بغداد اليوم- بغداد
اعلنت السفارة الاميركية في بغداد، اليوم الثلاثاء، موقفها من قانون اخراج القوات الاجنبية من العراق، والذي يعتزم عدد من النواب تقديمه الى البرلمان خلال الفترة المقبلة، مشيرة الى رأي رئيسي الوزراء ومجلس النواب بهذا الصدد.
القائم باعمال السفارة الامريكية، جوي هود، في لقاء مع عدد من وسائل الاعلام في مقر السفارة بالمنطقة الخضراء، وردا على سؤال حول عزم بعض البرلمان اقرار قانون ينص على اخراج القوات الاجنبية، قال: "القوات الأميركية هنا (في العراق) بدعوة مباشرة من الحكومة العراقية، وفقط متواجدة بضوء هذه الدعوة".
واضاف، ان "الحكومة العراقية لو دعتنا الى الخروج فسنخرك وليس فقط نحن بل جميع قوات التحالف والناتو، وكذلك المستثمرين الاجانب"، مبينا انه "اذا غادرنا العراق الأن فان الوضع الأمني لن يكون مضمونًا، وفيما يخص الاستثمارات الاجنبية، فبامكانها النمو هنا لأنها متاكدة من بيئة أمنية ثابتة بوجودنا".
وتابع هود قائلا: "ليس بالضرورة ان تاخذ كلامي وانما الكلام للجهات العراقية المختصة مثل عثمان الغانمي، وعبد الامير يارالله، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، واخرين، وجميعها تقر ان القوات العراقية غير مستعدة لوحدها".
واوضح، أن "بعض وسائل الاعلام اشارت الى ان الحكومة العراقية والبرلمان على اعتاب اصدار قانون اخراج القوات الاجنبية، لكن لم يتم تقديم أي مشروع قانون او مسودة بهذا الصدد، وبهذا لا يمكن ان يمرر قانون دون تقديمه"، موجها رسالة الى الاعلام العراقي: "ننصح الصحافة بتوخي الدقة والحذر في نقل ما يخص وجود القوات الاجنبية ودورها واهمية هذا الدور".
واستطرد هود قائلا: "نحن نقول لا توجد للايرانيين مقاعد في البرلمان العراقي.. البرلمانيون هم عراقيين ولهم سيادة كاملة، لكن ندعوهم قبل المضي بأي قانون الى الجلوس مع السلطات الامنية لفهم الحقائق"، مبينا ان "هناك تحركات مشابهة في كل برلمانات العالم ولدينا ايضا".
واضاف، انه "اذا ماتم اخراج القوات الامريكية سيكون يوما محزنا لنا جميعا، ونتمى ان لا ياتي هذا اليوم قبل أن تكون القوات العراقية قادرة على فرض الامن، وعندها يمكن أن يتحول الدعم الأميركي الى طريقة أخرى مثل ما يجري مع فرنسا والسعودية، كما نتمى ان لا يأتي هذا اليوم قبل أن يتم تجهيز له".
واردف بالقول: "نتمى أن لا ياتي هذا اليوم والقوات العراقية غير مستعدة بشكل كامل لاداء المهام الامنية الداخلية والخارجية واستدامة وفرض الامن في كل انحاء العراق، لأنه في حال طلب منا الخروج من العراق سنقبل الخروج لكن عودتنا ستكون صعبة جدا اذا ما طلب منا العودة، وسيكون من الصعب جدا اقناع الادارة الاميركية والشعب الاميركي بالعودة مجددًا"، معربا عن امله أن "لا تكون هناك قرارات مندفعة غير مدروسة تؤدي الى عدم الاستقرار في العراق".
وكان نواب عراقيون توعدوا بالتحرك لإقرار قانون داخل البرلمان لإخراج العسكريين الأجانب، وخصوصاً الأمريكيين، من البلاد.
وقال رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، يوم السبت (9 شباط 2019)، إن البرلمان تسلم مقترحاً تبناه برلمانيون بهدف تحديد مهام الوجود الامريكي وتوقيت بقائهم في البلاد.
وذكر الحلبوسي في تصريح صحفي، إنه "لم يتسلم أي مقترح من قبل البرلمانيين يهدف لطرد القوات الامريكية من العراق".
واشار في الوقت نفسه الى أن "المقترح الذي تبناه بعض النواب وتسلمته رئاسة البرلمان بالفعل يهدف لتحديد مهام وجود القوات الاجنبية وطبيعة عملها ومدة بقائها في العراق".