بغداد اليوم- متابعة
كشف تقرير أعدته منظمة "انقذوا الأطفال العالمية Save Children" و"معهد أوسلو للسلام PRIO"، أن نحو 20% من أطفال العالم يعيشون في مناطق الحروب، وأن عدد هؤلاء الأطفال قد تضاعف بعد انتهاء الحرب الباردة، فيما لفت الى ان العراق من بين أخطر عشر دول بالنسبة للأطفال عالمياً.
وأعد المركزان تقريرهما اعتماداً على قاعدة بيانات وخرائط الحرب للعام 2017، ويذكران ان أكثر من 420 مليون طفل عاشوا في مناطق الحروب أو المناطق المتأثرة بالحروب خلال العام 2017، والمناطق المتأثرة بالحروب هي تلك المناطق التي تقع على بعد 50 كيلومتراً فقط من مناطق الحروب".
واشار التقرير إلى أن 142 مليوناً من هؤلاء الأطفال عاشوا في مناطق شهدت حروباً شرسة.
ارتفع عدد الأطفال الذين عاشوا في مناطق الحروب بمقدار 30 مليون طفل مقارنة بالسنوات السابقة وتضاعف مقارنة بالفترة التي تلت نهاية الحرب الباردة مباشرة، وذلك بسبب ارتفاع عدد الحروب وامتداد فتراتها وكذلك لكون الحروب تجري في السنوات الأخيرة داخل المدن.
وبحسب التقرير، يعيش 142 مليون طفل في مراكز الحروب، حيث يعيش 90% من أطفال اليمن في هذه المراكز، وكذلك 70% من أطفال سوريا و60% من أطفال الصومال، ويعتبر العراق من بين أخطر عشر دول بالنسبة للأطفال، وهذه الدول هي: أفغانستان، جمهورية أفريقيا الوسطى، جمهورية كونغو الديمقراطية، العراق، مالي، نيجيريا، الصومال، جنوب السودان، سوريا واليمن.
وأضاف: خلال الفترة بين العامين 2010 و2017، ارتفع عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق الحروب بنسبة 37%، وارتفع عدد الأطفال الذين انتهكت حقوقهم خلال تلك الفترة بنسبة 174%، وبلغ عددهم 25000 طفل في العام 2017، وهذا العدد لا يشمل الأطفال الذين نزحوا عن ديارهم بسبب الحرب ويعيشون بعيداً عن مناطق الحروب.
ولفت التقرير الى ان نسبة تجنيد الأطفال ارتفعت بين العامين 2016 و2017 بنسبة 3% ليبلغ عددهم ثمانية آلاف طفل، وهذا يشمل فقط الحالات الموثقة، وقد أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن عدد حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال في مناطق الحروب في العام 2017 بلغ 954 حالة موثقة، أي أن عدد هذه الحالات ارتفع بنسبة 12% مقارنة بالسنة السابقة.
وأردف: كما ارتفعت حالات خطف الأطفال مقارنة بالعام 2016 بنسبة 62% لتبلغ 2556 حالة، حيث تم اختطاف 1600 طفل في الصومال يبلغ عمر بعضهم تسع سنوات فقط، وكانت المدارس هي المكان الرئيس لخطف الأطفال.
ويعتبر العام الذي ركز عليه التقرير أسوأ الأعوام من حيث الهجمات التي استهدفت المدارس والمراكز التعليمية، فقد تم خلاله استهداف 1432 من هذه المواقع بالطائرات أو المدفعية أو الهجمات العدوانية، ويذكر تقرير للأمم المتحدة أن أكثر من 30% من مدارس سوريا و10% من مدارس اليمن دمرت نتيجة للحرب.
ونبه التقرير الى انه تم على مدى العام 2017 رصد أكثر من 1500 حالة منع وصول المساعدات الإنسانية (الأغذية، الأدوية، الألبسة ووسائل التدفئة)، حيث شهدت هذه الحالات ارتفاعاً بنسبة 50% مقارنة بالعام 2016، مشيرا إلى أن 4.5 مليون طفل في الدول الأكثر خطراً بالنسبة إلى الأطفال مهددون بالموت جوعاً، ويتوقع موت واحد منهم في كل دقيقة.
وحسب التقرير فإن نحو 870000 طفل ماتوا خلال الفترة 2013- نهاية 2018، في الدول العشر الأخطر على الأطفال، بسبب سوء التغذية، المرض، الجوع وعدم توفر الأدوية، ومات نحو 85000 طفل يمني بأحد هذه الأسباب التي كانت حرب اليمن المسبب لها، خلال الفترة من نيسان 2015 إلى أواخر 2018، ما يظهر أن تداعيات الحرب هي أخطر على حياة الأطفال من الرصاص والقنابل.
وأضاف، أنه بموجب معايير الأمم المتحدة يعتبر: القتل، التجنيد، الاعتداء الجنسي، الخطف، استهداف المدارس والمستشفيات والحرمان من المساعدات الإنسانية، انتهاكات ضد الأطفال، ففي الحرب الأهلية السورية يشكل المدنيون 71% من القتلى، و79% من الأطفال الذين قتلوا، قتلوا نتيجة القصف والبراميل المتفجرة.
واكمل: يوجد في قارة آسيا أكبر عدد من الأطفال الذين يعيشون في مناطق الحروب والمناطق المتأثرة بالحروب، 195 مليون طفل، تتبعها قارة أفريقيا بـ152 مليون طفل يعيشون في تلك المناطق، وعند مقارنة هذه الأعداد بأعداد السكان ومساحة الأرض، فإن منطقة الشرق الأوسط تأتي في المرتبة الأولى حيث أن 40% من أطفال المنطقة، 35 مليوناً، يعيشون في مناطق الحروب والمناطق المتأثرة بالحروب، بينما يعيش 25% من أطفال أفريقيا في المناطق الملتهبة.
وختم بالإشارة الى ان الحروب تخلف آثاراً نفسية وجسدية بعيدة الأمد على الأطفال، وتشير البيانات إلى إصابة 71% من أطفال مناطق الحروب بالتبول اللاإرادي أو سلس البول، وفي آخر استبيان لمنظمة أنقذوا الأطفال، أجرته في الموصل، ظهر أن 43% من الأطفال العائدين إلى الموصل مصابون بالكآبة.