بغداد اليوم - الديوانية
يشهد مجلس محافظة الديوانية صراعا بين الصدريين من جانب وكتلة بدر من جانب اخر، للاستحواذ على منصب المحافظ، الذي هو من حصة حزب الفضيلة، متخذين من قضية إقالة مدير تربية المحافظة عقيل الجبوري ميدانا للصراع.
وتعود بدايات الموضوع الى مطلع كانون الاول من العام الماضي، عندما أعلن القيادي في كتلة بدر النائب عن محافظة الديوانية عباس شعيل، خلال مؤتمر صحافي، تسجيل لجنة التربية النيابية، وهو أحد اعضاءها، "خروقات قانونية خطيرة ضمن ملف تعيينات تربية المحافظة"، مبينا أن "مديرية التربية اعتمدت على المحسوبية والمنسوبية في قبول المتقدمين للتعيين، ووزعت الدرجات على ابناء مسؤولين ومدراء أقسام في المديرية".
واستند الزاملي في أثبات صحة كلامه، بأوامر التعيين الادارية، فيما هدد بأن "القادم صادم".
وبعد ذلك، إستدعى فريق النائب عباس شعيل الزاملي، محافظ الديوانية سامي الحسناوي ومدراء اقسام في تربية المحافظة الى مجلس النواب للتحقيق معهم، دون ان يؤثر ذلك على تمرير التعيينات، بل قادت تحركات الفريق الداعم لمدير تربية الديوانية عقيل الجبوري، الى إقالة مدير حسابات المديرية بسبب عدم صرفه رواتب للمعينيين الجدد كونهم "لا يملكون غطاءً ماليا".
"لنؤجل إقالة الجبوري لكي لاتذهب التعيينات من بين أيدينا!"
وكشف مصدر مطلع لـ(بغداد اليوم)، إن "محافظ الديوانية سامي الحسناوي، اتفق قبل فترة، مع جميع الكتل السياسية منها الفضيلة وبدر والصدريين على تأجيل اقالة مدير التربية لحين تمشية ملف التعيينات".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن "الحسناوي علل ذلك بخوفه من ضياع فرصة تلك التعيينات وذهابها الى المالية، فيما لو اقيل عقيل الجبوري قبل تمشية أمرها".
"شعيل يحفز خسباك"
وفي الـ26 والعشرين من شباط 2019، قاد عضو مجلس الديوانية عن كتلة بدر ميثم خسباك، حراكا لتفعيل قرار سابق بإقالة مدير التربية عقيل الجبوري، ليصوت 17 عضوا في المجلس بالموافقة، وقبلها كان خسباك قد نشر عبر صفحته الشخصية على مواقع التواصل صورة تجمعه بالنائب عباس الزاملي معلقا عليها: "الصادم قادم".
بعد تلك الجلسة، هددت كتلة بدر حزب الفضيلة، الذي ينتمي اليه المحافظ، بأن عدم تطبيق الاخير لقرار المجلس بإعفاء الجبوري، يعني الاطاحة به من منصبه، ليصدر سامي الحسناوي في اليوم التالي امرا باعفاء مدير التربية عقيل الجبوري، ويكلف نائبه الثاني مالك الحسيني المنتمي لبدر، بإدارة مديرية التربية "من موقع ادنى".
وبمجرد صدور هذين القرارين، توجه الحسيني رفقة عضوي مجلس المحافظة حسين البدري وضحى القصير الى مبنى مديرية التربية، ليبلغوا المدير المقال بضرورة ترك المديرية والانفكاك وتسليم مهامه للمدير الجديد، لكنه رد عليهم برفع شكوى ضدهم بتهمة اقتحام مبنى حكومي بالسلاح، مدعيا أن قوة عسكرية مدججة بالسلاح كانت ترافقهم.
"التربية تتدخل"
وصباح يوم أمس الثالث من اذار، أصدرت وزارة التربية كتاب موقعا من وكيلها ابرهيم عبد ولي، موجها الى محافظة الديوانية، يطالبها بالغاء امر اعفاء مدير التربية عقيل الجبوري، مشير الى "تسجيل مخالفات قانونية تجاه قرار اعفاءه، وأن صلاحية اعفاء المدراء العامين للوزارة وليس للمحافظات".
"الحسناوي بين نارين"
ومن جانبه، كشف مصدر مطلع حضر اجتماعات الكتل المشكلة لمجلس الديوانية، عن تهديد "اعضاء المجلس الصدريين ومن يمثلهم (الاحرار وسائرون) بإقالة المحافظ سامي الحسناوي، في حال عدم التراجع عن قرار اعفاء مدير التربية عقيل الجبوري، تنفيذا لما ورد في كتاب وزارة التربية".
وأضاف المصدر في حديثه لـ(بغداد اليوم)، إن "اعضاء كتلة بدر في المجلس هددوا من جانبهم، بإقالة الحسناوي لو اعاد الجبوري لمنصبه، وأكدوا له أنه يملك صلاحيات ذلك، وليس وزارة التربية، واستندوا في ذلك على كتاب للجنة التنسيق بين المحافظات يشير الى أن وزارتي الصحة والتربية منقولة الصلاحيات للمحافظين".
وأوضح، أن "الحراك الذي يقودوه الصدريين للإطاحة بالمحافظ سامي الحسناوي، يأتي ضمن توجيه مركزي بإبعاد حزب الفضيلة"، مبينا أن "ذلك الحراك مكون من 10 اعضاء، 4 منهم صدريين، و5 تابعين للحكمة، وعضو واحد من الوطنية البيضاء، بينما العدد المطلوب لكي يكتسب اي قرار لمجلس المحافظة اغلبية بسيطة ويصبح ملزما، هو 15 صوت من أصل 28 وهم اعضاء المجلس".
"بدر تتراجع"
كان ذلك، قبل أن تتراجع كتلة بدر عن ضغطها على الحسناوي، بل تصطف بجانبه "خوفا من سيطرة الصدريين على قيادة المحافظة".
وقال أحد اعضاء الكتلة، طلب عدم ذكر أسمه، لـ(بغداد اليوم)، إن "كتلة بدر خشيت من سيطرة الصدريين على قيادة المحافظة عبر هذا الحراك، ولذلك تراجعنا عن الضغط على المحافظ سامي الحسناوي"، مبينا أن "كتلته تصطف حاليا بجانب الفضيلة من أجل الحفاظ على منصب المحافظ، مع تأكيدها المستمر على ضرورة تنفيذ إقالة عقيل الجبوري من منصبه، والذي تبنت بدر الاطاحة به".
"القشة التي قصمت ظهر البعير"
وبدوره، يرى المراقب حيدر المياحي، أن قضية مدير التربية عقيل الجبوري ليست السبب الاساسي لما حدث بين الصدريين والبدريين.
وقال المياحي لـ(بغداد اليوم)، إن "موضوع مدير التربية عقيل الجبوري ليس هو الاساس في كل ما يجري بالديوانية، وانما كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الجمل".
وأضاف، أن "الحقيقة هي ان الصدريين يسعون للاطاحة بالفضيلة والوصول لمنصب المحافظ ، وهو ذات التفكير الذي يسير عليه اعضاء كتلة بدر لكنهم تراجعوا عنه لكي لاتتاح الفرصة لوصول الصدريين اليه".