بغداد اليوم/ متابعة
أكد رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، إحسان الشمري، الاربعاء 6 اذار 2019، أن رئيس الجمهورية برهم صالح مدرك لحجم الصراع الدائر بين الولايات المتحدة وإيران، مبينا أنه يريد العراق أن يقف في المنتصف.
وقال الشمري في تصريح صحفي، إن "حديث رئيس الجمهورية ينطلق باتجاه تعزيز الرسائل السابقة منذ حكومة حيدر العبادي، إذ إن العراق يحاول تعزيز مثل هذه الرسائل لجهة الوقوف على الحياد".
واضاف، أن "هناك إدراكاً لدى رئيس الجمهورية بأن الصراع بدأ يتصاعد بين إيران من جهة والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى، ولذلك فإنه يريد أن يقف في المنتصف لأن أي تموضع أو انغماس مع أي من هذه المحاور سيكلف الداخل العراقي كثيراً، ليس فقط على مستوى أن العراق سيكون ساحة لتصفية الحسابات الأميركية – الإيرانية، وإنما الانقسام الداخلي سيتعزز أيضا".
وأوضح الشمري أن "هناك أمراً آخر هو أن الدستور العراقي يمنع أن يكون العراق طرفاً، بالإضافة إلى أن الرئيس صالح يريد أن يلعب دوراً مهماً على صعيد السياسة الخارجية التي هي من صلاحيات الحكومة التي ترسم السياسة العامة ومن ضمنها السياسة الخارجية".
وأشار إلى أن "السؤال الأهم هو: هل إن إيران أو الولايات المتحدة يمكن أن تسمح للعراق بالوقوف على الحياد"، مبيناً أن "هذا الأمر يبدو صعبا خصوصا إذا ما حصل اشتباك بين أي من هذه الأطراف، وبالتالي فإن العراق سيكون جزءاً من هذا الصراع".
وتابع الشمري أن "أطرافاً داخلية قد لا تتماهى مع تصريحات رئيس الجمهورية، بل وحتى مع سياسة الحكومة بحكم ارتباطاتها أو ولاءاتها الخارجية، وبالتالي فإن هذه التصريحات تبقى في إطار الرسائل، لكن عملية التطبيق تبقى رهن القوى السياسية العراقية".
وكان رئيس الجمهورية برهم صالح، قال إن العراق عمل على ألا يكون جزءاً من سياسة المحاور في المنطقة، مشيداً في الوقت نفسه بدعم الولايات المتحدة الأميركية للعراق.
وقال صالح، خلال لقاءه بعدد من الصحافيين، إن "العراق مطلوب منه الآن أن يلعب دوراً في لم شمل المنطقة"، مؤكداً في الوقت نفسه "لا نريد أن نكون جزءاً من سياسة المحاور، نريد أن ننأى ببلدنا عن الصراعات والتنازعات العبثية التي عمت هذه المنطقة".
واضاف، "أريد أن يكون العراقيون واثقين بأن خطابنا في الخليج، وفي طهران، وفي المملكة العربية السعودية، وفي مصر، وفي فرنسا، وفي إيطاليا، ومع الأميركيين، هو الخطاب نفسه والمنطق نفسه".
وشدد صالح: "نريد أن يكون العراق ساحة توافق للمصالح بين الدول وشعوب هذه المنطقة، ونريد منظومة إقليمية جديدة يكون العراق محورها، وتكون مبنية ومستندة إلى خلق ترابط اقتصادي بين شعوب المنطقة".