمثل، وتجاوز التحفّظات الشيعية، التي تنطلق من خلفيات طائفية".
ورأى الأعرجي الذي شغل منصب وزير الداخلية في الحكومة السابقة أن "علاقات عراقية واسعة بالسعودية، لن تؤثر في الروابط الوثيقة بين العراق وإيران. ويقول مراقبون "إن نموذج الأعرجي قد يُحتذى به على نطاق سياسي شيعيّ واسع في العراق، كلما ازداد ضغط العقوبات الأميركية على إيران".