الصفحة الرئيسية / خليجيون: مغادرة تميم للقمة العربية كشفت مستقبل الأزمة الخليجية

خليجيون: مغادرة تميم للقمة العربية كشفت مستقبل الأزمة الخليجية

بغداد اليوم - متابعة

أثارت مغادرة الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، لقاعة القمة العربية التي عقدت، الأحد (31 اذار 2019)، في تونس، العديد من التساؤلات حول مستقبل مقاطعة الرباعي العربي مع الدوحة.
وبحسب الخبراء، في بعض الدول المعنية، فإن الأزمة باتت أبعد من الفترة الماضية، أو أنها باتت على نفس المسافة، خاصة في ظل تباين الآراء حول سبب مغادرة الأمير تميم للقمة قبل أن يلقي كلمته. 
من ناحيته قال اللواء عبد الله بن غانم الخبير الاستراتيجي السعودي، إن مغادرة أمير قطر من جلسة القمة العربية في تونس، تؤكد الأزمة الخليجية هي قطرية بالدرجة الأولى، وأن ما وصفه بـ "الهروب الكبير" لأمير قطر من القمة العربية، دون أي سبب، يؤكد شعور الأمير بعزلة وسط القادة العرب. 

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك" اليوم الاثنين، أنه لم يشر أي من القادة العرب إلى قطر أو أميرها، إلا أن  الأمير تميم انسحب دون أي مبرر، وهو ما يؤكد أن قطر لا تملك ما تقدمه لأشقائها العرب. 

وشدد على أن الرباعي العربي لا يوجد لديه طلبات من قطر، بل له اشتراطات تتعلق بالأمن القومي العربي والوطني للدول العربية، إلا أن قطر أصبحت في مأزق في الوقت الراهن، وهو ما برهنه مغادرة أميرها للقاعة خلال أكبر تجمع عربي. 
​وتابع أنه إذا كان الأمر يتعلق بالإشارة التي قالها الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والتي ندد فيها بالتدخل التركي والإيراني في الشؤون العربية، فإنه سيكون  "أكثر سخرية"، نظرا لعدم وجود أي مبررات لانزعاج قطر من هذه الإشارات، في ظل عدم حاجة تركيا أو إيران لتعاطف قطري. 
وأكد أن المقاطعة العربية مع "تنظيم قطر" ما زالت  على مسافة واحدة حتى الآن، خاصة أن اشتراطات الرباعي العربي لم تتغير، وأن قطر لا تحمل سوى المشروع التخريبي في المنطقة، حسب نص قوله. 
وأوضح أن الرباعي العربي، لا يعارض الحل وأن اشتراطاته التي أعلنها تؤكد أنه يسعى للحل وفق هذه الاشتراطات. 

اتساع الفجوة 

من ناحيته قال الدكتور علي الهيل السياسي القطري، إنه لا أفق للحل بشأن الخلاف القائم بين قطر وما وصفها بـ "دول الحصار" العربي.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، أنه بعد انتهاء القمة العربية في تونس، اتضح أنه لا بارقة أمل تلوح في الأفق القريب، وأن الفجوة أصبحت شاسعة بين قطر وما وصفها بـ"دول الحصار"، خاصة أن رؤى قطر وتركيا وعمان والكويت أصبحت واضحة بشأن بعض القضايا في المنطقة العربية، وهو ما يؤكد أن الحل أصبح بعيدا جدا، حسب نص قوله. 

وتابع أن كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية، زادت الفجوة، خاصة أنه نأى بالقضايا العربية الكبرى، وتحدث عن التدخل الإيراني والتركي، وهو ما لم يرق للجانب القطري. 

قطر والحلفاء

من ناحيته قال عبد الله الجنيد السياسي البحريني، إن قطر اختارت استنزاف جميع حلفائها في الأزمة، وأن تصريح  وزير الدولة العُماني السيد يوسف بن علوي عبد الله،  بداية التحولات الكبرى من قبل حلفائها الخليجيين، وأن فتور مجهودات الوسيط الكويتي تعطي نفس الانطباع. 

وأضاف في تصريحات بحسب "سبوتنيك"، الاثنين، أن ذلك الفتور قد يكون أحد الأسباب، التي دفعت أمير قطر إلى مغادرة قمة تونس دون إيضاح أسباب مغادرته، مما أربك الإعلام القطري، والآلة الإعلامية التابعة لها.
وأوضح أن قطر قد قرأت بعض الإشارات في كلمة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم في الاجتماع الثاني عشر لرؤساء المجالس التشريعية الخليجية في جدة، وتحديدا في دفاعه عن ما تمثله السعودية، وقيادتها في الوجدان العربي، واستهجانه الشديد لحملة التشويه التي تتعرض لها المملكة ورموزها السياسية، من قبل دول و مؤسسات إعلامية. 

وشدد على أن قطر تدرك أنه لا مناص لها من الالتزام بما تعهدت به في 2014، وبعد إمهال الأمير الشيخ تميم بن حمد ثلاث سنوات لإنجاز ذلك.

وتابع أن آفاق الأزمة تحددها القيادة السياسية في قطر، وهي تدرك في نفس الوقت أنها مرشحة لخسارة حق استضافة كأس العالم 2022، أو فشله في حال استمرت الأزمة، خاصة أن تنظيم كأس العالم هو جوهرة التاج في استراتيجية الدوحة الوطنية. 

الرئاسة التونسية تحسم الجدل 

كشفت الناطقة الرسمية باسم الرئاسة التونسية، سعيدة قراش، تفاصيل ما صدر من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل حضوره القمة العربية التي انعقدت أمس الأحد.
وقالت المسؤولة التونسية، في حوار إذاعي، إن أمير قطر أبلغ تونس مسبقا بأنه سيحضر الافتتاح ثم يواصل وزير الخارجية القطري تمثيل قطر في القمة، مؤكدة أنهم كانوا على علم مسبق باعتزام الأمير قطر مغادرة القمة.
وغادر أمير قطر القمة العربية فور انتهاء كلمة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي والأمين العام لجامعة الدول العربية، دون توضيح السبب.

1-04-2019, 14:38
العودة للخلف