بغداد اليوم- ديالى
تشكل المدن والقرى المحاذية للحدود العراقية – الإيرانية شرق محافظة ديالى مجتمعا مختلفا بتقاليده واعرافه وتكاتفه وتنوعه القومي والمذهبي، ما خلقت قوة متماسكة لدرء مخاطر الحرب الطائفية في سنوات الدم(2006-2008).
من جانب آخر يمتاز اهالي هذه المناطق بالتحدث بأربع لغات، على الرغم من أن غلبهم أميون ولا يعرفون القراءة والكتابة.
مجلس مندلي: طبيعة البيئة الاجتماعية هي السبب
ويقول عضو مجلس ناحية مندلي(90كم شرق بعقوبة) حيدر ستار في حديث لـ( بغداد اليوم)، إن "السر الاهم يعود الى طبيعة البيئة المجتمعية في مندلي التي تعد اكبر المدن الحدودية شرق ديالى، ساهمت في حديث ابنائها بثلاث لغات في آن واحد ( العربية- التركمانية- الكردية)، فضلا عن جزء كبير منهم يتحدث الفارسية بطلاقة".
ويضيف ستار أنه "يتحدث اللغات الاربع بطلاقة كما الكثيرين في مندلي، والقرى المحاذية لها، وذلك بحكم الانسجام المجتمعي والتعايش السلمي الذي يسود المدينة، ما دفع القوميات الى اتقان لغات القوميات الاخرى، ليرسموا صورة مصغرة من صور البلاد المتعايشة".
ناحية قزانية تتحدث بـ 4 لغات ايضاً !
ومن جهته أكد مدير ناحية قزانية(95كم شرق بعقوبة) مازن الخزاعي، أن "الناحية تمتاز بتنوعها القومي والذي دفع الكثيرين الى تعلم اكثر من لغة منذ الصغر"، مضيفا أن "المدن الحدودية تمتاز بقوة مجتمعها والسلم الاهلي الذي كان عامل ايجابي في تعزيز قدرتها على مواجهة الفتن بالسابق وحافظت على استقرارها في اصعب الاوقات".
ويؤكد اشار عادل كريم وهو مسن من اهالي احدى قرى مندلي لـ(بغداد اليوم)، إن "امي لم تطأ اقدامها مدرسه قط، لكنها تتحدث اربع لغات في ان واحد"، مبين أن "الظروف والتعايش مع الاخريين في ذات القرية جعلتها تتقن لغتهم دون معلم ".
ويوضح كريم، أن "اللغة مهمة في مخاطبة الآخرين"، مشيرا الى أن "اغلب المسنين يتقون اللغات الاربع الا ما ندر".
وفي سياق متصل قال يعقوب حسن، وهو موظف من اهالي قزانية إن "اللغات الثلاث هي الرائجة على لسان الكثيرين من الاهالي"، لافتا الى أن "اللغة الفارسية بدأت بالانحسار في العقود الثلاثة الاخيرة"، منوها أن "التنوع المجتمعي الذي تمتاز به المدينة، من خلال الاختلاط الواسع بين القوميات، تحول الى مدرسة خاصة، فيما يتعلم الطلبة منذ الصغر لغة اقرانهم حتى تسهل عملية التواصل والاختلاط".