الصفحة الرئيسية / صحيفة بريطانية: ايران خسرت الصدر والعبادي والحكيم بسبب سليماني.. هذا ما نصح به السيستاني

صحيفة بريطانية: ايران خسرت الصدر والعبادي والحكيم بسبب سليماني.. هذا ما نصح به السيستاني

بغداد اليوم - متابعة

قالت صحيفة بريطانية، الخميس، 21 آذار، 2019، إن ايران تسعى إلى ترميم صورتها في العراق بعد فشل "سياسات" الحرس الثوري، فيما بينت ان المرجع الديني السيد علي السيستاني شجع، خلال استقباله الرئيس الايراني حسن روحاني، المؤسسة الدبلوماسية والسياسية في طهران على التقدم إلى الواجهة.
وقالت صحيفة الاندبندنت بنسختها العربية في تقرير لها إنه "بسبب السياسات التصعيدية، التي انتهجها الحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، خسرت طهران بعضاً من أهم حلفائها الشيعة في العراق، بينهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم".
واردفت: "يبدو أن إيران قررت الآن تغيير آلياتها في التعاطي مع الشأن العراقي، في محاولة لترميم صورتها المهشمة في هذا البلد".
وتابعت أن "الرئيس الإيراني حسن روحاني كان واضحا أنه يحاول، في زيارته الأخيرة إلى العراق، إقناع قطاعات مؤثرة في المجتمع العراقي بأن بلاده يمكن أن تقدم خيارات مختلفة لحلفائها في المنطقة، وأن الشكل الذي جسده القائد البارز في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، خلال السنوات الماضية، ليس هو الخيار الوحيد الذي يمكن التعامل معه".
وكان روحاني التقى في بغداد الرئيس برهم صالح ورئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، قبل أن يتوجه إلى النجف للقاء المرجع علي السيستاني.
والتقى روحاني في كربلاء زعماء مجموعة من أكبر القبائل الشيعية في وسط العراق وجنوبه، ليحفز أسئلة كثيرة في شأن أهداف الزيارة وتوقيتها.
ونقلت الصحيفة عن أمير موسوي، وهو دبلوماسي إيراني سابق خدم في الجزائر، وينشط في المحطات الفضائية الناطقة بالعربية، مدافعاً عن وجهة النظر الرسمية لبلاده، قوله إن "زيارة روحاني، وجولة لقاءاته مع مختلف الأطراف في بغداد والنجف وكربلاء، تشيران إلى أن "ملف العراق انتقل من الحرس الثوري الإيراني إلى المؤسسة السياسية الرسمية".
وتابعت أن "تعليقات موسوي حظيت باهتمام بالغ في الأوساط السياسية العراقية، إذ تزامنت مع جدل إيراني داخلي في شأن الشكل الذي يجب أن تبدو عليه صورة الجمهورية الإيرانية في المنطقة. فقبل أن يبدأ روحاني زيارته إلى العراق، تفجرت في طهران أزمة دبلوماسية كبيرة، إثر استقالة وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف بسبب استبعاده من مراسم استقبال رئيس النظام السوري بشار الأسد، خلال زيارته إلى إيران".
ولمح ظريف، شارحاً الظروف التي دفعته إلى الاستقالة، إلى أنه "لم يعد يجد مجالاً للتأثير في نطاق السياسة الخارجية الإيرانية، بعدما استحوذ الجنرال سليماني على جميع الخيوط في العراق وسوريا".
وأردفت أن "عودة ظريف عن استقالته، التي قيل إنها جاءت بناءً على وعود بتسليم ملف العراق للمؤسسة السياسية بدلاً من العسكرية في إيران، برهنت على قناعة طهران المتنامية بضرورة سلوك منهج معتدل، إذا أرادت الحفاظ على مصالحها في المنطقة، في ظل الضغط الأميركي المستمر، الذي تمثله عقوبات اقتصادية قاسية".
واوضحت الصحيفة نقلا عن أوساط مقربة من مرجعية السيستاني في النجف قولها إن "النموذج الذي قدمه الجنرال الإيراني لشكل العلاقة الذي تريده إيران، يقوم على تبعية العراق لها، فضلاً عن جر شيعة العراق إلى صدامات لا آخر لها مع مختلف الأطراف في المنطقة".
وبينت أن "المؤسسة الدينية في النجف ترى أن عشرات الآلاف من الشبان العراقيين الشيعة، سقطوا في نزاعات عبثية تخوضها إيران في العراق وسوريا، وقد بات ضرورياً وضع حد لهذه المسألة"، موضحة أن، "السيستاني شجع، خلال استقباله روحاني، المؤسسة الدبلوماسية والسياسية في طهران على التقدم إلى الواجهة، بعدما تسببت سياسة الجنرال سليماني المتشددة في تنفير شيعة العراق من النفوذ الإيراني في بلادهم".
وأضافت أن "إيران تخشى أن تتسبب السياسات التصعيدية للحرس الثوري في دفع الجمهور الشيعي في العراق نحو أحضان منافسين. إذ تمثل الولايات المتحدة، إلى جانب السعودية، بديلين محتملين في هذا السياق.
وتابعت أن، "المخاوف الإيرانية يبدو أنها متصلة بالواقع، إذ تلعب المجموعات العراقية المسلحة المدعومة من طهران، أدواراً سلبية في التضييق على حريات المدنيين في وسط العراق وجنوبه".
وذكرت أن "هذه القراءة الإيرانية المتأخرة ترجمت على أرض الواقع برغبة روحاني، ومن قبله وزير الخارجية ظريف، بتوسيع قاعدة التواصل مع العراق، ليشمل فضلاً عن الطبقة السياسية، رجال الدين الشيعة المؤثرين وزعماء القبائل الكبيرة".
ونقلت عن مصادر عراقية مواكبة قولها إن، "روحاني وظريف حاولا خلال لقاءاتهما مع زعماء القبائل العراقية تبديد المخاوف وتصحيح الصورة، على أمل ترسيخ الشراكة مع قطاعات مهمة من المجتمع".
واضافت أن "هذه اللقاءات ما هي إلا بداية لحملة علاقات عامة واسعة تنفذها إيران لتصحيح صورتها في العراق، أملاً في كسب ود الجمهور".
وختمت أن "الإيرانيين يعتقدون وفق مراقبين، أن العراق هو إحدى آخر القلاع المتاحة أمام طهران، للاحتماء من الضغوط الأميركية المتزايدة. وإذا لم ينجح الإيرانيون في ترميم صورتهم في العراق، فلن يتمكنوا من ضمان دعم هذا البلد في وجه العقوبات الأميركية".
 

21-03-2019, 07:34
العودة للخلف