بغداد اليوم - بغداد
أكد علي العبندي الصحافي السعودي المعارض المقيم في واشنطن ، أن العراق بحاجة الى ان يخرج من دائرة التجاذبات السياسية الخليجية بين قطر والسعودية او بين دول اخرى، مبينا أن هناك علاقات شخصية مع شخصيات سياسية ودول الجوار ازدادت قوة بعد سقوط نظام صدام حسين والدليل هو الدعوة الى ابعاد الصراع السعودي - الايراني على ارض العراق.
وقال العبندي، في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "البحث عن موطن قدم لتحقيق النفوذ السياسي من السعودية او غيرها بعد الانفتاح الاخير مع العراق يعد عرفا دوليا، والحالة العراقية ليست استثناء، فما بعد اسقاط النظام الدكتاتوري عبر صدام ومنظومته الامنية سارعت شخصيات سياسية لخلق جسور مع تيارات تخدم مصالحها لامصالح الشعب العراقي".
وأضاف، أن "هناك علاقات شخصية مع شخصيات سياسية ودول الجوار ازدات قوة بعد سقوط صدام وهذا ما يفسر ما تقوله الاصوات السياسية التي تدعو الى ابعاد الصراع السعودي - الايراني عن ارض العراق، الا ان الازمات السياسية والامنية التي تلقي بظلالها على العراق امتدت الى ان يصبح منطقة نفوذ سياسي بين دول الخليج العربي، اي ان الامر تجاوز حدود النفوذ الايراني السعودي بل اصبح خليجيا بعد اشتعال الازمة السياسية المفتلعة ضد قطر والتي لاتزال مستمرة منذ عامين".
واوضح العبندي، أن "الصراع على النفوذ في العراق بين الوجوه الجديدة لشيوخ الخليج حالة قائمة وتتجلى في تحقيق التحييد وضمان ولاء الحكومة العراقية، اي ان كلا الدولتين قطر اوالسعودية من اهدافهما تحقيق النفوذ مع تحيد مع ضمان ولاء الحكومة العراقية وهذا ما يفسر فتح السفارة السعودية ومحاولة زيارة محمد بن سلمان للعراق ، بالاضافة الى الدور السياسي القطري في اقامة علاقات متنوعة مع العراقين وحلفائهم الايرانين، مما اعطى فرصة لتحقيق مزيد من النفوذ السياسي القطري داخل العراق على خلاف الجانب السعودي".
وبين الصحفي السعودي، أن "العراق بحاجة الى خلق فرص استثمار وتبادل تجاري مع الدول المحيطة ، وموقعه وضعه بمناطق صراع سياسي وامني في الشرق الاوسط ما جعل عملية النهوض الاقتصادي غاية في التعقيد ، وهناك نشاط اقتصادي سعودي ينظر له بعين الريبة ويجب ان لا تدفع حاجة العراق للاستثمارات حكومته بالانزلاق في مستنقع الخلافات الخليجية والاصطفاف مع الرياض او الدوحة ويبقى المواطن العراقي يحتفظ بذاكرة لاتمحيها البضائع السعودية ولا العلاقات السياسية القطرية التي دائما محل نقد بسبب الإرث السياسي الدكتاتوري".
وأشار العبندي، الى أن "العراق بحاجة ايضا الى ان يخرج من دائرة التجاذبات السياسية الخليجية بين قطر والسعودية او بين دول اخرى خليجية وبين السعودية وايران"، مبينا انه "ينبغى للحكومة العراقية النظر الى ان تقدم مصالح الشعب العراقي وارضاء وتحقيق الرفاه الاقتصادي ومستوى عالي امنيا ولاتعطي اهتماما للصراع الخليجي".
وكان وزير التجارة القطري، بن احمد الكواري، قد زار الأحد، 17 آذار، 2019، العاصمة بغداد على رأس وفد تجاري كبير، وناقش ملفات تتضمن المساهمة في إعادة الإعمار للمحافظات والمناطق المتضررة في أثناء الحرب على داعش".
قبيل ذلك زار، وفد اقتصادي واستثماري سعودي، بعضوية وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان بغداد، يومي الخميس والجمعة الماضيين وبحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
فيما أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الخميس (14 اذار 2019)، أن الحكومة العراقية تضع في مقدمة اولوياتها الانفتاح على دول الجوار واقامة علاقات تخدم الامن والاستقرار لشعوب المنطقة، لافتاً الى أن سيزور السعودية قريباً.