بغداد اليوم - متابعة
وجّه قيادي بارز في تنظيم “داعش” دعوة لعناصر التنظيم بالتنصل من بيعتهم لأبي بكر البغدادي زعيم التنظيم، و”ضرب عنقه” كي يكون عبرة لغيره، فيما تضاربت الأنباء حول مكان وجود البغدادي.
وجاءت دعوة أبو محمد الحسيني الهاشمي هذه، الذي شغل مناصب مهمة في “داعش”، والذي يعتقد أنه ابن عم البغدادي، في كتاب جديد تحت عنوان “كفوا الأيادي عن بيعة البغدادي”. وإلى جانب الانتهاكات التي يكشفها الكتاب، فإن صدوره في هذا التوقيت يلقي الضوء على صراع محموم داخل التنظيم، قد يفضي إلى محاولة اغتيال زعيمه على يد أحد رجاله.
ويكشف الكتاب الذي يتكون من 231 صفحة وشارك في مراجعته والتقديم له قياديان آخران بالتنظيم، هما أبو عبد الرحمن المرداوي، وخباب الجزراوي، يكشف عن أن البغدادي قتل العديد من “فقهاء التنظيم والجهاديين” الذين بايعوه، وانتقلوا من تنظيم القاعدة إلى جماعته بعدما بدأ تأسيس دولته المزعومة، باحتلال مساحات شاسعة من العراق وسوريا.
وتضاربت الأنباء حول مكان وجود البغدادي، وما إذا كان على قيد الحياة أم إنه في عداد الأموات، لأنه لم يظهر إلا بتسجيلات صوتية منذ إعلان الخلافة. فبعد المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بدعم من التحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد تنظيم “داعش” في آخر معاقله في الباغوز شرقي سوريا، لم يتضح بعد مصير زعيمه عبد الله الابراهيم عواد السامرائي، الملقب بـ”أبو بكر البغدادي”.
صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية أكدت في تقرير لها نشر في مارس الجاري، أن عناصر تنظيم “داعش” يشعرون بـ”غضب وخيبة أمل عميقة”، لأن زعيمهم اختفى في الصحراء بدلاً من المشاركة في المعركة الأخيرة للتنظيم في بلدة الباغوز.
ونقلت “صنداي تايمز” خلال مقابلة لمراسلها في العراق مع عنصر داعشي كندي، تحتجزه قوات سوريا الديمقراطية، أن “البغدادي يختبئ في مكان ما، والناس غاضبون”.
وأفاد مصدر مقرب من القوات الأمريكية الموجودة بالعراق أن البغدادي يحاول إعادة ترتيب صفوف مسلحي التنظيم مستخدما صحراء الأنبار معسكرا جديدا للتنظيم.
وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد نشرت تقريرا تضمن مقابلة حصرية أجراها مراسلها مارتن شلوف في سوريا مع شاهد عيان بعنوان: “رأيت زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بعيني”، في فبراير الماضي، أكد فيها الشاهد أن عناصر أجنبية تابعة لتنظيم “داعش” خاضت معركة استمرت يومين ضد حراس أبو بكر البغدادي إلا أن هؤلاء الأشخاص خسروا المعركة وقتلوا.
ويرى الكاتب فاروق حسين أن “ما ورد من أخبار عن البغدادي لم تكن سوى تكهنات، وكانت أجهزة الاستخبارات العسكرية العراقية ماهرة في تتبع خطواته من غير أن تنجح في الظفر به”.
ويضيف فاروق حسين، في مقال له نشر السبت الماضي في موقع ميدل إيست أونلاين: “هناك احتمالان فيما يتعلق بتلك الأخبار، إما أن تكون كاذبة ومضللة وهو أمر وارد في الحروب، أو أن تلك الأجهزة الاستخباراتية لم يكن مسموحاً لها أن تقترب من الرجل الثمين، حتى وإن اهتدت إلى مكانه”.
ويوضح أن البغدادي اختفى من الشاشات التي ظهر عليها مرة واحدة لا غير، ولكن هل اختفى من الواقع الذي مثل فيه دوراً افتراضياً، وكان بمثابة فاصلة بين تاريخين؟.
والبغدادي من مواليد 1971 بمدينة سامراء العراقية التابعة لمحافظة الأنبار، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الشرعية، وسبق له أن اعتقل وسجن في سجن بوكا الذي كان يديره الأمريكيون بالعراق، وكان ضمن مقاتلي تنظيم القاعدة في العراق، وقاد العديد من هجماته المسلحة على مواقع أمريكية، وبعد ذلك على مواقع تابعة للحكومة العراقية.