بغداد اليوم - متابعة
بدأت الثلاثاء 10 نيسان 2019 في مدينة ميونيخ محاكمة ألمانية متهمة بجريمة حرب وقتل، بعدما تركت فتاة أيزيدية - عراقية تموت عطشاً في نينوى، في أول محاكمة من نوعها لعضو في تنظيم "داعش".
ويعتبر محامو والدة الفتاة، بينهم اللبنانية البريطانية أمل كلوني وحائزة جائزة "نوبل" للسلام ناديا مراد، هذه المحاكمة "سابقة في العالم للجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد ضحاياه الأيزيديين"، الأقلية الدينية الناطقة بالكردية في العراق التي اضطهدها الارهابيون اعتباراً من عام 2014.
وكانت المتهمة، التي قدّمت على أنها جنيفر في (27 سنة) ويمكن أن يحكم عليها بالسجن مدى الحياة، غادرت ألمانيا للالتحاق بـ "داعش" في أيلول (سبتمبر) 2014، كما ورد في محضر الاتهام. ومن حزيران (يونيو) إلى أيلول 2015، كانت تقوم بدوريات الحسبة المكلفة فرض احترام قواعد السلوك واللباس التي حددها التنظيم، وهي تحمل السلاح وترتدي سترة ناسفة في مدينتي الموصل والفلوجة العراقيتين.
ويفيد محضر الاتهام بأنها اشترت مع زوجها في تلك الفترة من مجموعة من السجناء فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات ووالدتها اللتين تنتميان إلى الأقلية الأيزيدية.
وقالت النيابة العامة في بيان: "كانت الفتاة مريضة في أحد الأيام وبللت فراشها، فعاقبها زوج المتهمة بربطها بسلاسل في الخارج في أجواء من الحر الشديد وتركها تموت عطشاً بفظاعة، كما تركت المتهمة زوجها يتصرف ولم تفعل شيئاً لإنقاذ الفتاة".
ورداً على سؤال، قال محامي الدفاع عن الألمانية علي أيدين لمجلة "دير شبيغل" إن "المسألة تتلخص في معرفة ما إذا كان بإمكان موكلتي أن تفعل أي شيء". وذكرت الصحف الألمانية أن نورا بي، والدة الضحية التي تعيش حالياً لاجئة في ألمانيا، قالت للمحققين إن المتهمة لم تتدخل إلا بعد فوات الأوان، وأن الفتاة توفيت بسبب الجفاف.
وأوقفت أجهزة الأمن التركية جنيفر جي في أنقرة في كانون الثاني (يناير) 2016 عندما كانت تريد استصدار وثائق لها لدى السفارة الألمانية، وبعد أيام نقلت إلى ألمانيا. لكن لم يتم وضعها في التوقيف الاحتياطي قبل حزيران (يونيو) 2018 بعدما أوقفت خلال محاولتها العودة إلى الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في سورية.
وذكرت مجلة "دير شبيغل" أن خلال محاولتها الفاشلة الأخيرة هذه، روت لسائقها كيف تعيش في العراق. وكان السائق مخبراً لمكتب التحقيقات الفيديرالي "اف بي آي" الأميركي ويقود سيارة مزودة بمايكروفون. واستخدمت النيابة العامة هذه التسجيلات لاتهامها. وأسرّت جنيفر في. لسائق السيارة بوفاة الفتاة.
وطالب محامو الادعاء المدني الألمان وكلوني وناديا مراد، بإدانة جنيفر في. بجرائم ضد الإنسانية وتهريب بشر والتعذيب. وتخوض كلوني ومراد حملة دولية للاعتراف بالجرائم التي ارتكبت ضد الأيزيديين على أنها حملة إبادة جماعية، لكنهما لن تحضرا جلسة اليوم الثلثاء.
وقالت ناديا مراد: "هذه القضية مهمة لكل الأيزيديين الناجين. كل ناج التقيت به ينتظر أمراً واحداً هو ملاحقة المذنبين، لذلك هذه لحظة مهمة بالنسبة لي ولكل المجموعة الأيزيدية". أما أمل كلوني فرأت أن محاكمة ميونيخ "هي الأولى من محاكمات عديدة".
وفي التسجيل الذي جرى من دون علمها، تبدو جنيفر في، بحسب "دير شبيغل"، مدركة لخطورة الممارسات التي واجهتها الطفلة. وقالت على ما يبدو "كان هذا انتهاكاً حتى في نظر داعش". وأوضحت المجلة الألمانية أن التنظيم فرض عقوبة جسدية على الزوج، بينما ذكرت مجلة "سوددويتشه تسايتونغ" أن الرجل يدعى طه صباح نوري جي، وموجود حالياً في المنطقة الحدودية التركية العراقية.