بغداد اليوم - متابعة
نشرت صحيفة "الخليج اونلاين" الالكترونية، الاثنين (18 اذار 2019)، تقريراً حول المخدرات في العراق، مشيرة الى أنها مشكلة جديدة أخرى باتت ترعب العوائل العراقية، التي تحاول جاهدة الحفاظ على أبنائها وبناتها من الإنجراف خلف مظاهر عرفتها البلاد منذ سنوات، قد تودي بمستقبلهم.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن "المشكلة هذه المرة تتعلق بالمخدرات، حيث يلجأ عراقيون لباحثين اجتماعيين وما ينشر في هذا الخصوص عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ لتجنيب أبنائهم الإنزلاق إلى هاوية المخدرات".
وأضافت، أن "تلك المخاوف التي تنتاب الأسر العراقية لم تأت من فراغ؛ فقد حذرت أوساط تربوية، من انتشار المخدرات وحبوب الهلوسة، في المدارس والكليات، من خلال شبكات تنتشر بين الطلبة".
ونقلت الصحيفة عن المشرف التربوي حسين الحديثي، قوله: إن "المخدرات نشطت بشكل ملحوظ في خلال العام الدراسي الحالي"، مبيناً أن "هذا ما لاحظه أساتذة على طلبة في عدد من مدارس العاصمة بغداد".
واشار وفقا للصحيفة، الى أن "ما لاحظه أساتذة المدارس أعراض مختلفة بدت ظاهرة على وجوه الطلاب وتصرفاتهم من أبرزها الخمول واحمرار العين، فضلاً عن التغيرات السلوكية".
وبين، "من هذه التغييرات الانعزال عن بقية الطلبة، الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة دون أي حركة. الخمول الواضح عند المشي وشرود في الذهن".
وأكد المشرف، بحسب الصحيفة، أن "وزارة التربية شكلت لجاناً مختصة مهمتها التنسيق مع نظيرتها وزارة الداخلية؛ وذلك من أجل تعقب من يبيع المخدرات في المدارس، ومتابعة مروجي هذه السموم إلى الحرم المدرسي".
ويعتبر الحديثي دور وزارة التربية في الجانب الرقابي "ضعيفاً جداً"، والسبب بحسب قوله "قلة عدد الباحثين النفسيين والاجتماعيين، وعدم منحهم أبسط الصلاحيات، فضلاً عن تكليفهم بالعمل الإداري المنافي لطبيعة عملهم المهم والضروري في المدارس".
وحذر الباحث في علم النفس التربوي، د. زيد الدليمي، وفقا للصحيفة، من انتشار تعاطي المخدرات في المدارس والمعاهد والجامعات، ويقول إنها تبدأ بتدخين السجائر العادية.
وأوضح الدليمي، بحسب صحيفة "الخليج أونلاين" أنه "ومن خلال نتائج أبحاث ودراسات عديدة، أُثبت أن تعاطي أي مخدرات، خاصة بالنسبة لطلبة المدارس يكون بشكل تدريجي انطلاقاً من السجائر، التي تليها تدخين سيجارة الحشيشة وصولاً إلى أنواع أخرى".
ولفت الدليمي، الى "بسبب ما تدره تجارة المخدرات من أرباح طائلة للعاملين في تجارتها، يحاولون نشرها بين أوسع شريحة ممكنة في المجتمع"، مبينا أن "المراهقين والشباب يمكن بسهولة استدراجهم للتعاطي، لذلك يعملون المروجون لهذه التجارة على نشرها بين أوساط هذه الفئات".
وأشار، وفقا للصحيفة، إلى أن "ما يتوجب عمله هو تصدي مؤسسات الدولة مثل التربية والتعليم وحتى الأجهزة الأمنية لهذه الآفة الخطيرة".
وذكرت الصحيفة، أن "نبيلة توفيق (49 عاماً)، تقول إنها تفتش بشكل يومي ملابس أولادها وخزائنهم، حتى كبيرهم الذي تخرج من الجامعة العام الماضي، وتتحسس وجوههم وتراقب تحركاتهم؛ خوفاً من أن "يجرهم أصدقاء السوء إلى تعاطي المخدرات، وأنها ليست الوحيدة بين الأمهات التي تفعل هذا المر، بل أن من تعرفهن من جاراتها وقريباتها ينتابهن الشعور نفسه".
وشددت نبيلة، بحسب الصحيفة، أن "الخوف ليس فقط على الأولاد، بل البنات أيضاً؛ علمت أن فتيات يتعاطين حبوباً مخدرة. إنها كارثة".
في حين يقول أمين الهلالي، الموظف في وزارة التجارة، حسب ما نقلت الصحيفة، إنه "عمل بنصيحة زملائه وأصبح يتابع برامج متخصصة بالكشف عن تعاطي الأشخاص للمخدرات، والتعرف على هذا من خلال سلوكياتهم".
وأكد، أنه "على تواصل مع طبيب نفسي؛ ليدلني كيف أتصرف مع مشاكل أبنائي وبناتي، وكيفية تجنيبهم الإنزلاق إلى هاوية تعاطي المخدرات"، مبيناً أن "هذا ما يفعله العديد من أرباب الأسر".
ولفتت الصحيفة، الى أن "الجهات الأمنية تباشر دورها في تقفي المعلومات لكشف العصابات التي تعمل على نشر المخدرات بين الطلبة، وهو ما يؤكده، المقدم محمد جهاد علي، الضابط في قسم الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية، أنه وحسب توجيهات الوزارة نضم قسم الشرطة المجتمعية حملات توعوية شملت المدارس والمعاهد والجامعات في بغداد والمحافظات؛ لتوعية إدارة المؤسسات التعليمية حول مخاطر المخدرات، وما هي الأعراض التي تظهر على الشخص المتعاطي".
وأضاف علي، وفقا للصحيفة، "يعتبر العراق ممر مهم لتجار المخدرات قادمين من أفغانستان وإيران"، مستطرداً بالقول: "وزارة الداخلية وبالتعاون مع قيادة حرس الحدود شنت العديد من الحملات الأمنية لمنع مرور تلك السموم إلى البلد".