بغداد اليوم- بغداد
تعاني المحافظات العراقية تردياً بتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، فيما تواجه حكوماتها المحلية التظاهرات المطالبة بإصلاح الأوضاع الخدمية والقضاء على الفساد بشكل مستمر، وسط اتهامات نيابية بفشلها في إدارة المحافظات من الداخل، رغم وجود الأموال.
ويقول النائب سعد شاكر الخزاعي في حديث لـ (بغداد اليوم)، إن "مجالس المحافظات والمجالس البلدية فشلت في الإدارة، ولا فرق في زيادة موازناتها"، مبيناً أن "المحافظات وفي حال خصصت لها 200 مليار، أو 400 مليار، فأن النتيجة واحدة، وهي الفشل بفعل سوء الإدارة".
وكانت تظاهرات غاضبة انطلقت الصيف الماضي من محافظة البصرة احتجاجاً على تردي الخدمات وتفشي البطالة، وتبعتها محافظات واسط وذي قار والنجف وكربلاء وبغداد وديالى، لنفس الأسباب.
وشهدت التظاهرات صدامات بين المحتجين وقوى الامن، ما أدى لسقوط ضحايا من الطرفين، فيما لا تزال محافظة البصرة تشهد احتجاجات اسبوعية، لإقالة المحافظ ومجلس المحافظة، وتقديم المتورطين بالفساد للمحاكمة.
وعن المشاريع الوزارية ورصد موازناتها في المحافظات، يضيف الخزاعي، ان "أموال الموازنات تعد بالتنسيق بين وزارة التخطيط ووزارة المالية، بناءً على المشاريع التي تقترحها حكومات المحافظات للوزارات المعنية في بغداد".
وأضاف، أن "مجالس المحافظات لا ترسل وقد تتأخر بتسليم المشارع ليتم رصد الأموال لها، ففي محافظة الديوانية لم ترسل المشاريع التي يحتاجها المواطن بشكل حقيقي وانما تتأخر، ولهذا أصبحت الموازنة بهذه الكيفية للمحافظة".
وتساءل النائب في البرلمان، عن "عمل مجالس المحافظات حينما كانت الموازنات انفجارية، ألم تقم بإرجاع أكثر من نصف تلك الموازنات إلى خزينة الدولة"، مؤكداً ان "تلك المجلس هي الحلقة المعرقلة والمؤدية لخراب مدن البلاد".
ومع تراجع الخدمات تحتدم في عدد كبير من المحافظات ومنها العاصمة بغداد، الصراعات الحادة حول المناصب، والتي أدت إلى الإطاحة بعدد من المحافظين في سلسلة جلسات طارئة "مطعون بها"، في ظل سخط شعبي على أدائها، دون أمل بموعد قريب للانتخابات المحلية.
مواطنون: الحل باجراء انتخابات محلية قريبة
ويؤكد الصحفي (م. ج)، في حديثه لـ (بغداد اليوم)، على أهمية اجراء الانتخابات المحلية في وقت قريب، والتفرغ للمشاريع والخدمات والالتفات إلى الشارع الذي لم يعد يطيق أداء تلك الحكومات".
بدوره، يقول المواطن علي الزيادي لـ (بغداد اليوم)، إن "مجالس المحافظات تعنى بالإدارة والتخطيط، ولم تفعل شيئاً من ذلك، وتكتفي بالتحجج ان الموازنات التي قدمت اليها قليلة"، مبيناً أن "الاجدر بتلك المجالس إيجاد موارد اخرى داخلية، وعلى الرغم من وجودها داخل اغلب المحافظات، فهي توزع بين الكتل المتنفذة، ولا تذهب لأعمار المدن او تطوير العمل".
وأكد الزيادي، أن "مشكلة المحافظات ليست مادية، بل إدارية، وهذا واضح من انفلات الوضع ببعض الدوائر والمؤسسات، والتي تشهد غياب المراقبة اليومية للأعمال ووضع الخطط للمعالجة من قبل المدراء".
ويرجح مراقبون بأن غياب الخدمات واهمال متابعتها، والصراع الدائر على مناصب المحافظين، ينبئ بمخاطر كبيرة تتمثل بتصاعد الغليان الشعبي في المحافظات الجنوبية بسبب غياب الخدمات والوظائف، وقد يفجر موجة الاحتجاجات مجدداً وبشكل أعنف".