بغداد اليوم- متابعة
دعا المرشد الأعلى الإيراني، على الخامنئي، السبت (6 نيسان 2019)، وخلال استقباله رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، والوفد المرافق له، الحكومة العراقية الى اخراج القوات الامريكية من العراق على وجه السرعة.
ونقلت وسائل الاعلام الإيرانية، عن الموقع الالكتروني لمكتب خامنئي، بيانا جاء فيه، أن "العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والعراق تتجاوز العلاقات بين بلدين جارين وان الحكومة والشعب الايراني ترى بان تقدم وسعادة العراق هو لصالحها، الا ان الامريكان خلافا لتصريحاتهم التي يدلون بها يعتبرون الديمقراطية والنشطاء السياسيين في العراق حاليا بضررهم ومن هذا المنطلق يجب على الحكومة العراقية ان تبادر الى اخراج العسكريين الامريكيين من العراق على وجه السرعة".
وأشاد خامنئي، وفق البيان، بـ "المواقف الحكيمة والذكية لعادل عبد المهدي ازاء قضايا العراق والمنطقة"، مشيرا الى أن "من بين الطاقات البشرية في العراق الشباب في هذا البلد بحيث أبلوا في قضية مواجهة فتنة داعش بلاء حسنا وان ما حدث كان حدثا تاريخيا".
واكد، أن "علماء العراق هم إحدى الطاقات البشرية الاخرى في هذا البلد"، مبيناً أن "الامريكيين في البدء من تواجدهم بالعراق قاموا بقتل عدد كبير من علماء العراق لأنهم كانوا يعلمون جيدا أهمية هذه الثروة الهامة".
واعتبر قائد الثورة الإسلامية، أن "الطاقات البشرية والموارد الغنية في جوف الارض لهذا البلد سيحول العراق الى اكثر الدول تأثيرا في العالم العربي"، مبينا أن "امريكا وأذيالها في المنطقة تعارض هذا التحول بالعراق وتعتبر بانه يتعارض مع مصالحها".
واردف قائلا، إن "الحكومة والبرلمان العراقي والنشطاء السياسيين في الوقت الراهن في هذا البلد يعتبرون عناصر غير مرغوبة بها بالنسبة للأمريكيين وعلى هذا الاساس يقومون بالتخطيط لإبعاد هذه المجموعة من الساحة السياسية العراقية".
وبشأن التقارب السعودي العراقي الأخير، أكد خامنئي، أن "التصريحات الامريكية والسعودية بشأن العراق تتعارض مع نواياهم المبيتة"، مشيراً إلى أنه "في الفترة التي كان تنظيم داعش يحتل الموصل فانهم كانوا يزودونهم بالأموال والاسلحة والمعدات، وفي الوقت الحاضر لما قام العراق بدحر داعش يقومون بإبداء الود والصداقة".
وعن تصريحات عبد المهدي بشأن وجود بقايا داعش في العراق، قال خامنئي: " يجب التحلي باليقظة التامة لأنهم إذا شعروا ضعفا في الحكومة والشعب العراقي سيرتكبون جرائمهم مرة أخرى".
واعتبر، ان "تواجد القوات الامريكية في بلدان المنطقة، يكون بضرر بلدان وشعوب المنطقة"، داعيا رئيس الوزراء العراقي الى "اتخاذ اجراءات بإخراج القوات الامريكية من العراق على وجه السرعة".
وتابع قائلاً: "اذا تواجدت القوات الامريكية في اي بلد لفترة طويلة فانه سيكون من الصعب إخراجها".
واعتبر، أن "الهدف الامريكي من التواجد في العراق يتجاوز موضوع التواجد العسكري"، مبيناً ان "وراء البقاء والمصالح الطويلة الامد تشكيل حكومة كالحكومات العسكرية في بدء احتلال العراق".
ووصف توثيق العلاقة بين الحكومة العراقية والمرجعية بانه "مفيد للغاية".
ونقل البيان الإيراني عن عبد المهدي قوله، إنه "رغم هزيمة تنظيم داعش الا ان مازال عناصرها متواجدون في العراق"، مستدركاً أن "الشعب العراقي يتمتع اليوم بظروف أمنية واستقرار جيد".
ولفت عبد المهدي إلى أن "العلاقات القائمة بين العراق والجمهورية الاسلامية الايرانية هي علاقات خاصة ونحن أعلنا باننا لن ننضم الى أي حظر أمريكي ضد إيران".
وكان المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، عادل عبد المهدي، قد كشف، السبت (6 نيسان 2019)، تفاصيل اللقاء الذي جمعه بالمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، الذي تم في طهران اليوم، خلال زيارة عبد المهدي الى الجمهورية الإسلامية.
وقال المكتب الإعلامي لعبد المهدي في بيان له، إنه "التقى في طهران بالمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي الخامنئي، الذي استقبله بمكتبه اليوم في العاصمة طهران".
وأكد عبد المهدي، وفق البيان، أن "الحكومة العراقية لديها من القوة والعزيمة ما يحبط اية محاولة ارهابية لزعزعة الامن والاستقرار، وان شعبنا استطاع بوحدته وتضحياته الغالية ودفاعه عن ارضه ومقدساته دحر عصابة داعش وهو نصر للمنطقة والعالم".
وأشاد بـ "وقوف الجمهورية الاسلامية الى جانب الشعب العراقي ضد الارهاب حتى تحرير كامل اراضيه، وعزم الحكومة العراقية على تطوير العلاقات مع ايران في جميع المجالات والسعي المشترك لتنفيذ الاتفاقيات".
وشدد على "نهج الحكومة العراقية القائم على تقوية المشتركات وتعزيز فرص التعاون مع جميع دول الجوار وعدم الدخول بمحور على حساب اية دولة ورفض سياسة المحاور والرغبة بإقامة علاقات تخدم جميع شعوب المنطقة"، مشيرا الى "جولة قريبة تشمل دول المنطقة والجوار العربي لتعزيز هذا النهج".
واكد الخامنئي، وفق البيان، على ان "العلاقات بين العراق وايران تأريخية وعميقة، وأن اواصر العلاقة التي تربط الشعبين الجارين تعززها الارادة والرغبة المشتركة للبلدين في تحقيق المصالح المشتركة"، مشيدا بـ "شجاعة الشعب العراقي وهزيمة الارهاب امام ارادته ودفاعه عن ارضه ومقدساته، وان الحكومة العراقية قوية وقادرة على سد الثغرات بوجه الإرهاب".
وأضاف المرشد الإيراني، أن "العراق اليوم يمثل مركز ثقل اقليمي كبير لصالح شعوب ودول المنطقة"، معربا عن "ثقته الكبيرة بالحكومة العراقية في تحقيق المزيد من النجاح وتلبية تطلعات الشعب العراقي بجميع مكوناته".