بغداد اليوم-متابعة
نشرت صحيفة لوس إنجلس تايمز، تقريرا سلطت الضوء فيه على الصعوبة التي تواجه القوات الأمنية في ملاحقة الخلايا النائمة لتنظيم داعش، فيما لفتت الى ان العراق فشل في إنشاء شبكة استخبارية لاجتثاث ما تبقى من مسلحي التنظيم.
وذكرت الصحيفة، أن الوقت كان بعد مغيب شمس يوم الاربعاء الماضي عندما انطلقت ثلاث باصات خارج الموصل سالكة طريقاً صحراوياً مهجوراً باتجاه الجنوب الشرقي وهي تحمل قوات من الحشد الشعبي، مضيفة ان أضوية المدينة كانت ما تزال تلوح خلفهم عندما تعرضت السيارات لهجوم من قبل مسلحين ادت الى استشهاد 6 أفراد وجرح 31 مقاتلاً آخرين. السلطات العراقية سارعت بتحديد الفاعل على أنهم من مسلحي تنظيم داعش.
وأشارت الى ان الهجوم الذي يعد من أعنف الحوادث الامنية منذ إعلان النصر على داعش في كانون الاول عام 2017 يعد مؤشرا واضحا جدا على ان الحرب ضد داعش لم تنتهِ بعد، لافتة الى أنها مجرد مرحلة انتقلت الى مرحلة جديدة من تنفيذ الهجمات، تنظيم داعش يحاول إثبات وجوده ورجوعه في حين يحاول الجيش العراقي اجتثاث الخلايا النائمة من مسلحي التنظيم والمتعاطفين، التي ماتزال متواجدة في المناطق المترامية التي كانت تحت سيطرتهم سابقا.
وأردفت: بعد خسارته للمناطق التي كان يسيطر عليها لجأ التنظيم لجذوره السابقة باستخدام مجاميع عمليات مستقلة صغيرة لتنفيذ هجمات محدودة النطاق واغتيالات وإعادة تنشيط عملياته في التهريب وأخذ الفدية.
ونقلت الصحيفة، عن شمخي منصور، عقيد في القسم الاستخباري لجهاز مكافحة الإرهاب، قوله: "نحن لا نتحدث عن الشبكات التي اعتاد عليها التنظيم سابقا بل نحن نتحدث الآن عن خلايا من خمسة أو ستة اشخاص".
وأضافت الصحيفة، إن مسؤولين عسكريين وخبراء أمنيين عراقييون وكذلك مسؤولون من الحكومة الاميركية قالوا إن "العراق قد فشل في إنشاء شبكة استخبارية شاملة من شأنها أن توفر أفضل السبل لاجتثاث ما تبقى من مسلحي داعش".
وقال هشام الهاشمي، المستشار الحكومي في مجال مكافحة الإرهاب وخبير بالمجاميع المسلحة: "حققنا نصراً بطرد مسلحي داعش من المدن، ولكننا فشلنا بملاحقتهم في المناطق الزراعية والكشف عنهم وإزالتهم".
وأشارت الصحيفة، الى ان المفتش العام للبنتاغون أورد في تقرير له الشهر الماضي بان العراق يفتقر لأجهزة الاستطلاع وقدرات العناصر الاستخبارية والاستطلاعية المطلوبة لمواجهة التنظيم والحد من نشاطه.
ونبهت الى انه في مدينة الموصل، التي كانت تعتبر المعقل الرئيس السابق لداعش في العراق، من الصعب جدا ان تجد أي شخص يتحدث لصالح التنظيم .
وقال بشير حسين، سياسي من مدينة الموصل: "لا يوجد شخص واحد في الموصل يكنّ احتراماً للتنظيم. لم أجد مواطناً واحداً يمدحهم".
واضاف بقوله "حتى الذين كانوا يعتبرون أناساً جيدين والذين التحقوا بالتنظيم، بدأ الناس يتحدثون عنهم بالسوء. لقد اصبحت نقطة سوداء في سمعتهم".
وأردف أن "الناس بدأوا يتعاونون أكثر مع الأجهزة الامنية للإدلاء بمعلومات أمنية عن المشتبه بتعاونهم مع داعش، خصوصا بعد تفعيل الحكومة لمجاميع الشرطة المحلية".
بدوره اثنى مدير الاستخبارات العسكرية اللواء سعد العلاق، على سكان المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش مشيرا الى انه "كان لهم الدور الاساس في جلب معلومات عن التنظيم"، ولكنه وآخرين قالوا ان "الحكومة لم تنفق ما فيه الكفاية لتهيئة مصادر معلومات جديدة".
وفي أحد الامثلة على ذلك وصفها خبير أمني، لم تكشف الصحيفة عن اسمه، هو ان "الحكومة العراقية فقدت تقريبا فرصة تهيئة مصدر معلومات لقيادي كبير منشق عن داعش. قوات التحالف في المنطقة تدخلوا في الموضوع أخيرا ودفعوا مبلغ 2 مليون دولار مقابل تعاونه".
ولفتت الصحيفة الى ان المشكلة الأخرى تتمثل بوجود سبعة أجهزة استخبارات مختلفة تعمل في البلد، جميعها تعمل بدون إجراء قضائي واضح وغالبا ما تفقد هذه الاجهزة فرصاً كبيرة بالحصول على معلومات ثمينة.
وأشارت الى ان عقيد قوات خاصة في الموصل طلب عدم ذكر اسمه، ألقى باللائمة بخصوص هذه المشكلة على الافتقار الى الثقة ما بين هذه الاجهزة الاستخبارية المختلفة. واضاف قائلا "في أميركا شكلوا قاعدة معلومات من مصادر أجهزة أمنية مختلفة وزادوا من التنسيق في ما بينهم حول سقوط بنايتين جراء حادث 11 أيلول الارهابي، أما نحن في العراق فلم نفعل هذا الشيء إزاء سقوط مدن بأكملها".
ورأت الصحيفة أن من المقلق جدا هو ان تنظيم داعش بدأ ينشط منطلقا من مناطق ريفية جنوب غرب الموصل بضمنها منطقة الحضر وجبال حمرين وصحارى محافظة الانبار.
وقال عقيد الاستخبارات منصور "من المفترض أن تكون لنا عمليات عسكرية في تلك المناطق النائية، ولكن حالياً ليس لنا حتى طلعات استطلاع جوية".