بغداد اليوم - متابعة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، تقريرا سلطت فيه الضوء على مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء اعتماد العراق، على الطاقة الإيرانيّة، لافتة الى ان ذلك شكل نقطة خلاف كبيرة بين واشنطن وبغداد.
وذكرت الصحيفة، أن إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تمارس ضغوطاً على العراق لإيقاف شرائه للطاقة من جارته إيران التي تعتبر المصدر الخارجي الوحيد له في هذا المجال بحيث اصبحت هذه المشكلة نقطة خلاف كبيرة بين واشنطن وبغداد.
وأضاف انه: وخوفاً من أن يؤدي أي نقص إضافي بالطاقة الكهربائية الى إشعال احتجاجات واسعة وعدم استقرار سياسي في بلدهم الذي يعاني من أزمة بالكهرباء، فإن قادة عراقيين يحاولون معارضة هذا الطلب الذي يرجع أصله الى عقوبات الرئيس ترامب المفروضة على إيران.
وأشارت الى ان تمرّد العراق وعدم الانصياع زاد من عرقلة هدف ترامب بالحصول على دعم كل دول العالم لعقوباته بعد انسحابه من الاتفاق النووي العام الماضي الهادف الى تحجيم برنامج طهران النووي.
ولفتت الى ان التوترات ازدادت بعد تصريحات ترامب في 3 شباط الحالي بأنه خطط أن تقوم القوات الاميركية التي عادت الى العراق بمراقبة إيران رغم حاجة بغداد للمحافظة على علاقات ودية مع جارتها.
وضاعفت تصريحات ترامب أيضا من الدفع تجاه تشريع قانون في العراق يحجّم تحركات وأنشطة القوات الاميركية في البلد .
وقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الاسبوع الماضي بعد لقائه بمحافظ البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي: ان "الشعب العراقي عانى كثيرا من الحصار وانه يدرك الاذى الذي يتعرض له الناس جراء الحصار. العراق لن يكون جزءاً من نظام العقوبات على إيران وعلى أي شعب آخر".
وقال محافظ البنك المركزي الإيراني همتي، انه يأمل ان يزداد التنسيق العراقي ــ الايراني اكثر في مجال الصيرفة، التي قد تعمل ايضا على تخفيف وطأة العقوبات الاميركية .
ونبهت الصحيفة الى ان الغاز الطبيعي الإيراني يعتبر أهم مصدر للطاقة يستورده العراق من إيران، ولكن مسؤولين أميركان يقولون إن استيرادات الغاز يجب أن تتوقف، لأنها تقع ضمن مفردات العقوبات الاميركية المفروضة.
وتابعت، أن ضغط إدارة ترامب على العراق للتخلي عن استيراد الغاز الايراني جزء من ستراتيجيتها في استخدام العقوبات لإضعاف اقتصاد إيران والحث على تغيير سياسي ومنهجي.
ويأمل مسؤولون في الإدارة الاميركية وفقاً للنيويورك تايمز الى إكراه قادة إيران على حل كامل لبرامجهم النووية والصواريخ البالستية وكبح دعمهما لفصائل شيعية .
وكان قد تم منح العراق مهلة سماح 45 يوماً للاستمرار باستيراد الكهرباء وتم تمديد المهلة الى 90 يوماً في كانون الاول. وقال متحدث عن الخارجية الاميركية في 9 كانون الثاني إن وزير الخارجية مايك بومبيو تحدث مع قياديين عراقيين كبيرين في بغداد عن ضرورة استقلال العراق في مجال الطاقة والاعتماد على نفسه .
وأشارت الى ان مسؤولين عراقيين قالوا إن الطلب الاميركي لم يراعِ لا احتياجات العراق للطاقة ولا العلاقات المعقدة المركبة بين بغداد وطهران.
وقال رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي في مقابلة وفقاً للصحيفة"ان العراق في وضع محرج مع الولايات المتحدة وذلك لأننا لا نرغب في إثارة غضبهم ، ولكن الاميركان فشلوا في الاطلاع على الجانب الجيوبوليتيكي للعراق، نحن بلد جار مع ايران ولكن ليس مع الولايات المتحدة، ونشترك بأطول حدود مع إيران وليس لنا حدود مع الولايات المتحدة. وليس لدينا ذلك الاقتصاد القوي ."
ونقلت الصحيفة عن ميغان أوسوليفان، الخبيرة الدولية في مجال الطاقة ومستشارة مجلس الامن الوطني للشأن العراقي في عهد الرئيس بوش، قولها إن "مسؤولين عراقيين يرغبون في يوم من الايام بأنهم سينتجون جميع احتياجاتهم للطاقة. ولكن لحين الانتهاء من بناء البنى التحتية المناسبة، فإنهم لا يجدون بديلا عن الشراء من إيران".
واضاف أوسوليفان، التي تحدثت مع مسؤولين عراقيين وأميركان حول المطالب الأميركية، أن "سياسة الإدارة الاميركية تضع العراق في موقف حرج. التحول الكبير الذي تريد إدارة ترامب من العراق أن يحققه في الابتعاد عن إيران سيستغرق وقتا طويلا."
وتابعت: "أنه أمر جيد بالنسبة للعراق أن يسد حاجته من الطاقة من إنتاجه الذاتي وأن يصدّر منتجاته. إنها ليست فكرة جنونية من إدارة ترامب. ولكنّ العقوبات تضيف عامل إلحاح آخر بشأن الوضع والتعقيدات السياسية.