الصفحة الرئيسية / استقرت أربع رصاصات بجسده.. الناجي الوحيد من مجزرة سنجار يروي تفاصيل هروبه

استقرت أربع رصاصات بجسده.. الناجي الوحيد من مجزرة سنجار يروي تفاصيل هروبه

بغداد اليوم متابعة 

كشف الناجي الوحيد من مجزرة قضاء سنجار إدريس بشار سلو، السبت 23 آذار 2019، تفاصيل هروبه، بعد أن أفرغ أحد عناصر تنظيم "داعش" الارهابي 4 رصاصات في جسده.

وقال سلو: "في السادسة صباحاً من يوم 3/8/2014  سيطر داعش على قضاء سنجار وقرية كوجو، التي تبعد حوالي 21 كم عن القضاء، إلا أن حوالي 540 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، من أصل 1740 (وهو عدد سكان القرية)، هربوا قبل ذلك بساعات باتجاه سنجار، إلا أنه تم أسر 125 منهم من قبل داعش، وأعدم 12 رجلاً في الحال".

وتابع: "جلبوا السيارات وقالوا لنا سنخرجكم من القرية كمرحلة أولى، وبعدها نجلب نساءكم وأطفالكم، فركبنا، وانطلقوا بنا باتجاه طريق مخالف لما تم الاتفاق عليه، عندئذ أيقنا أنها النهاية"، مشيراً الى أن "من حاول الهروب في تلك اللحظة قتل في الحال، ومن ضمنهم ابن عمي".

ولفت الى أنه: "أنزلونا في أحد الأماكن وأمرونا بالاستلقاء، كنا نحو 400 رجل وشاب، عندها بدأ عناصر داعش بالتكبير، وراحوا يطلقون الرصاص علينا، أصبت بأربع رصاصات في أنحاء متفرقة من جسمي. وفي هذه الأثناء، جاءت الطائرات، فتشاوروا وقرروا الانتقال على الفور من المكان".

وعن تلك اللحظة، قال سلو، الذي كان يرتدي في حينه ثياباً رصاصية اللون: "سمعت الداعشي الذي أطلق النار علي يقول لصاحبه، إن صاحب الثوب الرصاصي لم يمت، لأن سلاحه فرغ من الرصاص، فرد صاحبه: لقد اقتربت الطائرة دعونا نغير المكان".

وبين: "مع اقتراب الطائرات هرب عناصر داعش مع من تبقى حياً من الرجال، فأخذوهم إلى مكان آخر حيث تم إعدامهم".

وأوضح سلو أنه "كان مع نحو 60 رجلاً ممن تم إطلاق النار عليهم في هذا المكان، وكلهم من أقاربه (أبناء عمه وإخوته وأقربائه) الذين توفوا جميعاً".

وعن تلك المجزرة قال: "كانت أشبه بكابوس، شعرت وكأنني غائب عن الوعي، أردت فقط الاستيقاظ للتأكد من أن ما جرى كان حقيقياً".

وعند سؤاله كيف نجا، أجاب: "زحفت برجلي المكسورة وجسدي النازف المضرج بالدماء إلى بستان قريب. مكثت هناك من الساعة الـ1ظهراً حتى الساعة الـ7 مساء دون أن أفقد الوعي".

وتابع: "شاهدت 4 أشخاص مصابين حاولوا الهروب نحو البستان، ولكن سيارة داعشية رأتهم، فقتلوا على الفور على بعد 200 متر من مكان اختبائي".

كما أكد أن جميع الرجال قتلوا: "رأيت كل ما جرى بأم عيني، قتل جميع الرجال وحتى الشباب والأطفال بعمر الـ10سنوات".

واردف: "زحفت مصاباً لمدة 4 ساعات تقريباً حتى وصلت إلى إحدى القرى، لكن أهل القرية رفضوا استقبالي خوفاً من الدواعش، باستثناء رجل مسن حملني وأخذني إلى مزرعة بعيدة وأخفاني هناك. وبعد ساعة تقريباً بدأت شيئاً فشيئاً أفقد الوعي، لكنني كنت قد ضمدت جروحي بقوة لكي أمنع خروج الدم بكثرة حتى لا أموت بسرعة"

وتابع: "استسلمت لقدري، مدركاً أن الموت طرق بابي في تلك اللحظات، لأن الوقت طال دون منقذ".

واشار الى أنه: "قبل أن أفقد وعيي بشكل تام، أحسست بشخص يحملني دون أن أستطيع تمييز وجهه. وبعد حوالي 24 ساعة فتحت عيني وإذا بي في بيت رجل عربي من أهل إحدى قرى العكيدات-لن أذكر اسمه خوفا عليه حالياً- عالجني وبقيت عنده لمدة 45 يوماً، حيث كان يعتني بي ويجلب لي الضمادات والطعام خفية خوفاً من داعش".

وواصل سلو حديثه: "بعد 45 يوماً، تعافيت فطلبت من منقذي أن يخرجني ويهربني إلى كردستان، ففعل وهربت ليلاً باتجاه دهوك".

وأضاف متأسفاً: "الدواعش كانوا من أهل القرى المحيطة بنا، وقد فقدت 9 أفراد من عائلتي. وفي مجزرة كوجو، رأيت أختي وزوجها وابنها يقتلون أمامي، وقد ألقي بهم لاحقاً في بئر في منطقة علو عنتر".

وعن أطفاله قال: "لقد جند الدواعش أطفالي الصغار وألبسوهم ملابس الدواعش وعلموهم على التطرف والإرهاب".

واختتم: "أما اليوم وبعد كل تلك المآسي التي شهدها، يعمل سلو في كردستان العراق على إنقاذ الفتيات الأيزيديات المختطفات ضمن إحدى الجمعيات، وقال: "لقد أنقذت 227 فتاة وامرأة وطفلا".

المصدر: العربية نت

23-03-2019, 02:39
العودة للخلف